أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

محسن وصالح والحوثي

- بقلم / محمد الغابري

إختلف الناس أو اتفقوا مع الرجل أو بشأنه فإن تقييم الأشخاص وأدائهم يتطلب التجرد والقيام بالقسط والشهادة لله تعالى بعيدا عن التعصب مع الشخص أو ضده

مايحسب عليه

أنه مثل مع اللواء محمد إسماعيل قائد اللواء الثامن صاعقة الركيزتين الأساسيتين لنظام صالح والتمكين له وتثبيت أركانه

أنه كان عاملا فاعلا ضمن النظام الفاسد ومشاركا فيه وممن أسهموا في إشاعة الفساد وتقاسم الثروة بطرق غير مشروعة

أنه كان يستخدم نفوذه للتدخل في الإنتخابات لصالح مرشحي المؤتمر الشعبي العام فكان مساهما في تزوير الإنتخابات وهو تزوير غير مباشر عبر التأثير على القيادات المجتمعية

أنه من الأشخاص القابلين للخداع ويتردد في اتخاذ القرار ولايوفر الشروط الضرورية لصنع القرار

مايحسب له

- أنه من الجيل الذي عرف أهمية ثورة 26 سبتمبر 1962 وأهمية النظام الجمهوري ومعاني الوطنية والسيادة والإستقلال وظل مع منتسبي الفرقة الأولى والوحدات العسكرية للجيش النظامي يمثلون الجيش الوطني الذي نشأ بعد ثورة سبتمبر 62 خاصة بعد اتجاه الرئيس السابق لإنشاء الجيش الموازي ممثلا في الحرس الجمهوري وإحلاله تدريجيا ليكون هو الجيش كواحد من أهم أعمدة مشروع التوريث

- أن تحالف الحوثي صالح قد أثبت ماكان من قبل فرضية فحواها : نشوب حروب صعدة كان متفقا عليه بين صالح والحوثي وكان الغرض الذي يسعى صالح لتحقيقه إنهاء ماتبقى من وحدات الجيش النظامي المنتمي للثورة والنظام الجمهوري مقابل توجيه الأحدث تدريبا وتسليحا لوحدات الحرس الجمهوري التي ولاؤها لصالح وأولاده

وهنا لابد من ملحوظة لإنصاف الحرس الجمهوري : لقد أظهرت معظم وحدات الحرس 2011 قدرا من الحياد أ جبر المخلوع على الذهاب نحو التسوية مما يعني أنه كانت هناك قابلية لإعادة تأهيل تلك الوحدات معنويا ليكون الولاء العام للدولة اليمنية غير أن القصور والتقصير كان عند هادي ووزير دفاعه محمد ناصر كما لايعفى مستشاره علي محسن من المسئولية

- أنه ومحمد اسماعيل على الرغم من دورهما الفاعل والأساس في التمكين لصالح إلا أن كل منهما لديه ثوابت لم تتغير أهمها النظام الجمهوري والسيادة والإستقلال ولذالك فقد عارضا مشروع التوريث كما عارضا التبعية المطلقة للأمريكان التي اتبعها صالح فغدى كل منهما عدوا عند صالح ويفسر مقتل أسماعيل وأحمد فرج بسقوط المروحية التي تقلهما في حضر موت عام 99 أنه في هذا السياق

- أن خوض حروب صعده والعبثية التي رافقتها والملابسات التي أحاطت بها لم تكن من منظور علي محسن إلا من أجل النظام الجمهوري ومواجهة لجماعة مسلحة خارجة على سلطة الدولة

بين محسن والحوثي وصالح

الحوثية : من خصائصها المشتركة مع صالح التنظير للأحقاد والضغائن والكراهية والعداوة والبغضاء والتمركز حول الذات وثارات الجاهلية والتوافق مع صالح فهي صفات وخصائص مشتركة

منذ حروب صعدة وصلتهم بصالح لم تنقطع وشهد عام 2006 تبادل الشكر بينهما فالحوثي شكر صالح لموقفه من الحرب على لبنان وصالح شكر الحوثي لسماحه بالإنتخابات في صعدة ومساهمته في التصويت لصالح وظل الحوثي يشن حربا إعلامية على محسن ويدلل صالح مع علمه التام أن صالح هو من يتخذ القرار بالحرب ووقفها

في ثورة فبراير 2011 لم يكن الحوثي يرى في الثورة إلا أنها على محسن وليس على صالح وكان الحوثي يرى في انضمام علي محسن خيانة لصالح لقد كان الحوثي يرى ضرورة بقاء محسن في صف صالح

جعل أهم أهداف ثورته 21 سبتمبر تحرير البلاد من علي محسن وحميد الأحمر وبلغت به الخفة أن يعتبر ذالك أعظم إنجاز في التاريخ في الوقت نفسه يتحالف مع الرئيس المخلوع الذي رهن البلاد للإرادة الأمريكية

يصر على ذالك القول على الرغم من قيام قناة المسيرة ببث فيلم وصفته بالوثائقي عبارة عن محاضرة لمحسن يخاطب فيها عسكريين عن الأطماع الأمريكية الصهيونية والضغوط الأمريكية والتبعية السعودية إنه وثائقي ينفي كل تخرصات الحوثي وفيه إدانة للحوثي ذاته

الرئيس المخلوع عمل على رسم صورة عن نفسه أنه متسامح وأنه كبيييير فكان موقف علي محسن الذي مد يده لمصافحة المخلوع في جامع الشعب [صالح] متجاوزا كل ما فعل المخلوع من محاولات اغتيال وشاهد الناس اليد الممدودة للمصافحة والمخلوع وهو يمتنع عنها ذالك مشهد أبلغ من أي كلام في بيان المتسامح من الحقود

ليطمئن الحوثي وكذالك صالح

علي محسن ليس مثلهما إنه أوسع أفقا ومتعال على الدوافع والأحقاد الشخصية ومتسامح بلا حدود وتمثل عنصر قوة كما أنها نقطة ضعف

هي عنصر قوة للموظف العام فهو ينظر إلى الناس بصفتهم مواطنين وليس من منظور مواقفهم منه أو سلوكهم تجاهه وهي نقطة ضعف حين تعمم على كل المواقف وعلى كل الأشخاص فرجل الدولة الناجح هو الذي يستطيع التعامل مع الموقف بما يقتضيه الموقف ذاته وليس التعامل باتجاه واحد

إن رجل الدولة الناجح هو الذي يدرك أن السلطة العامة للدولة تقوم على ركيزتين هما القوة والإقناع معا ومن ثم استخدام كل منهما في محله وسياقه الطبيعي وليس الإستخدام المطلق لأحدهما

المصدر : بقلم /محمد الغابري

Total time: 0.046