وصف الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية عبد الرزاق الجمل انسحاب تنظيم القاعدة من كل المدن التي كان قد سيطر عليها في جنوب اليمن بالأمر المتوقع .
مرجعا توقعه في ذلك لأسباب منها أن القاعدة تراعي الحاضنة الشعبية كثيرا في قراراتها العسكرية، وتحول مناطق سيطرتها إلى ساحة حرب يعني خسارتها لما ترى أنها كسبته عبر إدارتها لشؤون الناس في تلك المناطق خلال عام من السيطرة.
موضحا في منشور له على صفحته بـ «الفيسبوك» بان للقاعدة كذلك لديها تجربة سابقة في محافظتي أبين وشبوة تمنعها من تكرار التجربة في مناطق أخرى.
مؤكدا بان سيطرة كانت عبارة عن استغلال وجود فراغ لتحقيق مكاسب، بدليل أنها لم تسيطر خلال عام 2014م رغم قدرتها على ذلك، وكانت تقوم بما تسميه "إسقاط مؤقت" لبعض المدن، كما حدث في وادي حضرموت وفي محافظة البيضاء.
ولفت الجمل إلى أن القاعدة ملتزمة كذلك لقضايا خلافها مع الدولة الإسلامية، ومن ذلك السيطرة على الأرض والاحتفاظ بها، حيث تعتقد القاعدة بأن مرحلة التمكين الكلي لازالت بعيدة، وأن ما حدث في حضرموت وغيرها كان "احتسابا" لا أكثر.
مضيفا بان ما حدث بعد انسحابها من محافظتي أبين وشبوة، عام 2012م، قد لا يتكرر بحذافيره بعد انسحابها من مدينة المكلا بحضرموت.
ويرى الجمل بان الفرق في الاستياء الجنوبي من سيطرة سلطة الشمال في السابق كان يصب في صالح القاعدة، أما اليوم فقد لا يكون الفارق كبيرا بين وضعها في الشمال ووضعها في الجنوب. بمعنى أن موضوع "الحاضنة الشعبية" كان وهما، لكنَّ عددا كبيرا من أعضائها ينتمون إلى محافظات جنوبية.
الجمل اختتم حديثه بتوقعاته لما سيحدث في الجنوب خلال المرحلة المقبلة، حيث يرى بان كثير من أبناء الجنوب مستقبلا ورديا في حال تحققت مطالبهم، بانفصال صريح أو ما يشبهه، ومجيء المستقبل على خلاف هذه التوقعات سيعيد الأمور إلى نقطة الصفر.
