اخبار الساعة - متابعات
ثث مضيفا: أن “الوعد الذي قدموه هو نفس الوعد الذي أعطته لهم الولايات المتحدة من قَبْل.
وعلى الرغم من أن بعض رجال القبائل يخشون مسايرة المغازلة الروسية، فالأمر لا يتعلق بولائهم الكبير لواشنطن, وهناك قبائل من محافظة الانبار تقاتل داعش لمدة عامين.
وقد وعدت الولايات المتحدة وبعض الدول العربية بتقديم إمدادات لهم ولكن لم يفعلوا أي شيء، فكيف يمكننا أن نصدق روسيا؟”.
وقال المدافعون عن الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد داعش إنها تقدم موارد لا يمكن لأمة أخرى تقديمها، بما في ذلك مئات الملايين من الدولارات من المساعدات الإنسانية وحملة قصف جوي واسعة النطاق.
وفي حين شن الروس الهجمات الجوية الخاصة بهم، حذر مسؤولون أمريكيون بضرورة أن تفكر بغداد وقبال السنة طويلًا قبل عقد أي صفقات مع موسكو.
وكما قال مسؤول أمريكي: “إذا كنت ستتفق مع الروس، فلا ينتهي الاتفاق بشكل جيد على الدوام”.
نشر موقع “ديلي بيست” الأمريكي تقريراً يشير فيه إلى التحركات الروسية الرامية إلى تأسيس تحالفات مع القبائل العراقية، على غرار ما فعلته القوات الأمريكية عندما ساعدت في طرد أسلاف داعشبمساعدة القبائل السنية أثناء حرب العراق
وتنقل “ديلي بيست” عن فيصل آصفي، وهو شيخ سني يعارض داعش في محافظة الأنبار في العراق، قوله: “روسيا جادة في محاربة الإرهاب وتريد إنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن، على عكس الولايات المتحدة.
لقد بدأت روسيا بالفعل بتفجير خطوط نقلداعش في حين تراقب الولايات المتحدة مقاتلي داعش وهم يتحركون بحرية من سوريا إلى الأنبار”.
وبحسب مسؤولان أمريكيان إنهم يلاحظون بوادر هذا التواصل الروسي مع زعماء القبائل السنية في العراق، بهدف تعزيز جهود تلك الأقلية في مكافحة متشددي داعش الذين يُعتبرون جزءاً لا يتجزأ داخل المجتمعات السنية.إن جزءاً من هذا الانجذاب الساحر نحو روسيا يكمن في عرض الكرملين على العشائر السنية إمدادهم بأسلحة أسرع مما كانت الولايات المتحدة تستطيع توفيره حتى الآن، والقيام بذلك من جانب واحد، وتجاوز الحكومة المركزية التي يهيمن عليها الشيعة تماماً، في الوقت الذي لا تزال الإمدادات الأمريكيةالمقدمة للقبائل تمر عبر بغداد، احتراماً لسيادة العراق.
ونقل “ديلي بيست” عن مسؤولين أمريكيين قولهما إن تواصل روسيا مع القبائل لم يؤت ثماره حتى الآن، “فالأمر لا يزال في مرحلة الغواية”.
وتابعا قائلين إن بوتين لديه خطة متواصلة لتقويض وتقليص النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، لا سيماعندما يتعلق الأمر بتقديم نفسه على أنه حليف أكثر ثقة ومصداقية في مكافحة الإرهاب.
وكثرت الشائعات لعدة أشهر، على سبيل المثال، حول احتمالات تدخل روسيا العسكري المباشر في العراق، على غرار حملتها الجوية المفاجئة في سوريا، والتي بدأت في أكتوبر)تشرين الأول(.ون الحملة الروسية على سوريا كانت في ظاهرها تستهدف داعش، لكنها خرجت في الأصل لدعم نظام بشار الأسد، العميل الروسي في دمشق. وموخراً، اتهم وزير الخارجية البريطاني “فيليب هاموند” موسكو بأنها تساعد داعش في المضي قدماً في سوريا من خلال استهداف المتمردين المناهضين للأسد الذين كانوا يحاربون القوات الجهادية أيضاً,بحسب ديلي بست.
وأوضح التقرير أن العراق بلد مختلف، حيث غزته أمريكاواحتلته لما يقرب من عشر سنوات، وقامت أيضا بتدريب جيشه وشرطته، ولا تزال تريد الاحتفاظ بما تبقى لها من ولاء لواشنطن.وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي لديلي بيست إن “العراق حريص على إقامة علاقات متوازنة مع جميع دول العالم والاستفادة من كافة أشكال الدعم التي تقدمها أي دولة إقليمية أو غيرها فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب و التحديات التي تواجه العراق في الحرب الحالية ضد جماعة داعش الإرهابية”.
ولكن يرى بعض المسؤولين العراقيين وأصحاب المصلحة أن روسيا وسيطًا أكثر صدقًا من الولايات المتحدةوأضاف الحديثي في تصريحه لديلي بيست:
“إننا نتعاون مع روسيا كما هو الحال مع بلدان أخرى في العالم في اثنين من المجالات: الأول هو الأسلحة، ولدينا عقود مع روسيا. ومن وقت لآخر، يرسلون إلينا دفعات من الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية على أساس منتظم تماماً.
