قال تعالى: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا."صدق الله العظيم.

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ وفاة المغفور له بإذن الله الأخ المناضل عبده فارع عبده العزعزي الملقب بالحميد عن عمر ناهز الخمسبن عاما وذلك يوم الثلاثاءالموافق 26يناير2016م إثر مرض عضال ألم به وظل في صراع معه عدة شهور صابرا محتسبا حتى فارقت روحه الطاهرة جسده الهزيل الذي انهكه المرض إلى بارئها خفيفة من درن الدنيا واطماعها لانه عاش لغيره غير آبه بنفسه، فقد اغتنى وافتقر دون ان يخلف لأسرته شيئا يذكر من حطام الدنيا لكنه خلف سيرة عطرة لايختلف عليها اثنان.

ضرب أروع الأمثلة في التعاون مع البسطاء والتضحية في سبيلهم.

فقد أسهم الفقيد في تأسيس ودعم العديد من المشاريع الخدمية والجمعيات التعاونية والخيرية في منطقته وفي محافظة الحديدة.

وأفنى حياته في خدمة الناس وعمل الخير لكل محتاج فقد كفل الأيتام والفقراء كما كان داعما للطالب في دراسته وعونا للمريض على مرضه وسندا لكل شاب اراد اكمال نصف دينه ونصيرا لكل مظلوم..ومارجع خائبا قط من قصده في مسألة. ومارد على الاساءة بالاساءة ابدا..عاش وشعاره: كل يعمل بأصله، ومن عفا واصلح فأجره على الله.

فقد كانت حياته استثنائية في كل شيء حيث كان نموذجا للتاجر الأمين في تعامله الصادق مع عملائه وفيا بالتزاماته وان كانت على حسابه بسيطا في علاقاته مع الناس في إغتنائه وفقره اعتاد على العطاء ولم يعتد على الاخذ حتى في مرضه كان خفيفا على الأخر حساسا لكل تصرف يحدث له او منه.

التزم الفقيد للتنظيم عام 1991م وكان من انشط الاعضاء واكثرهم التزاما وعطاءا حتى آخر ايامه. حيث اسهم في إنجاح العديد من الفعاليات والأنشطة التنظيمية مشاركا بفاعلية داعما بسخاء.

حاول الفقيد ان يؤسس نقابة لعمال الذهب الا ان كبار التجار من اصحاب المحلات ومالكي الذهب وقفوا ضد الفكرة بقوة وعملوا على وأدها.

غادرنا الفقيد مخلفا وراءه أربع بنات ورصيدا من المآثر والمناقب في زمن سقطت فيه الكثير من القيم عند الكثير منا.

وبرحيله خسر التنظيم واحدا من أبرز اعضائه المخلصين في هذه المرحلة التاريخية العصيبة التي يمر بها الوطن.

لفقيدنا الرحمة والمغفرة ولوطننا النصر والسلام.

صادرعن فرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري- الحديدة. 1 / 2 / 2016م