اخبار الساعة - عدن
ايها الشعب اليمني العظيم
في مثل هذا اليوم العظيم بعظمة الشعب والخالد بخلود اليمنيين، أتوجه إلى شعبنا اليمني الأبي بتحية يملؤها الأمل بقرب الفرج والعزم على سرعة إزالة الغمة التي كدرت حياة شعبنا وزادت من آلامه وجراحه ونغصت معيشته وضاعفت من معاناته وقوضت أمنه واستقراره.
ايها الشعب العظيم
لقد شكل يوم الحادي عشر من فبراير المجيد امتدادا طبيعيا لتضحيات ونضالات شعبنا اليمني العظيم وفي المقدمة أبطال ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر الخالدتين، فهاتان الثورتان المجيدتان قامتا بالأساس ضدا عن حكم الإمامة الذي يعتمد حصر الحكم في السلالة وسيلة وحيدة لانتقال السلطة، وضدا عن النفوذ الأجنبي الاستعماري الذي جثم على صدر شعبنا ١٢٨ عاما.
ولقد تنبه الشعب اليمني للانحرافات الخطيرة التي كان نظام علي عبدالله صالح يقوده إليها من خلال فرض مشروعه العائلي الصغير متسترا بلباس الجمهورية فاستيقظ في مثل هذا اليوم بكل طلائعه الحرة وصنع ثورة فبراير المجيدة التي أسقطت رهانات القوى الخاسرة في الداخل والخارج ،وشكل هذا اليوم يوما جامعا لكل نضالات الشعب اليمني ضد التهميش والإقصاء الممنهج والحرمان ،وتلك النضالات التي بدأت في جنوبنا الحبيب منذ العام ٢٠٠٧م متمثلة بمطالب وأهداف ثورية عبر حراك سلمي عكس الحالة الثورية من وقت مبكر .
لقد كان نضال الجنوب عبر حراكه السلمي المدني الذي قدم تضحيات كبيرة رافضاً للإقصاء والتهميش والاستحواذ ومتطلعاً للمواطنة المتساوية والشراكة الحقيقية والحريّة والكرامة والعدالة وكافة الحقوق المدنية وهي ذاتها المطالب التي استحضرها بقية أبناء شعبنا اليمني بكل فئاته وقواه في العام ٢٠١١م في إطار الثورة السلمية الشعبية والذي كان يدرك من اللحظة الأولى حجم المخاطر التي يقتضيها منذ انطلاق ثورته السلمية ، خاصة وهو يدرك التركيبة المعقدة للنظام والتي أصبح معها مستعصيا على الإصلاح والترميم ، ولهذا قبلتم بالمخاطرة وصنعتم هذه الثورة المجيدة معتمدين على حالة الوعي التي أصبحتم عليها بكل تكويناتكم الوطنية ،والوعي الذي تخلق من واقع المعاناة والحرمان والبطالة والبؤس والاقصاء والهمجية .
يا أبناء الشعب اليمني العظيم
تدركون تماما ما كادت أن تؤول إليه الثورة الشبابية الشعبية السلمية في العام ٢٠١١م عندما حاول علي عبدالله صالح التمسك بالسلطة والاستماتة حولها فأزهق الأرواح وسقط الضحايا على امتداد الساحات مما دفع أشقاءنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربي كعادتهم في لملمة الصف العربي عموما والصف اليمني على وجه الخصوص وبما اقتضته القرابة وحقوق الجوار إلى المبادرة بطرح المبادرة الخليجية التي هدفت بالأساس لإعادة ترتيب البيت اليمني وبما يضمن خارطة طريق تمضي نحو التحول المنشود دون الدخول في خيارات غير محمودة ، وبذلت الكثير من الجهود التي قوبلت لعدة شهور بتعنت كبير ولامسئولية واضحة من قبل صالح وأعوانه ولازلتم تتذكرون فصول تلك الحالة الهزلية التي وضعنا ذلك النظام المستهتر فيها جميعا حتى اضطراره مكرها على التوقيع على المبادرة الخليجية مدعيا تسليمه السلطة فيما هو يبطن الشر والرغبة في الانتقام من الشعب اليمني.
وبعد توقيع المبادرة الخليجية دخلت اليمن مرحلة الانتقال السياسي الذي رسمته تلك المبادرة وبذلنا جميعا جهودا كبيرة لتفكيك الحالة التي أنتجتها التوترات خلال المرحلة السابقة واستطاع اليمنيون انتزاع فتيل الحرب عبر مؤتمر تاريخي للحوار الوطني شكل صورة بهية للحكمة اليمانية واللحمة الوطنية بما مثله من قضايا وما حواه من تنوع حتى كادت اليمن أن تتحول لنموذج ملهم لبقية بلدان الربيع العربي ،وذهبنا في مسار سياسي وانتقالي لصناعة التحول نحو اليمن الجديد بما يمثله من ديمقراطية وشراكة ودولة اتحادية وعدالة اجتماعية وهي ذات الأهداف التي ناضل من أجلها الشعب اليمني في محطات نضاله المختلفة ولخصت أهدافها مخرجات الحوار الوطني بإجماع وطني وشعبي قل أن تجد له نظيرا في التاريخ اليمني الحديث .
لَقَد كنا ومعنا كل المخلصين من أبناء شعبنا نعمل ليلا نهار من أجل إخراج الوطن إلى النور ، فيما كانت قوى التخلف والظلام الإمامية خلال كل تلك الفترة تعد عدتها للانقضاض على كل شيء مسنودة ببقايا نظام صالح التي لم يرق لها اليمن الجديد الذي يتخلق من رحم الثورة ، القوى الإمامية مسنودة بتعهدات ودعم إيراني والمشروع العائلي الصغير لصالح مسنودا بإرثه السلطوي وأدواته التي صنعها خلال ثلاثة عقود، وبينما كان الشعب اليمني ينتظر مسودة دستور اليمن الاتحادي الجديد للاستفتاء عليه والذهاب لانتخابات ديمقراطية رئاسية ونيابية والخروج من الحالة الانتقالية الى الحالة السياسية المستقرة