أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » تحليل ومتابعات

تقدير: الصدام العسكري بين التحالف الإسلامي وروسيا واقع لا محالة

- متابعة

أكد الكاتب التركي محمد زاهد جول أن الاصطدام العسكري بين التحالف الإسلامي والجيش الروسي واقع لا محالة، إذا بقيت روسيا على خطتها العدوانية ضد الشعب السوري والعرب والمسلمين.

وأضاف فى مقال بجريدة القدس العربي بعنوان الرسالة الأولي للشعب الروسي : لا بد ان يكون الشعب الروسي على معرفة بأن قيادته الروسية هي التي ورطته في هذه الحرب العدوانية، وأن فلاديمير بوتين هو من يتحمل المسؤولية عن قتل كل طفل سوري، وهو المسؤول عن قتل كل جندي روسي جاء محاربا في سوريا ظلماً وجوراً وعدوانا. والمزاعم التي تطلقها القيادة الروسية بان تركيا تقوم بتحضيرات عسكرية لاقتحام الأراضي السورية، مزاعم باطلة، وقد وصفها الرئيس التركي أردوغان بالمثيرة للضحك، لأن الاستعدادات التركية هي لحماية الأراضي التركية من الأحزاب الإرهابية التي تدعمها القيادة الروسية ضد تركيا، فالقيادة الروسية أخطات في تدخلها العسكري في سوريا أولاً، واخطأت في التحرش في تركيا ثانياً، وتخطئ أكثر في محاولتها القضاء على المعارضة السورية الأصلية بالقصف الجوي والقوة العسكرية المدمرة.

وتابع : كل المكاسب التي تتوقع ان تجنيها روسيا من عدوانها على سوريا لن تعوضها عن الخسائر التي سوف تفقدها من تخريب علاقتها الاقتصادية والسياسية والسياحية مع تركيا، ولو أحسنت روسيا علاقتها الاقتصادية مع الدول العربية، وبالأخص مع السعودية ودول الخليج لكان أفضل لها من تعاونها المدمر مع القيادة الإيرانية الطائفية المريضة، ولذا فإن على روسيا ان تنظر إلى التعاون العربي والتركي على انه تعاون دفاعي، في المستوى السياسي اولاً، ولكنه قابل للتحول إلى المستوى العسكري دفاعاً عن الأمن القومي العربي والتركي، لأنها هي الدول المعنية بأمن هذه المنطقة قبل غيرهم.

ورأي أنه علي الأحزاب السياسية، في الدول العربية والدول الإسلامية وكل دول العالم الحر، أن تكون على علم بما يجري من حرب عدوانية ظالمة من القيادة الروسية على الشعب السوري المدني. هذه الرسائل السياسية والإنسانية ينبغي أن تصل إلى الشعب الروسي بكل اطيافه ومنظماته الإنسانية والدينية والسياسية والحزبية وغيرها، فعندما قامت أمريكا بحربها الظالمة على العراق قامت المظاهرات في الشوارع الأمريكية والأوروبية ضدها، والحرب الروسية على سوريا لا تقل ظلما عن تلك الحرب، وفي الحالتين كانت القيادة الإيرانية الطائفية هي المحرضة على حرب الأمريكان والروس على الشعب العراقي والسوري.

وأردف جول : هذا العداء الإيراني ضد العرب وضد المسلمين السنة ليست أمريكا طرفاً فيه، وكذلك ليست روسيا طرفاً فيه، فلا ينبغي للقيادة الروسية ان تنخدع بالأكاذيب الإيرانية بان ثورة الشعب السوري من أجل إسقاط رئيس الدولة لأنه علوي وشيعي، فهذه اكذوبة كبرى، لأن أسرة الأسد حكمت أكثر من أربعين عاماً في سوريا قبل ان يأتي الربيع العربي، فلا يوجد صراع طائفي بين المسلمين السنة والشيعة، وعلى فرض وجوده فالشعب الروسي لا ينبغي ان يكون طرفاً في هذه الحرب الطائفية. على الشعب الروسي ان يحفظ كرامته وسمعته وأخلاقه فلا يرسل جنوده لقتال العرب والمسلمين ظلما وجورا، فإذا كان للقيادة الروسية وبوتين على رأسهم، اطماع اقتصادية في سوريا ونفطها فقد ولى زمن تحصيل الغنائم الاقتصادية عن طريق الاحتلال والاستعمار للدول الأخرى، وهذه سياسية استعمارية غربية لا ينبغي ان تسلكها روسيا الاتحادية، وإلا فإنها على طريق الضياع والانهيار، فالشعب الروسي يعرف عن الشعب العربي والأمة الإسلامية الشجاعة، وانها لا تفرط بحق لها، والأمة العربية والإسلامية تتعرض اليوم للعدوان الروسي بدون مبرر.

Total time: 0.0812