أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » تحليل ومتابعات

أين يذهب رصاص الاحتفالات المُطلق في الهواء؟

- صلاح أحمد من لندن

على عكس الثورتين التونسية والمصرية، فسيذكر الناس احتفال الليبيين بنصرهم المسلّح على العقيد القذافي ونظامه بإطلاق وابل هائل من الرصاص في الهواء، خاصة في «الساحة الخضراء» المسمّاة الآن «ساحة الشهداء».

لكن هذه العادة، كما يتفق الخبراء، يمكن أن تكون قاتلة في كثير من الأحيان. ويقول خبير المقذوفات ديفيد دايسون في لقاء مع فضائية «بي بي سي نيوز» الإخبارية إن الرصاصة تقطع مسافة طويلة في الهواء، لكن لا أحد يعلم، بعد إكمالها مشوارها، أين ستهبط على جه التحديد. ولأنها تعود إلى الأرض بسرعة عالية فمن شأنها - في حال أصابت شخصًا ما - اختراق جلده وعظمه وقتله في العديد من الأحوال».

ووفقًا لدراسة أجريت في 1962، فإن الرصاص الذي أكمل مشواره بعد إطلاقه في الهواء يعود الى الأرض بسرعة 300 قدم في الثانية. وأوضحت دراسة أخرى أجريت أخيرًا أن هذه السرعة تزيد 50 في المائة عن الكافية لاختراق جمجمة الإنسان، وهي 200 قدم في الثانية. ولهذا السبب فقد قررت دول عدة تحريم هذه الممارسة بقوة القانون.

يذكر أن الفضائيات الغربية أصدرت توجيهاتها الى طواقم عامليها في ليبيا بارتدء السترات والخوذات المضادة للرصاص حتى بعد حسم المعارك لمصلحة الثوار خشية ما يمكن أن يحدثه رصاص احتفالاتهم المطلق في الهواء.

الثوار وصلوا معقل القذافي بعد قتال استمر 6 شهور
ويورد خبراء آخرون أمثلة على احتفالات بإطلاق النار انتهت بحوادث قاتلة حول العالم. ومن ضمن هذه ما يلي على سبيل المثال فقط:

* قُتل 20 شخصًا بالرصاص المتساقط خلال احتفالات الكويتيين بنهاية حرب الخليج وتحرير بلادهم في 1991.

* عندما احتفل العراقيون بفوز منتخبهم القومي لكرة القدم على فيتنام في كأس آسيا 2007، قتل ثلاثة أشخاص في بغداد نتيجة الاحتفال بهذه الطريقة.

* في الأردن، وجّه الملك عبد الله سلطات بلاده بمكافحة الاحتفال بإطلاق النار في الهواء بعدما أدى الى مقتل شخصين وجرح 13 آخرين في مناسبة واحدة.

*
الليبيات في قلب المعركة
قتل ثلاثة أشخاص في إحدى ساحات العاصمة الفلبينية مانيلا خلال الاحتفالات برأس العام الجديد 2011.

* قتل عريس تركي ثلاثة من أقاربه في عرسه عندما أطلق الرصاص من مدفع «كلاشكنيكوف» ليلة زفافه.

* رغم أن هذه العادة تنتشر بشكل رئيس في الشرق الأوسط وآسيا، فهي ليست حكرًا على هاتين المنطقتين.

على سبيل المثال فقد أشارت دراسة أميركية الى أن 118 شخصًا عولجوا من الرصاص المتساقط في مستوصف طبي واحد في لوس انجيليس في الفترة 1985 إلى 1992 وأن إصابات 38 من هؤلاء كانت قاتلة.

* في الجمهورية اليوغوسلافية السابقة مقدونيا، اضطرت الحكومة لشنّ حملة توعية واسعة النطاق للتحذير من مخاطر الاحتفال بإطلاق الرصاص في الهواء. وعلقت ملصقات ضخمة كلها يحمل الشعار «الرصاص ليس بطاقات للتهنئة - احتفل بدون سلاح».

* في صربيا المجاورة فعلت السلطات الشيء نفسه، واستوحت شعارها من أغنية شهيرة تقول ما يعادل المثل العربي «ما طار طير وارتفع، إلا وعلى الأرض وقع». 

Total time: 0.0724