والمجال الثاني هو تبادل المعلومات الاستخباراتية داخل اللجنة الرباعية، التي تضم ايران وسوريا”.
والعضوان الاخران في اللجنة الرباعية هما العراق وروسيا.وبينما لا تظهر بصمة الكرملين ولا سيما داخل المنطقة الخضراء في بغداد، تقول مصادر في بغداد أن ضباط الجيش والدبلوماسية والمخابرات الروسية موجودين الأماكن الثلاث الأكثر حيوية لأمن العراق: الموقع الأول قريب من قاعة “خُلْد”، حيث تعمل خلية “الصقور”، حيث يتبادل الجواسيس العراقيين تبادل المعلومات الاستخبارية مع نظرائهم الروس، وخاصة أي معلومات تتعلق بكبار قادة داعش.
والموقع الثاني هو مركز المعلومات الوطني، التي يديره الجنرال حسين الأسدي.
وعلم موقع “ديلي بيست” من مصادره الخاصة أن الروس يحتفظون بجنرالهم كممثل ونقطة اتصال.
وأخيرا، فإن موسكو لها وجود داخل الأمانة العامة لمبنى مجلس الوزراء، الذي يعتبر المركز الأساسي لجميع عمليات الأمن الوطني العراقي.
وأوضح التقرير أن كل هذه الأجهزة مخترَقة بشكل دقيقمن قِبَل قوات الحرس الثوري الإيراني، التي تعتبر مسؤولة عن تسليح وتدريب ميليشيات الحشد الشعبي وتدير حرب العراق بدرجة أقل أو أكبر.
وذكرت وكالة فارس الإعلامية المدعومة من الدولة الإيرانية أن قاسم سليماني، قائد جناح الحملات بالحرس الثوري، فيلق القدس، كان في موسكو لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع الماضي للقاء فلاديمير بوتين وبوتين “ومسؤولين عسكريين وأمنيينروسيين رفيعي المستوى”.
وقد أشار بوتين إلى سليماني بقوله “صديقي قاسم”، ويُشاع أن سليماني هو المسؤول عن إنقاذ قائد طائرة مقاتلة روسية قفز بمظلته في شمال غرب سوريا بعد إصابة طائرته بنيران سلاح الجو التركي الشهر الماضي.
وكان سليماني أيضا هو من أقنع بوتين بالتدخل المباشر في سوريا في رحلة سابقة إلى موسكو.وحول مدى تغلغل روسيا في الدوائر العراقية، يقول حكيم الزاملي، قائد ميليشيا سرايا السلام داخل الحشد الشعبي، إن روسيا قد أرسلت “أسلحة خفيفة وذخيرة مجانا” إلى العراق في مقابل تبادل المعلومات الاستخباراتية، مضيفا أن “إيران وروسيا والعراق تتعاون بشكل وثيق”. وهذه العلاقة الثلاثية موجودة بشكل مريح تماما دون أي تدخل خارجي أو شراكات مساعدة.
وقد رفضت روسيا المشاركة في “التحالف الإسلامي” الذي أنشأته المملكة العربية السعودية حديثًا لمحاربة الجهادية، لعدم مشاركة العراق وإيران.وبالإضافة إلى دوره كزعيم ميليشيا، يرأس الزاملي لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، التي أوفدتعنها وفدًا الى موسكو مؤخرا. ونقل موقع “ديلي بيست” عن قائد بارز داخل الحشد الشعبي حول الزيارة قوله: “تحدثوا عن تشكيل غرفة عمليات استخبارات مشتركة في بغداد، ومساعدة الحشد الشعبي على أرض الواقع”.
كما ناقش كلا الجانبين “الضغط على الولايات المتحدة”، مضيفا أن “هذا الأمر قد اتضح في تصريحات قادة الحشد الشعبي الذين هددوا الولايات المتحدة في حال عودة جنودها إلى العراق”.
وبالنظر إلى هذا المستوى من الاختراق الروسي للقطاعات الأمنية والعسكرية العراقية، ربما كان من المحتم على الكرملين أيضا بذل المحاولات لاستمالة العشائر السنية، التي طالما اعتبرها المحللون والمسؤولون الإقليميون شرطا لا غنى عنه لأي حملةجادة ضد داعش.وهناك عدد قليل من رجال القبائل يشاركون حاليا معالقوات الموالية للعراق، بما في ذلك الحشد الشعبي،في عملية مستمرة طال انتظارها لتحرير الرمادي عاصمة محافظة الأنبار التي سقطت في يد داعش الصيف الماضي.
وعلى هذا النحو، تبدو موسكو أكثر إصرارا في مغازلة قبائل الأنبار.وهناك تقارير تشير إلى قيام السفارة الروسية في بغداد بتنسيق برنامج للتواصل مع خدمة الأمن القومي العراقية والحشد الشعبي واللجنة الوطنية لتنفيذومتابعة المصالحة الوطنية، وهي هيئة مخصصة للتقريب بين الفصائل الخطرة. كما تم إرسال دعواتإلى المجلس السياسي القبلي الثوري العراقي برئاسةالشيخ زيدان الجابري، وحزب البعث العراقي.