أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

جمال شمهان : من وحي أوجاع الوطن

- بقلم : العقيد: جمال شمهان


في أماكن ومناطق متعددة حضَرتُ الكثير من اللقاءات والمناسبات الرسمية والإجتماعية ظمت شخصيات ثقافية وسياسية وإجتماعية وشعبية من مختلف المستويات العلمية والثقافية ، ومن تيارات حزبية مختلفة ، ومتعددي التوجهات والرؤى ، وقد سيطرت على تلك اللقاءات ((نقاشات حادّة)) بشأن الحرب والأوضاع في اليمن.

وكلٌّ منهم يوحي للآخرين أنه الوحيد الذي يحمل الهمّ الأكبر والمسؤولية الكبرى ، وكلاً منهم يفسّر ويحلل على طريقته ووفق ثقافته ومفاهيمه الشخصية أو الحزبية ، أو حسب رؤيته التي أكتسبها من الآخرين.

وحينما تستمع لنقاشاتهم فإنك تشعر بشلالاتٍ من الغِبطةِ والإرتياح تغسل روحك وتغمر وجدانك ، وتطمئن بأن الوطن لايزال في خير مادام هناك من يحمل همّه ومسؤوليته كهؤلاء.


كأنك أمام أناسٍ ((لايعيشون داخل الوطن)) إنما الوطن هو من ((يعيش داخلهم)).
ولكــــن...


لم يكن هذا هو الأمر الذي أردتُ الحديث عنه هنا... بـل التالي :


وركزوا معي على كلمة (( كــلّ )).
أنّ كــلّ نقاشٍ حضَرتُه.
وكــلّ مُناقـش.
أو كــلّ مُجادل.
أو كــلّ مُحاور.
كلّ واحدٍ منهم يُلخِّص نقاشه عن الحرب في اليمن بالنقطتين التاليتين :


★- إن الحرب قد تجاوزت كل القيم الدينية ، والوطنية ، والإنسانية ، وبذرت في نفوس اليمنيين ((كل اليمنيين)) أحقاداً بمفاهيم خبيثة لايمكن تجاهلها حتى بعد انتهاء الحرب ، وستفرزها ثارات سياسية وقبلية ومناطقية ومذهبية وشخصية ، وستمتد لسنوات ، بعد أن كدنا نتخلص منها تماماً وعانينا منها سنوات طويلة.


★- وأن الحرب اليمنية لا..ولن تتوقف بالحسم ((العسكري)) ولا بالقتال ، ولكن ستتوقف بالحسم ((السياسي)).



وأنا هنا وددتُ التعليق على تلكم النقطتين بالقول :
#- لطالما قد تجاوزت الحرب بين اليمنيين كل القيم الدينية ، والوطنية ، والإنسانية ، وبذرت في نفوس اليمنيين أحقاداً لايمكن مداواتها بسهولة على المدى القريب كما يتخيلها البعض..فلماذا يقف كافّة أبناء الشعب اليمني ((موقف المتفرج)) وهو يعلم أنه هو الوحيد «الضحية»؟.


#- طالما يُجمِع كل الحزبيين والمثقغين والشخصيات الإجتماعية وبقية فئات الشعب اليمني في كل الحوارات والنقاشات واللقاءات أن الحرب لن تحسمها الحسابات العسكرية ، بل سيحسمها ((الحلّ السياسي)) وبما أن الحكّام والقادة السياسيين هم أكثر من يعلم أن الحرب والقتل والدمار لن يتوقف إلا بالحل السياسي فما يمنعهم من وضع المعالجات والحلول السياسية ويحافظوا على ((ماتبقى)) من الوطن والشعب؟.

فنحن نعلم ((بكل يقين)) أن الوطن العربي ما دمّره غير حكّامه وقادته السياسيين ، بسبب :
*- السلطة والنفوذ.
*- والثروة والمال.
طيب .. نحن نقول لقاداتنا :
★- ماعاد في شي يستوجب أن تخفوه عن شعبكم ومافي شي لايعلمه الشعب الذي يعلم أنكم تتحاربون على الثروات والسلطة ، فتقاسموا السلطة والنفوذ ، وتقاسموا الثروة والمال وحافظوا على ماتبقى منا إن كنا لانزال في نظركم ((مواطنيكم)) وإن كان اليمن لايزال ((وطنكم)).


مالم فأنا أقولها وبصراحة :
*- إن قررتم إستمرار الحرب والقتال فاللوم ليس عليكم ، ولكن اللوم على الشعب الذي سيبقيكم في الحكم والسلطة.


لأن الشعب هو من سيقتل نفسه بنفسه ((بكم أنتم)) والشعب هو من سيدمر وطنه بنفسه ((بكم أنتم)).
وسلامي بقدر احترامي.

Total time: 0.045