اخبار الساعة - وكالات
قال أستاذ مساعد بجامة طهران أن إيران أظهرت مراراً عدم رغبتها في شن حملة عسكرية باليمن لستة أسباب رئيسية، أولها أن الحفاظ على الوضع القائم حاليًا بالنسبة لإيران أكثر أهمية من السعي للحصول على وضع أفضل، فأولى قواعد الاستثمار هي حماية الأصول قبل الاعتماد عليها لتحقيق الربح، وهو ما يجعل إيران تركز على التحديات في سوريا والعراق قبل استكشاف عالم جديد باليمن.
وأضاف حسن أحمديان الأستاذ المساعد بجامعة طهران والباحث بمركز الأبحاث الاستراتيجية في مقال صحفي، أن السبب الثاني يتمثل في أن إيران علمت عبر التاريخ، أن توسيع التواجد في مناطق مختلفة سيقود إلى انهيار الدولة، مشيرًا إلى أن إيران تعي قدراتها الاستراتيجية، وتعرف أن توسيع تواجدها في المنطقة من خلال التدخل عسكريًا في اليمن، قد يغير الوضع القائم هناك، لكنه لن يكون له تأثير إيجابي على قوتها الاستراتيجية فيما يتعلق بقضايا أخرى بالشرق الأوسط.
وتحدث عن أن السبب الثالث يتمثل في أن إيران تواجه تهديدات إقليمية لأمنها القومي، والقتال ضد التطرف أصبح أولوية بالنسبة للسياسة الخارجية، فلا يوجد تهديد لإيران أكبر من تهديد “الإرهاب” الإقليمي، وخاصة من قبل “داعش”، الذي يستهدف حلفاء طهران الإقليميين، حيث أصبح التهديد قريبًا من حدود إيران الغربية، وبالتالي فإن تجنب الأزمة في اليمن أكثر أهمية من الدخول فيها بشكل مباشر.
وأضاف أن السبب الرابع، هو أن إيران لا تريد إعطاء السعودية الفرصة لتحرير نفسها من العبء والمسؤولية عن الحرب في اليمن، وذلك إذا تدخلت عسكريًا هناك.
وأشار إلى أن السبب الخامس، هو أن إيران لن تتدخل عسكريًا في اليمن، لأن ذلك سيؤكد ما يتم تناوله في الآلة الإعلامية السعودية، والرياض تحاول جاهدة خلق إجماع إقليمي ضد طهران من خلال زيادة “الإيرانوفوبيا”، وأي تدخل عسكري إيراني ضد اليمن لن يساعد الرياض فحسب في حملتها المناهضة لإيران، ولكنه سيصرف التركيز العالمي بعيدًا عن الحرب التي تقودها المملكة في اليم
واعتبر أن السبب السادس، هو أن إيران وحلفاءها يعرفون أن اليمن ليست في حاجة إلى قوة بشرية قتالية، لكنها في حاجة إلى طائرات حربية وصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، ومروحيات ومعدات عسكرية ثقيلة، وإيران لن تقدم مطلقًا مثل هذه الاحتياجات، لأنها بذلك ستعرض للخطر الاتفاق النووي، وستضع نفسها في مواجهة مباشرة مع السعودية، وهدف إيران هو مواجهة مشكلاتها الاقتصادية والتعامل مع تهديد التطرف الإقليمي، والدخول في حرب باليمن لن يحقق أيًا من الهدفين.
