تأتي مناسبة يوم اليتيم العربي 4ابريل لهذا العام في ظل أوضاع إنسانية غاية في التعقيد يعيشها أيتام اليمن, لم يسبق أن شهد تاريخ اليمن مثيلاً لها منذ سنوات عديدة.. كانت الحرب ولا زالت هي العامل الأهم في تفاقم أوضاعهم وبفعل تداعياتها تأثرت حياة نصف مليون يتيم في كل مناطق اليمن بالإضافة إلى أكثر من 50 ألف طفل فقدوا آبائهم في الأحداث الأخيرة وأضحوا على رصيف اليتم.
تسارع الأحداث واستمرار القتال وبطء الإغاثة ومأساوية الأوضاع الإنسانية كل ذلك قد جعل من أيتام اليمن اكثر فئات المجتمع معاناة ,وقد طالها النسيان حتى من جهات الإغاثة حيث سقطت سهواً من أولوياتها وجهودها الإغاثية.
في مناطق الصراع يتساقط عشرات الأيتام كالفراشات في لهب الحرب وقد تم العثور على عشرات القتلى منهم بين صفوف المدنيين والمئات في قوائم المصابين داخل وخارج المستشفيات حيث أضحت بعض الإصابات اعاقة دائمة وبعضها مرشح للوفاة بسبب انعدام الرعاية الصحية والنقص الحاد في الغذاء وأساسيات العيش.. في حين يرزح الآلاف بين مشرد ومحاصر ونازح بالإضافة إلى المئات الذين أصبحوا بفعل غياب الاهتمام الأسري والمجتمعي في عداد المصابين بالأوبئة الخطرة والأمراض الفتاكة وبحسب التقارير الإنسانية فعشرات الآلاف من الأيتام محرومين من التعليم كغيرهم من الأطفال الذين يتجاوزون أضعاف ذلك.
وفي ظل هكذا ظروف ينبغي الإشارة إلى أن العديد من المؤسسات المعنية بالطفولة والأيتام ومنها مؤسسة اليتيم التنموية قد أصبحت عاجزة عن الوفاء بالكثير من التزاماتها للأيتام وقد تضرر فيها قرابة عشرين ألف يتيم وتأثرت كذلك المساعدات الغذائية لأسر الأيتام وهبطت إلى أدنى مستوى لها.
وختاماً.. نؤكد للجميع أن هناك خطر يتهدد مئات الألاف من الأطفال الأيتام.. الجميع في الداخل والخارج معني بتحمل المسئولية للإسهام في إزاحة هذا الخطر وتلك المعاناة ..معاناة ما كان ينبغي للطفولة أن تكابدها لوحدها في ظل حصار اليتم وتداعيات الحرب..