قالت مصادر حكومية وطبية ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح غادر المستشفى في السعودية يوم الاحد وذلك بعد شهرين من اصابته بجروح شديدة في محاولة اغتيال تعرض لها في قصره في صنعاء.
وقالت المصادر انه كان يسير على قدميه و"في حالة طيبة" وهو في طريقه الى مقر اقامة حكومي في العاصمة السعودية الرياض. ولم يتبين بعد متى سيعود صالح (69 عاما) الى اليمن الذي اصابه الشلل بعد ستة اشهر من الاحتجاجات ضد حكمه المستمر منذ 33 عاما.
ودخل اليمن في حالة من الجمود السياسي منذ سفر صالح الى السعودية في يونيو حزيران للعلاج بعد انفجار قنبلة داخل المسجد الملحق بقصره في المجمع الرئاسي.
ومع توقف جهود التفاوض من اجل رحيل صالح بعد الهجوم تصاعدت الاشتباكات مع اسلاميين متشددين في الجنوب ورجال قبائل موالين للمعارضة في انحاء صنعاء. وجدد ذلك مخاطر انزلاق البلاد الى حرب اهلية بعد ان كانت قد افلتت منها بصعوبة بعد قتال عنيف في صنعاء قبل ثلاثة اشهر.
وسعت الولايات المتحدة والسعودية الى توقيع مبادرة لمجلس التعاون الخليجي تتضمن خطة لنقل السلطة في اليمن.
وتراجع صالح الذي تعهد بعد اصابته بالعودة الى حكم اليمن عن توقيع المبادرة الخليجية ثلاث مرات.
وانتهت حالة من الهدوء النسبي شهدها اليمن بعد اصابة صالح وسفره الى السعودية بتصاعد الاشتباكات في انحاء صنعاء وفي مدينة تعز احد مراكز الاحتجاجات على بعد 200 كيلومتر الى الجنوب من العاصمة.
واشتبكت القوات الموالية لصالح يوم السبت مع مسلحين موالين للزعيم القبلي صادق الاحمر شيخ اتحاد قبائل حاشد المؤيد للمعارضة. واشتبكت قوات من الحرس الجمهوري مع مسلحين مؤيدين للمعارضة على بعد نحو 40 كيلومترا خارج صنعاء.
وفي تعز فتحت القوات الموالية لصالح النار على محتجين مطالبين بسقوطه فقتل شخص واصيب ثلاثة يوم السبت.
وفي علامة على امكانية استئناف الجهود الرامية ألى التوصل الى خطة لنقل السلطة نقلت وكالة الانباء اليمنية الحكومية عن وزير الخارجية ابو بكر القربي قوله ان أي حل مستقبلي يتم التوصل اليه عن طريق الوساطة سيكون قائما على اساس المبادرة الخليجية وحذر من خطر الحرب الاهلية اذا غاب الحوار السياسي.
وقال القربي لقناة السعيدة التلفزيونية اليمنية اليوم الاحد ان غياب الحوار سيؤدي الى الحرب الاهلية التي يخشاها كثيرون لان المجتمع منقسم.
وفي اشارة الى العرض الذي طرحه الرئيس اليمني والذي تضمن فتح حوار وطني تتبعه انتخابات قال القربي ان الثقة لن تعود الا من خلال صناديق الاقتراع. واعتبرت المعارضة هذا العرض اسلوبا من اساليب المماطلة.
وغادر محمد مجور رئيس الوزراء في حكومة صالح الذي اصيب في نفس الهجوم المستشفى لكن عدة اشخاص اصيبوا في الهجوم نفسه ما زالوا يعالجون في المستشفى.
وما زال رئيس مجلس الشورى ومحافظ صنعاء في العناية المركزة. وقالت مصادر حكومية ان اثنين من نواب رئيس الوزراء ورئيس البرلمان ما زالوا في المستشفى كذلك.
من محمد صدام ومحمد الغباري