اخبار الساعة - إسطنبول
أوصى الشيخ الدكتور سلمان العودة، طلبة اليمن بأن يستوعبوا بعضهم البعض، لأن النجاح يتمثل في استيعاب من نختلف معهم، كليا أو جزئيا.
جاء ذلك خلال المؤتمر الأول للطلاب اليمنيين الذي عقد في إسطنبول اليوم، وفيه بين العودة أن "شباب اليمن نموذج يحتذى، سواء في بلادهم، أو في البلاد الأخرى، حيث إن اليمن من أعرق بلاد الحضارة".
وشدد على أن "خلاف الرأي قائم حاليا بالقضاء على من نختلف معه، حيث إنه يعني أن يقضي بعضنا على بعض، ويبيد ويدمر بعضنا البعض، حتى يبقى من يوافقنا الرأي، وبدلا عن ذلك، يجب أن يتجه همنا وعزمنا، إلى كيف يتحمل ويستوعب بعضنا بعضا".
وأضاف بالقول: "تذكرت نفسي في عمر واحد منكم، كنا نحمل أحلاما عريضة وعظيمة، بينما اليوم نجد الأمة تتراجع للوراء كثيرا كثيرا عما كانت آنذاك، والشعوب والدول العربية تنقرض واحدة بعد الأخرى".
وأوضح "كلكم ربما رأيتم صورة الطفل السوري، التائه في الصحراء بين الأردن والسعودية، وهو يحمل كيسا.. أنها صور العصر والعام هذا، وبعد هذه الصور لا يجب أن نتحدث عن الإنسانية، ولا عن براءة الأطفال، علينا أن نسكت إزاء المعاناة العربية الإسلامية التي نقف أمامها متفرجين".
كما أكد أنه "يجب أن يستوعب بعضكم بعضا، يمكن أن تستوعب من يتوافقون معك، وتتعاون معهم في مجالات كثيرة، ليس هذا هو النجاح، بل أن تتعامل مع من يختلف معك كليا أو جزئيا".
وفي نفس الإطار، تابع القول "هكذا نحن، الأمة في هذا الزمن تشتعل فيها حالات من الاختلاف والتنازع والتطاحن والتوعد بالإبادة، لماذا شعوب العالم اكتشفت طريقا واضحا وسهلا لحل الخصومات، من خلال الاحتكام للأكثرية وصناديق الاقتراع".
ودعاهم بالقول "اختبروا في الانتخابات أنفسكم، احشد من يوافقك، وهذا نوع من المنافسة الشريفة، ويجب أن تكون العملية واضحة وشفافة دون لبس، ويكون لدى كل فرد استعداد للتسليم بالنتيجة، وبعد فترة تأتي جولة جديدة، ويعيد الناخب رأيه مجددا بمن انتخب".
ولفت إلى أن "هناك دول أوروبية ليس فيها نفط، ولم تخض حروبا مثل السويد، ومعظم ثروتها تقوم على الضرائب التي تؤخذ من الناس، وتستوعب أكبر عدد من اللاجئين إليها، وتركيا حاليا أصبحت رائدة بذلك، ولكن السويد لها تاريخ بهذا الخصوص، ولم تخض حروبا، ومع ذلك هي بلد قائم على أساس التنوع والقبول والاستيعاب، وعلى مبادئ حرة وديمقراطية ونزيهة".
وتساءل بالقول "لماذا شعوب العالم أفلحت، والشعوب العربية فشلت، إسلاميا تركيا نجحت ديمقراطيا، وماليزيا واندونيسيا كذلك، وإيران لهم كذلك تجربة وفاز الاصلاحيون بالأمس".
وأكد أنه "ليس بيننا وبين الشعب الإيراني عداوة، نحن ضد التوسع والهيمنة، وضد قتل الأبرياء، والخوض في الدماء العربية والإسلامية والسنية".
وختم بالتساؤل "لماذا نحن العرب مازلنا لم ننجح بعد في نموذج يحتذى به، هل هذا في جيناتنا؟" ليجيب "لا اعتقد ذلك، ولكن هل هذا في ثقافتنا؟ هو سؤال لا أملك الإجابة عليه، بل الإجابة هي في ما تمارسونه اليوم".