اخبار الساعة - بقلم: عبدالله اسماعيل
زادت منظمة أوكسفام الخيرية من حملتها الدولية لمساندة الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية في اليمن عبر استخدامها لمختلف الوسائل الإعلامية الدولية ومختلف المنتجات الاعلامية الأمر الذي يرجح وقوف دول معينة خلف حملاتها تلك التي تكلف الكثير من الأموال بسبب ضخامة الانفاق التي تتطلبها الوسائل الاعلامية الغربية من أجل الترويج لها كما هي مثلها مثل الإعلان المدعوم دون اضفاء التحليل الصحفي والسياسي من قبل تلك الوسائل لتلك المعلومات المنشورة من أجل خلق الفهم الكامل لموضوع الحملة وتفاصيل ما يتم في اليمن فعلياً.
وكان كتاب يمنيون قد كشفوا الغطاء عن الكيان الصهيوني الذي يقف وراء هذه المنظمة التي يعرف جميع البريطانيون مثلاً أنها تحصل على موازنتها "المتواضعة جداً" من بيع المقتنيات والملابس المستخدمة التي يتبرع بها محسنون.
وتدير هذا النشاط الاسرائيلية المدعوة جوسيفين هاتون التي تدير مكتب اليمن من تل أبيب منذ تحرك الحوثيين وحليفهم المسلح نحو مدن الجنوب كما أوضحته المذكورة نفسها في سيرتها الذاتية التي أودعتها في موقع لينكد ان العالمي.
وقد كان أشهر من فضح البرنامج الخفي للمنظمة هي الكاتبة البريطانية زارينا خان في أحد مقالاتها المتماهية مع هذا الاتجاه ودون قصد قالت بأن منظمة أوكسفام و سيفرورلد البريطانيتين لديهما حملات حالية خاصة بهما تركز على الغارات الجوية السعودية على اليمن.
ولا يخفى على الجميع ان من يدير منظمة سيفروورلد هي الحوثية فاطمة عقبة والتي عملت أيضاً قبل ذلك كأحد أكبر المسئولين في منظمة RGP الأمريكية في اليمن حتى العام 2011م.
ولسيفروورلد مواقف متماهية مع الحوثيين سيتم افرادها في مواضع مستقلة لاحقاً بالتتابع مع منظمات بريطانية وأمريكية أخرى مثل تشاتام هاوس وشركاء من أجل التغيير الديمقراطي والمنظمة الألمانية "يهودية" الأصل فريدريش أيبرت.
كما رد الكاتب ماثيو جرادسوديدج على أحدى هذه المقالات بالقول بأن منظمة عالمية مثل أوكسفام التي لا تعتبر بريطانية وإنما عالمية يقترن اسمها بأسماء دول كبرى تتواجد فيها مثل أوكسفام فرنسا أو أوكسفام روسيا أو هولندا وغيرها هي في جميع فروعها تلك تتفق على مباديء انسانية موحدة أهمها الحياد والاستقلالية والانحياز للانسان المدني المسالم أياً كان لونه أو لغته أو مذهبه.
وأيد هدف الحملات في ايقاف الحرب لكنه أشار إلى أن هدف الحملات استمرار الحرب على ما يبدو لسببين غير أخلاقيين ولا انسانيين أولهما أن نفس المنظمة في سوريا التي تتلقى وضعاً انسانياً أكثر سوءاً من اليمن بكثير منذ خمس سنوات لا تقوم بنفس الدور الذي تقوم به في اليمن رغم التشابة الميداني الكبير للبلدين، وثانيهما سعي المنظمة الواضح لتعمية المجتمع الغربي عما يحدث في اليمن وتصوير الأمر لهم بأن مايجري هنالك ماهو سوى هجمات سعودية على بلد فقير جوارها بينما لم تكشف الأمر كله لأولئك الجمهور الذي لا يعرف حتى ماهية "اليمن" هذا.
إن إجراء استغراض ومقارنة لأجندة منظمة أوكسفام في سوريا كفيل بمعرفة الهدف الاقليمي للمنظمة وعلاقة ذلك بتحقق الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط كاملة بالتالي معرفة من يقف خلف تلك المنظمة.
دأبت الاصدارات الاعلامية للمنظمة على الهجوم على قوات التحالف العربي وخاص السعودية ضد أهداف الحوثيين وصالح العسكرية الانقلابية في اليمن، معللة بأن تلك الضربات الجوية لوحدها بسببت بالأزمة الانسانية الحادة في اليمن التي أوصلت نسبة الفقر اليوم الى 82%.
تقول ذلك وهي منظمة انسانية تعي تماماً ان ذلك الرقم الذي أصدرته الامم المتحدة خلال عام 2014م كان 80% الذي ارتفع سريعاً من نسبة 74% عما قبله بعدما دشن الحوثيون مهرجان القتل والسباق المسلح نحو المدن الآهلة.
وتقول أدبيات منظمة أوكسفام بأن تركيزها على التحالف العربي دون الطرف الخصم (الحوثيين وحليفهم صالح) بسبب ان ضربات التحالف تلحق اضرر بملايين المدنيين عكس الحوثيين بالرعم من أن الأخيرين يستخدمون سلاح جيش كامل مدعوم بأنواع الاسلحة المدفعية والصاروخية وبشكل عشوائي، ولا تخفى على أحد تلك المجازر الجماعية شبه الاسبوعية في عدة مدن في الوسط والجنوب.
كما لا تستطيع المنظمة انكار أن الجماعة كانت على وشك استخدام سلاح الجو لدعم مليشياتها على الأرض لولا التدخل العربي حال دون ذلك وأنقذ الملايين من بارود الانقلاب الدموي الذي أدانته كل دول العالم ومعظم منظماتها بعد أن تم الانقلاب على اتفاق وطني جامع يصنع وطناً جديداً بعيداً عن الاقتتال وخال من المشاكل.
وبالنظر الى أجندة نفس المنظمة في سوريا اليوم، يتضح بسهولة تناقض مبدأها مقارنة مع مبدأها في اليمن.
إذ لم يسجل للمنظمة أي تصريح رسمي يجرم قيام سلاح الجو السوري أو الروسي بضرب الأحياء المدنية المأهولة في سوريا باستخدام سلاح الفوسفور