احتدمت المواجهات بين قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح والمسلحين المناهضين لنظامه في محافظة تعز، جنوبي العاصمة صنعاء، التي اهتزت مساء أمس الأول على دوي انفجارات هائلة استمرت حتى فجر أمس في مواجهات متجددة شهدتها المناطق الشمالية للمدينة وأوقعت قتلى وجرحى من الجانبين .
وقال ناشطون في المعارضة إن المواجهات التي وصفت بأنها الأعنف من نوعها شملت مناطق في شارعي الخمسين والستين شمال المدينة وفي محيط اللواء 33 مدرع المرابط في منطقة المطار القديم فيما شوهدت الطائرات الحربية تحلق فوق المدينة على ارتفاع منخفض .
وأكد القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني المعارض الدكتورعبدالرحمن الأزرقي ل “الخليج” أن المواجهات أدت إلى سقوط ستة جرحى في منطقة الستين، مشيرا إلى أن الجيش استخدم كافة أنواع الأسلحة، وأن المصابين كانوا من بين سكان القرى الواقعة في شمال مدينة تعز .
وقد هاجم عناصر قبليون انضموا إلى المتظاهرين، موقعا للحرس الجمهوري الذي يقوده احمد، الابن البكر للرئيس صالح، في شارع الستين بالضاحية الشمالية لتعز جنوب غرب صنعاء، ورد الحرس الجمهوري بقصف عنيف على قرى منطقة الحميرة شمال تعز، كما ذكرت هذه المصادر التي لم تتحدث عن سقوط ضحايا .
وقال وجهاء قبائل في المدينة إن الجيش استخدم في المواجهات المندلعة في منطقة المطار القديم أسلحة ثقيلة، مشيرين إلى أن دوي الانفجارات التي سمعت ليلة أمس الأول في أرجاء المدينة أشاعت مخاوف لدى السكان الذين بدأوا بالفرار من مناطق المواجهات إلى مناطق آمنة .
وجاءت المواجهات فيما صعد شباب الثورة في ساحة الحرية فعالياتهم الاحتجاجية في إطار برنامج الحسم الثوري الذي دعا إليه المجلس الوطني لقوى الثورة الشعبية، والذي دعا سابقا إلى تصعيد الفعل الثوري السلمي في مختلف المحافظات لحين الإطاحة بنظام الرئيس صالح المقيم حاليا في الرياض .
وانخرط شباب الثورة المعتصمون في ساحة الحرية أمس في تظاهرات كبيرة جابوا فيها شوارع المدينة مرددين هتافات مناهضة لعودة الرئيس صالح وتطالب بمحاكمة نجله الأكبر قائد الحرس الجمهوري وأركان نظامه المتورطين في جرائم بحق المدنيين المحتجين وتطالب بالحسم الثوري .
وأوضح الناطق الرسمي للمجلس الثوري الشبابي في ساحة الحرية بتعز مطلق عبدالجليل ل “الخليج” أن أعمال التصعيد شملت التظاهرات والتحركات الشعبية في المدن والأحياء والأرياف، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الفعاليات هو إيصال رسالة إلى المجتمع الدولي بمضي الثورة الشبابية السلمية قدما لحين تحقيق أهدافها بالإطاحة بنظام صالح وبناء يمن جديد .
وتشهد تعز منذ يونيو معارك متقطعة بين القوات الموالية للنظام والمسلحين الذين يؤكدون أنهم يريدون حماية المتظاهرين المعارضين للرئيس، وأعلنت هدنة في بداية أغسطس بين الطرفين .
وتعز هي إحدى بؤر التظاهرات ضد الرئيس صالح الذي يمضي فترة نقاهة في السعودية التي نقل إليها بعد إصابته خلال هجوم في صنعاء في الثالث من يونيو/ حزيران الماضي .