اخبار الساعة - متابعة
ودّعت أسرة الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن فرحان آل سعود سائقها السريلانكي “واتي” البالغ من العمر 76 عاماً بإقامة حفل بسيط بمنزلهم؛ وفاءً وتقديراً له بعد أن عمل معهم طوال ٣٣ عاماً كسائق للأسرة.
وأقيم الحفل العائلي، مساء الخميس الماضي، بحضور راعي التكريم الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن فرحان آل سعود، وبحضور ابنيه الأمير “فيصل”، والأمير “ناصر”، وحفيده الأمير منصور بن سعد آل سعود، وصهره الدكتور يوسف الحديثي، وصهره عبدالعزيز المخضب، وموظفي مؤسسته ربيح عبدالرزاق وجميع العاملين في بيت الأمير.
وتم خلال الحفل تكريمه ومنحه مبلغاً مالياً مجزياً ودرعاً تذكارياً وشهادة شكر وتقدير.
وأعرب السائق العجوز “واتي” وفقا لموقع “سبق” عن سعادته وشكره لما لقيه من حسن المعاملة منذ قدومه إلى أرض المملكة، مستذكراً أحد المواقف التي حصلت معه أثناء سرقة أحد أقربائه مبلغ عشر آلاف ريال كان قد أرسلها لزوجته، لكن الأمير قام على الفور بتعويضه إياها عند سماعه بالقصة.
وقال: شعرت بروح العائلة لدى أسرة الأميرة “موضي” -رحمها الله- والأمير “عبدالرحمن”، مما شجعني على البقاء للعمل لديهم طيلة 33 عاماً مضت.
وأضاف: وجدت كل الاحترام والتقدير، مبيناً أن البعض كان يمازحه بلقب “الأمير سامي”.
وقال حفيد الأمير عبدالرحمن بن ناصر المهندس الأمير منصور بن سعد آل سعود مدير إدارة التخطيط الاستراتيجي بصندوق التنمية الصناعية السعودي: “وُلدت ونشأت في هذا البيت، ولا أتخيّل هذا المنزل بدونه، وأعتبره جزءاً وركناً من أركان هذا البيت”.
وأوضح أستاذ القانون بكلية الحقوق بجامعة طيبة وهو من أصهار الأسرة الدكتور يوسف الحديثي: إن مناسبة الاحتفال بالسائق السريلانكي “واتي” أو ما تعارفنا عليه من تسميته “سامي” هو طلبه الراحة بعد عمله لدى العم عبدالرحمن آل سعود مدة ٣٣ عاماً بكل إخلاص، وقد كان قرار الاستجابة لطلبه سالف الذكر مؤثر في نفوس العائلة حيث نعتبره جزءاً منها.
وأضاف: عدة وقفات حقيقةً تقودني للتفكر بمناسبة تكريمه: الأولى: هو ما يتمتع به المسلمون بشكل عام من عدم المساس أو الإساءة لأتباع الديانات الأخرى، خلافاً لما يعتقده البعض من أن المسلمين أعداءٌ للإنسانية!! فبالعكس تماماً حيث المسلمون مواقفهم مشرفة مع جميع الحضارات، ومع جميع أتباع الديانات منذ فجر الإسلام وحتى عصرنا هذا، وأخص بالذكر ما تتمتع به الشخصية السعودية من احترامٍ لاعتقاد غير المسلمين، ولا أدل على ذلك من تقدير العم الأمير عبدالرحمن وأسرتنا الكريمة للسائق “واتي” -وهو غير مسلم- على عمله الذي لم يكن ليدوم ثلاثاً وثلاثين عاماً لولا ما لمسه من احترام وتقدير ومراعاةٍ لمشاعره في مكان غربته.
وأردف: أغلب السعوديين يعطفون ويراعون مشاعر من يعملون لديهم وتحت أيديهم وإدارتهم، خاصةً من غير السعوديين، وذلك خلافاً لما يُشاع في بعض وسائل الإعلام.
وتابع: ما زالت هذه البلاد وستظل -بإذن المولى- مأرزاً ومأوىً آمناً لكل من يعيش فيها من مواطنين ومقيمين، حيث سنّت بلادنا المباركة النظم التي تحفظ للمقيمين حقوقهم كاملة، وقبل ذلك ما حثنا عليه ديننا القويم من الأخلاق الراقية، والتي هي أساس دستور مملكتنا الحبيبة، بالإضافة لما يتمتع به الشعب السعودي في العموم من كرم وطهارة سريرة وحبٌ للإحسان للبعيد الغريب قبل القريب الحبيب.