اخبار الساعة - متابعة
نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا للصحافية آشلي كيرك، قالت فيه إن ليبيا وسوريا انزلقتا على مدى العقد الماضي إلى درجة أصبحتا معها تشكلان أكبر تهديد للسلام العالمي.
ويشير التقرير إلى أنه في الوقت ذاته، فإن أكثر الدول استقرارا واستدامة هي الدول الاسكندنافية، بحسب (مؤشر الدول الهشة).
وتذكر الكاتبة أن الدول تصنف في القائمة على أساس عدة بنود، بما في ذلك شرعية الدولة وجهازها الأمني والتطور غير المتناسق وتراجع الاقتصاد وعدد اللاجئين الفارين من البلد.
وتورد الصحيفة أنه بحسب القائمة، فإن بعض أكبر التراجعات في السلام حصل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن بين العشر دول الأكثر هشاسة، هناك سبع دول من أفريقيا وثلاث من الشرق الأوسط.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه بحسب تقرير "فند فور بيس"، فإن جنوب السودان، أجد دولة في العالم، هي الأكثر هشاشة، وتحمل "درجة إنذار عالية جدا" على المؤشر، وتعاني من صراع داخلي وسياسات عنيدة، وتشاركها الصومال وجمهورية أفريقيا الوسطى والسودان في حمل "درجة إنذار عالية جدا"، كما أن 12 بلدا أخرى على القائمة تحمل "درجة إنذار عالية".
وتبين كيرك أنه في الجهة المقابلة، فإن الدول الأوروبية تشكل الدول الأكثر استقرارا في العالم، بحسب المؤشر، حيث تحتل فنلندا والسويد والنرويج مقدمة القائمة.
وتنقل الصحيفة عن تقرير "فند فور بيس"، قوله: "المساواة الاجتماعية، والمشاركة النسائية العالية في العمل، والمؤسسات الديمقراطية القوية، وحرية الصحافة، وبعض القواسم المشتركة الأخرى، هي التي ساعدت الدول الشمالية على أن تكون من الدول الأقل هشاشة".
وينوه التقرير إلى أن فنلندا هي الدولة الوحيدة على المؤشر التي تم وصفها بأنها "قابلة جدا للاستدامة"، بينما صنفت 14 دولة أخرى بأنها "قابلة للاستدامة".
وتقول الكاتبة إنه على مدى العقد الماضي، كانت الدول الأكثر تراجعا في الهشاشة، هي كوبا وأندونيسيا وجمهورية الدومانيك، مشيرة إلى أن كوبا شهدت انتعاشا اقتصاديا في العقد الأخير من حكم كاسترو، بالإضافة إلى انكسار الجمود في علاقتها مع أمريكا.
وتفيد الصحيفة بأن كلا من ليبيا وسوريا ومالي شهدت تراجعا أكبر منذ عام 2006، وشهدت ليبيا دخول تنظيم الدولة إلى أراضيها، بعد أن انزلقت الدولة إلى الفوضى، عقب الإطاحة بالعقيد القذافي.
ويقول تقرير "فند فور بيس": "تعد ليبيا وسوريا واليمن والعراق، من بين العشر دول التي ساءت أوضاعها عام 2015، ما يعكس انعدام الأمن المتزايد ما بعد الربيع العربي، الذي شوهه خليط من التوترات الإثنية المعقدة والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى الانقسامات السنية الشيعية واللاعبين الإقليميين".
ويضيف التقرير: "مع أن كل صراع له ديناميكياته الخاصة، إلا أن التفتت السياسي والأزمات الإنسانية والهشاشة المتزايدة على طول وعرض الأربع دول، ليبيا وسوريا واليمن والعراق، وعلى مدى العام الماضي، يعيد تشكيل المشهد الإقليمي"، بحسب الصحيفة.
وتورد كيرك أن مؤلفي التقرير أشاروا إلى أنه بين عامي 2014 و2015 تحسنت 108 بلدان بعشرين نقطة، بينما تراجعت 52 بلدا بأكثر من عشرين نقطة.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن التقرير يذكر أن التوجه العام يشير إلى أن البلدان التي تتحسن عاما بعد عام أكثر من البلدان التي تسوء، لافتة إلى أن تحسنا حصل على مدى العقد الماضي، حيث أن هناك نسبة مساوية للبلدان التي أصبحت أفضل اليوم مما كانت عليه قبل عشر سنوات.