في مفارقة لافتة تمثل جزءاً من تداعيات الأزمة السياسية القائمة في اليمن، تحولت مدينة صعدة، الواقعة شمالي العاصمة صنعاء إلى ملجأ للعديد من العائلات النازحة من العاصمة عقب تصاعد المظاهر المسلحة في معظم الأحياء والشوارع .
وتشهد محطة صنعاء صعدة، الكائنه بمنتصف شارع عمران بالعاصمة حالة غير مسبوقة من الحراك اللافت والإقبال على استئجار سيارات الأجرة المتخصصة في نقل المسافرين على امتداد خط صنعاء - عمران - صعدة من قبل العديد من العائلات الوافدة من أنحاء متفرقة من العاصمة صنعاء إلى موقع المحطة بهدف التوجه إلى صعدة .
وأشار صالح بن أحمد ناصر مجلي، أحد المشرفين على تنظيم حركة السيارات بالمحطة ل “الخليج” إلى أن حركة نقل المسافرين من العاصمة إلى صعدة ارتفعت بشكل غير مسبوق منذ بداية مايو/أيار المنصرم، وأوضح أن الأسبوعين الأخيرين شهدا إقبالاً غير اعتيادي من قبل عائلات لاستئجار سيارات المحطة للسفر إلى صعدة .
من جهته أكد صالح أحمد الشلالي، وهو سائق تاكسي أجرة على خط صنعاء - صعدة في تصريح ل “الخليج” أنه قام خلال الأيام الخمسة الأخيرة بنقل تسع عائلات على متن سيارته من صنعاء إلى صعدة، وأن هذه العائلات كافة غادرت العاصمة بعد أن أغلقت منازلها وقررت النزوح إلى صعدة حتى تستقر الأوضاع الأمنية المتفاقمة بصنعاء .
ويتزامن تصاعد نزوح العديد من العائلات من العاصمة إلى صعدة مع متغيرات طارئة تعيشها الأخيرة التي ترزح منذ نهاية فبراير/شباط المنصرم تحت سيطرة ائتلاف قبلي مكون من جماعة الحوثيين ومراكز قوى قبلية يتزعمها الشيخ فارس بن مناع، إلى جانب قيادات الوحدات العسكرية التابعة للقوات المنشقة، حيث أسهم هذا الائتلاف الناشئ بين الحوثيين وخصومهم السابقين في إنهاء التوتر بمعظم مديريات صعدة وفرض أجواء مغايرة من التهدئة والتحسن النوعي لمظاهر الحياة اليومية .
