اخبار الساعة
قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الثلاثاء إن أمام العالم فرصة قد تكون الأفضل لإنهاء الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ خمس سنوات نظرا للانسحاب الروسي المزمع واستئناف محادثات السلام في جنيف.
وقال كيري للصحافيين إنه يخطط للسفر الأسبوع المقبل إلى روسيا للاجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين لبحث الأزمة السورية.
وأبدت المعارضة السورية استعدادها الثلاثاء للجلوس مع الوفد الحكومي على طاولة مشتركة، إذا حققت مفاوضات جنيف تقدما، وفق ما أكد متحدث باسمها لوكالة فرانس برس تزامنا مع بدء اجتماعها الرسمي الأول مع المبعوث الخاص إلى سوريا.
وقال سالم المسلط، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة «نحن مستعدون في المرحلة المقبلة للدخول في مفاوضات مباشرة مع النظام على غرار ما جرى في جنيف 2».
وأضاف «بعد مرحلة المفاوضات غير المباشرة ستأتي مرحلة ثانية من المفاوضات المباشرة بوساطة المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا».
وعقدت جولة من المفاوضات في شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير 2014 في سويسرا بين وفدي المعارضة والنظام بضغط من الولايات المتحدة الداعمة للمعارضة ومن روسيا الداعمة للنظام، جلس فيها الطرفان داخل قاعة واحدة، ووجه كل منهما كلامه إلى المبعوث الدولي آنذاك الأخضر الإبراهيمي. لكن الجولة انتهت بدون نتيجة ملموسة.
وانطلقت الاثنين جولة جديدة من المفاوضات حول سوريا في جنيف، ويلتقي دي ميستورا منذ الساعة لخامسة الوفد المفاوض الممثل للمعارضة وعلى رأسه كبير المفاوضين محمد علوش، القيادي في فصيل جيش الإسلام والذي تصنفه دمشق بـ»الإرهابي».
واستهل دي ميستورا الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا الذين سقطوا خلال النزاع الذي دخل أمس عامه السادس.
والتقى دي ميستورا الاثنين وفد الحكومة السورية على ان يلتقيه مجددا عند التاسعة والنصف من صباح الاربعاء.
وأكد موقع لبناني (شيعي) يرأس تحريره الصحافي، علي الأمين، أن «حزب الله» سحب المئات من مقاتليه من سوريا، تنفيذا لاتفاق أمريكي ـ روسي يدعم الحل السياسي في البلاد، فيما نفى مسؤول العلاقات الاعلامية في «حزب الله» محمد عفيف لـ«القدس العربي» هذه المعلومات، موضحاً أن مقاتلي الحزب يخوضون في هذه الأثناء معارك طاحنة في تدمر ضد تنظيم «الدولة» بمشاركة الطيران الروسي تهدف إلى فتح الطريق عبر الصحراء إلى دير الزور.
وقال مصدر آخر لصيق بالحزب لـ «القدس العربي»، أن لا قرار لدى الحزب بتخفيض حضوره الميداني على أي من الجبهات المتواجد فيها، معتبراً أن ما يجب رصده هو المسألة المتعلقة بأمن إسرائيل، والتي قد تفضي في المستقبل إلى تقييد تواجد الحزب في المنطقة الجنوبية من سوريا، انطلاقاً من تفاهمات إسرائيلية ـ روسية.
وكان موقع «جنوبية» المعارض للحزب، نشر خبرا مفاده أن «المئات من عناصر حزب الله الذين يقاتلون في سوريا بدأوا منذ عصر (الأحد) بالعودة إلى منازلهم بالضاحية الجنوبية بشكل مفاجئ وكثيف دون سابق إنذار».
وكشف رئيس تحرير الموقع أن هذا الانسحاب «يأتي تنفيذا لاتفاق روسي ـ أمريكي، يقضي بدعم العملية السياسية جديا في سوريا، ومن ضمن ذلك انسحاب حزب الله وتثبيت الهدنة. وجاء تتويج ذلك بإعلان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين مساء أمس « بدء سحب أجزاء كبيرة من القوات الروسية في سوريا».
جاء ذلك فيما أعلنت روسيا أمس الثلاثاء أنها تخطط لإبقاء ما لا يقل عن 800 فرد من قواتها في قاعدتيها الجوية والبحرية في سوريا، وذلك مع بدء مغادرة أولى دفعات القوات من هناك.
وصرح فيكتور أوزيروف رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان لوكالة أنباء «إنترفاكس» بأن «القاعدتين بحاجة إلى الحماية، وهذا يتطلب وجود كتيبتين على الأقل، نحو 800 فرد».
وأضاف «كما سنحتفظ لنفسنا بحق إجراء طلعات جوية استكشافية، ولهذا سنبقي أيضا عدداً من الطائرات وفرق الطيران»، مضيفاً أن روسيا من الممكن أن تبقي أنظمة إس 400 ـ المضادة للصواريخ في سوريا لأسباب دفاعية.
في الوقت نفسه، نفى الكرملين أن يكون قرار سحب القوات الروسية الأساسية من سوريا يستهدف ممارسة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي أمس رداً على سؤال حول ما إذا كان قرار بوتين يشير إلى عدم ارتياح موسكو لموقف الرئيس السوري «لا ليس الأمر هكذا… وقد اتخذ الرئيس الروسي والقائد العام للقوات المسلحة الروسية القرار اعتماداً على نتائج عمل القوات الروسية في سوريا».
وقالت المعارضة السورية أمس الثلاثاء إن الخطوة التي اتخذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لخفض عدد قواته في البلاد يمكن أن تمهد الطريق لوضع نهاية للحرب التي بدأت قبل أكثر من خمس سنوات على الرغم من أن موسكو لم تبلغها بالقرار.
وقال المتحدث سالم المسلط للصحافيين إن سحب القوات يمكن أن يساعد في وضع نهاية لدكتاتورية الرئيس السوري بشار الأسد وجرائمه.
وقال المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أمس الثلاثاء، إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول سحب جزء من قواته من سوريا، يمثل تطوراً هاماً لتزامنه مع بداية الجولة الجديدة من المحادثات السورية البينية في جنيف .جاء ذلك في تصريح صدر عن مكتبه الإعلامي، أكد فيه أن «إعلان بوتين في اليوم ذاته من بداية هذه الجولة من المحادثات البينية السورية في جنيف، يمثل تطوراً هاماً».
إلى ذلك قال القيادي السوري المعارض أحمد رمضان لـ«القدس العربي»، إن روسيا فشلت في كسر إرادة الشعب السوري، متوقعاً حصول «تغيرات دراماتيكية» خلال الأيام المقبلة، في حين رأى المستشار القانوني للجيش السوري الحر أسامة أبو زيد أن روسيا ثبتت وجودها في المنطقة ولم تعد بحاجة لهذا الكم من القوات في سوريا.
وشدد رمضان على أن القرار الروسي بالانسحاب دون تحقيق النتائج التي دخل سوريا من أجلها هو «فشل ذريع»، مضيفاً «روسيا لم تستطع كسر إرادة الشعب السوري ويمكن أن نشهد خطوات دراماتيكية خلال الأيام المقبلة على صعيد انسحاب باقي القوات الأجنبية، والفشل الروسي هو فشل لإيران وحزب الله أيضاً»، متوقعاً أن «القرار الروسي بأبعاده المعنوية سيؤثر سلباً على معنويات النظام والميليشيات المساندة له، وستدرك جميع هذه الأطراف أنها غير قادرة على الاستمرار في المواجهة».
المصدر : القدس العربي