اخبار الساعة - د. عبد القوي المراني
الإرهاب :هو العمل الذي يثير لدى الشخص الإحساس بالخوف من خطر ما بأي صورة كانت، سوى كانت أعمال عنف أو إثارة الرعب أو عمل بربري شنيع، فكل ماهو عمل يخالف الأخلاق الإجتماعيه ويشكل إغتصابا لكرامة الإنسان يعتبر إرهاب.
بمعنى – الافتقاد إلى القيم الإنسانية النبيلة المستندة إلى العقائد النبيلة والمواثيق الدوليه والنظم التربويه والعدالة الاجتماعية.
في وطننا العربي وعلى وجه الخصوص في اليمن نعاني كثيرا من الإرهاب بكل أنواعه الجسدي، الفكري، الإيديولوجي، العقائدي وفي نفس الوقت نرى ونسمع قادة دولنا كيف يسعون للقضاء عليه وبمساعدة الدول العظمى ونرى ونسمع كم تخصص من مليارات لمكافحته وإستخدام أسلحة متطورة ومكلفه لمقارعته وتخصص قوات نخبه من أجل ذالك .
منذ خمسه عشرة عاما أو أكثر ولم يستطيعوا القضاء عليه بل بالعكس نجد أنه ينتشر أكثر والبعض يستخدمه كذريعة لشئ يصبو إليه.
السؤال هنا يطرح نفسه بما أن تلك المليارات تخصص للقضاء عل الإرهاب دون جدوى، فلماذا لم تعالج أسبابه وإيجاد طرق لعلاجه والقضاء عليه قبل تكوينه ؟
لماذا لم تسخر جزء من هذه المليارات للكشف عن أسباب ومنبع الإرهاب ومعالجته حتى لا يتكاثر ؟
لو طرح سؤال للرأي العام في الشارع ما السبب الرئيسي الذي يجعل الشباب يلتحقون بالمنظمات الارهابيه بمختلف مسمياتها لنجد أن أهم هذه الأسباب هي الفقر والبطالة وظعف التعليم . وبعد ذلك ستتبعها عدم متابعة الوالدين لأولادهم وكيفية قضاء وقتهم بمفردهم ومع من يقضونها وكذالك بالإضافة إلى المدرسة ومختلف الوسائل التعليميه والإعلامية التى تشكو من ظعف دورها وشحة أدائها وقلت تواجدها في بعض الأحيان.
عدم توفير وشحة البدائل من الأماكن التي يمكن قضاء الوقت فيها لهؤلاء الشباب لما فيه مصلحتهم الخاصه والعامة كالأنديه الرياضية بمختلف أنواعها مع تحفيز الشباب للإلتحاق بها وغيرها .
الفقر – يجعل الأسرة تتخبط وتضطرب في حياتها ،فالوالدين يقضون وقتهم في البحث عن المال وكيفية الحصول عليه والبحث عن طرق لتوفيره فمتابعة الأولاد يوميا كما يجب ربما يصعب عليهم أو حتى لم يدخل بحسبانهم .
بهذه الحاله الشباب مع طاقاتهم الهائله يبحثون عن مكان لتصريفها . فلا توجد مراكز لتسخيرها أو فرص عمل ولو بسيطه لتشجيعهم وتحفيزهم وإيجاد دافع لحب العمل ، فالعمل بحد ذاته يعتبر تربيه للشخص . عدم توفير المراكز والأندية المجانيه التي بإمكانها أن تستقطب الشباب من الشارع وتساعدهم على تنمية قدراتهم الجسدية والفكرية ، من الأسباب المؤدية إلى دافع البحث عن مصدر أو مكان لقضاء الوقت ، فمن هنا يتم استيعابهم واستقطابهم وتشجيعهم وتوجيههم بل واغرائهم .
وللأسف هذا يمر عبر مراحل بل ووقت ربما يطول دون علم أولياء أمورهم.
صعوبة الحصول على المال عند الآباء وعدم توفر فرص العمل الكافيه للناس نجده العائق الأكبر ليس عند الكبار فقط بل وعند الشباب أيضا. فالعمل يشغل الوقت ويشغل العقل ويملأ الجيب ويقضي الحاجه ويطور الأشخاص ويساعد على نمو الفرد والبلد.
يجب على سياسة مكافحة الإرهاب أن تتغير وإلا أظراره ستمس كل مجتمع وكل دولة بل وكل بيت . كما يجب أن توضع من ظمن الحلول المؤدية للقضاء عليه أيجاد فرص عمل كافية للشباب ومكافحة الفقر ومساعدة الأسر الفقيره التى لا تستطيع العمل، مع رفع الرواتب للموظفين العام والخاص بحيث راتب الشخص يكفي أن تعيش به أسرته دون اللجؤ إلى عروضات أو مغريات ربما تحرفه وتستقطبه جماعات متطرفة.
تعديل في المناهج التعليميه مع الأخذ بالأعتبار التعريف الصحيح بالإسلام كالتسامح والحوار وحب الغير ونبذ العنف والكره إلى آخره من الصفات الحميده التي علمنا ديننا .
التنبيه والتحذير من الجماعات الإرهابية والتعريف بها وكيف شوهت بالإسلام مع الاستناد بالأمثلة ومالأضرار التى تجلبه للإسلام والمسلمين .
فتح المراكز والصالات والأندية الرياضية في كل حارة وحي وعزله مع إيجاد لجان رقابيه من وزارتي التربية والتعليم والرياضه وتشجيع الشباب للإلتحاق وترغيبهم وإيجاد الحوافز وفرص التنافس .
إستخراج المواهب في وقت مبكر من المدارس وإيجاد معاهد ومراكز لتنميتها ورعايتها واستغلالها.
إيجاد فرص عمل بسيطه وقصيره للطلاب فقط تكون في الإجازات الصيفيه ودعم رجال الأعمال لإيجادها بحيث يكون وقت الفراغ له بديل وحوافز ماديه مشجعه .
تفعيل الإعلام والإرشاد وتوحيده وتوجيهه خاصه البرامج والصحف التى يتفاعل معها الشباب.