اخبار الساعة - أبين
أماط أحد الناجين، من مجزرة أحور بأبين، التي راح ضحيتها، 20 جنديا، اللثام عن بعض من تفاصيل المجزرة المروعة، التي ارتكبتها عناصر مسلحة، الليلة الماضية.
وفيما يلي نص ما رواه الناجي : انه “تم احتجاز الباص الهيس الذي كنا على متنه مع وقت غروب الشمس من يوم أمس على قارعة الطريق في طريق أحور كنا نظن أنها نقطة للمقاومة، ونحن متجهين الى المهرة لاستلام رواتبنا”.
وأضاف الناجي الذي لم يكشف عن اسمه: “قالوا لنا سنجري معكم بعض التحقيقات ونخلي سبيلكم، فأخذونا إلى منطقة جبليه ونحن عزل لا نمتلك اي قطعة سلاح، وأول شيء أخذوا منا الفلوس التي كانت بحوزتنا، ثم أخذو الجوالات وكل ما لدينا، ثم عند وصولنا الى المنطقة النائية، كان في انتظارنا عدد من المسلحين، وبعد محاصرتنا تماما قاموا بربطنا ووضعوا أيدنا إلى الخلف”.
واستطرد قائلا: “وفي أثناء التحقيق وجهوا إلينا تهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة، وسألونا كل واحد منا على حده هذا السؤال: كم قتلت؟، وبعض الأسئلة مثل أنت كنيتك أبو من؟، وكم قتلوا من جماعتكم”.
وتابع، إلى أنهم قاموا أولا بتصفية سائقي الباصات، بعد ما تم جمع كل الباصات، ومن ثم أعطاهم أميرهم أمر بإطلاق النار، على البقية، وهم مستلقين وموثوقين على الأرض.
وأضاف: “وكنت أنا أول الطابور من المربطين، وكان الظلام قد خيم المكان، فأطلقوا النار علينا بكثافة، وتطاير دم رفاقنا على ملابسنا وأجسامنا، قتل من قتل وجرح من جرح وكان يغطي جسمي الدم بكثافة إلا أني لم أصب”.
وقال : ” وكان أميرهم الذي تعرفت على هيئته، قبل المغرب، طويل القامة عريض المنكبين ممتلئ الجسم، كان أميرهم يطلب من أصحابه أن يغلقو الذي لازال على قيد الحياة بالرصاص، ويقول لهم لا تتركوا واحد عايش، بعدين مش عارف كيف هل نفذت الذخيرة ورجعوا من جديد يعبو ذخيرة، المهم أخذوا علينا نظره أخيره قبل أن يرحلوا وسلطو علينا كشاف سيارة، وعاد يسألوا من على قيد الحياة عفا الله عنه فصرخ شخص وقال انه عايش. فأمطروه رصاص، ثم انسحبوا، وقال أحدهم انهم عائدين لقتل من بقي على قيد الحياة”.
وتابع، :”قام بفك الرباط، من يديه، وساعد بعض زملائه، مضيفا: “استغلينا الوقت وكل من هو عايش ومن جرحى تركنا المكان، كنت أنا وحوالي سته اخرين كلنا صبيحة بينا ثلاثة جرحى سلكنا وسط الجبال، والظلام يملأ الدنيا، وربطنا للجرحى، بالمشدات حقنا، وقطعنا مسافات طويلة، وبعد أن أعيانا التعب وفي أحد الشعاب النائية استلقينا ونمنا من شدة الإرهاق، الى ان طلع الصباح واصلنا المسير، وصدفه مرت علينا سيارة أوقفناها وإذا هو بشخص صاحب نوب (مربي نحل)، فشرحنا له الحادث واخذنا الى مكانه وأمر أولاده أن يدعو الناس ويذهبوا لإنقاذ بقية الجرحى”.
واستطرد قائلا: “وأثناء ماكنا في السيارة وجدنا شخص جريح والدماء تنزف منه، وعندما كلمناه اوصاف الشخص، أحد أولاد تعرف وقال علي عقيل، المهم كنا كلنا صبيحة وقال الرجل ولا يهمكم يا صبيحة ولا لكم إلا بياض وجه، وسوف نقوم بملاحقته ونحن أكدنا له أنه ليست لدينا أسلحة، كنا ذاهبون الى المهرة لاستلام رواتبنا، فلو كنا مسلحين، كنا سندافع عن انفسانا حتى الموت”.
وأشار إلى أنهم أوصلوا الجرحى إلى مستشفى أحور، حيث أجريت لهم بعض الاسعافات الأولية، وتم نقلهم فيما بعد إلى مستشفى أطباء بلا حدود في عدن”.