أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

السيسي يعدّل المناهج الدراسية لتعزيز مسار التطبيع مع إسرائيل

- مصر
لم يجرؤ الرئيسان الأسبقان: السادات أو مبارك علي القيام بتعديل مناهج التعليم وفرض درس على الطلاب تمتدح إسرائيل أو معاهدة السلام، وبرغم بعض التعديلات الطفيفة للغاية، ظل المنهج الدراسي يشير للجرائم الإسرائيلية ويمجد البطولات الإسلامية، حتى جاء السيسي، بانقلاب في مناهج التعليم أيضا.

كتاب ومستشرقون وصحف إسرائيلية أشادوا الأسبوع الجاري، بالخطوة التي أقدم عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعديل مناهج التعليم المصرية بما يجعلها تمتدح “السلام” مع الاسرائيليين، وتشيد بالمقابل بإرهابيين، من مرتكبي مجازر النكبة مثل “بيجين”، وبالمقابل حذف بطولات وانتصارات القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي من المناهج.

وكان أبرز ما كُتب في هذا الصدد، إشادة المستشرق الاسرائيلي “إفرايم هراري” في مقال نشره بصحيفة “إسرائيل اليوم” 3 مايو الجاري بعنوان” وقف التعليم الجهادي“، بقرار السيسي “غربلة مناهج التعليم المصرية”، ودعوته لـ “إجبار بقية الحكام العرب على ذلك”.

وكان يعلق بذلك، بغضب علي فوز القائمة الانتخابية التابعة لحماس في انتخابات جامعة بيرزيت في الضفة الغربية للمرة الثالثة، معتبرا هذا نتيجة احتواء مناهج التعليم على ما يمجد الحضارة الاسلامية، التي طالب بتغييرها.

المستشرق الاسرائيلي“هراري” وصف ما يفعله السيسي منذ انقلابه عام 2013 بأنه: “إصلاح عميق لمحتوى الكتب المدرسية فيمصر، عبر حذف كل ما له علاقة بالغنائم والعبيد من حروب الإسلام، ومنع الكتب التي تشير للعنف (الجهاد) وتروج لنصوص الشريعة الإسلامية، وحظر كتب مفكري جماعة الاخوان مثل الشيخ القرضاوي”.

ونوه لأن ملك المغرب اتبع خطى السيسي أيضا، وأمر بـ “تطهير” 400 كتاب مدرسي، ومنع الفصل بين الجنسين في المدارس، وتركيز الكتب الدراسية عام 2017، على الاعتدال والتسامح مع الاسرائيليين وغيرهم.

إسرائيل “شريكة وصديقة”
ونقل الكاتب المتخصص في الشأن الاسرائيلي“صالح النعامي” في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه على “تويتر” ما ذكرته الصحف الاسرائيلية حول كتاب “جغرافية العالم العربي وتاريخ مصر الحديثة” للصف الثالث الإعدادي في المنهج المصري للعام 2015-2016، والذي يعتبر إسرائيل “شريكة وصديقة”، ويعلم الطلاب: “تربطنا بإسرائيل علاقة شراكة وصداقة”.

وأشار “النعامي” إلى “ارتياح إسرائيلي لشطب أي إشارة لصلاح الدين الأيوبي بوصفه “محرر القدس” في منهاج التعليم الجديد في مصر في عهد السيسي”.

ونقل قول الصحف الإسرائيلية: “يقدم كتاب “جغرافية العالم العربي وتاريخ مصر الحديثة صورة إيجابية عن رئيس الحكومة الاسرائيلية الأسبق بيغن”، منفذ مجزرة دير ياسين.

وأكد كُتاب إسرائيليين أن كتاب “جغرافية العالم العربي وتاريخ مصر الحديثة في المنهج المصري للعام 2015-2016 قلص صفحات “تاريخ الحروب مع إسرائيل” من 32 صفحة إلى 12 صفحة فقط، باعتبار “تل ابيب” أصبحت “صديق لا عدو”.

وأشاروا أيضا لأن الكتاب يشدد على أن “السلام مع إسرائيل من متطلبات نمو الاقتصاد المصري”.

وكشفت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن تدريس اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل الذي تم توقيعه عام 1979 بعد مباحثات «كامب ديفيد» في الكتب المدرسية المصرية، للمرة الأولى، وتقليل مساحة دور الرئيس الأسبق مبارك في حرب أكتوبر عام 1973 وكذلك حذف الأجزاء التي أضيفت خلال فترة حكم جماعة الإخوان لمصر.

ونفي “بشير حسن” المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، لصحيفة «الوطن» الخاصة ما جاء في صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، ولكن صحف اسرائيلية أخري أكدت هذا النبأ.

إسرائيل في مناهج التعليم
وكانت القفزة الثانية في التعاون بين نظام السيسي وتل ابيب، بعد إعادته السفير المصري، ورفع مستوي التعاون الامني والاستخباري والاقتصادي، والتي هي تعديل مناهج التعليم وفرض درس على الطلاب تعرفهم بمعاهدة السلام.

ففي سرية تامة، لم تكشفها سوي الصحف الإسرائيلية، انتهت وزارة التربية والتعليم من أكبر حملة تعديلات في مناهج التعليم منذ اتفاقية كامب ديفيد للدعوة للتطبيع مع تل ابيب، شملت العلوم الإنسانية بكافة المراحل التعليمية، وتمت في أقل من شهرين وهي مهمة تحتاج لسنوات.

وجاء التطور الجديد بإضافة فصل كامل في المناهج عن معاهدة كامب ديفيد وكيف أدت للسلام بين مصر وإسرائيل والازدهار، ولتكرس مفهوم الشرق أوسطية وضرورة الحفاظ على أمن وأمان الجار الإسرائيلي.

وقالت إذاعة الجيش الاسرائيلي أن “تدريس معاهدة كامب ديفيد ضمن المنهاج التعليمي في مصر يدخل ضمن التغييرات الشاملة التي يبذلها جهاز التعليم المصري في جميع الكتب التدريسية لكافة الصفوف والتي أعلن عنها الرئيس السيسي قبل سنتين حيث جرى إدخال تغييرات على كتب لكافة الصفوف التعليمية، وتقرر تنفيذ هذه التغييرات تدريجيا على مدار ثلاث سنوات” بحسب تعبيرهم.

وأضافت أن “الكتاب قام بإلغاء بعض أجزاء الكتب التي تمجد دور حركة الاخوان المسلمين في التاريخ المصري، وهي أجزاء أضيفت في فترة الرئيس محمد مرسي من قبل قادة الاخوا
ن المسلمين” على حد وصف الإذاعة الإسرائيلية.

وقالت الإذاعة -وفقا لصحيفتي هآرتس وتايم أوف إسرائيل- إنها حصلت على نسخة من الفصل الذي يتناول معاهدة “كامب ديفيد”، وهو مأخوذ من كتاب تدريس موضوع التاريخ والجغرافيا للصف التاسع – الثالث الإعدادي-ويوضح بنود اتفاق السلام التي جرى توقيعها في الولايات المتحدة عام 1979 بين الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن.

ويتضمن الفصل ثمانية بنود جرى الاتفاق عليها من قبل الطرفين، والتي اقتبست من الاتفاق نفسه، وذكر البند الثاني أن مصر وإسرائيل قررتا “إنهاء حالة الحرب بينهما وحل الخلافات بالطرق السلمية”، وقال البند الثالث: “إنه يجب على كل طرف احترام سيادة الطرف الآخر واستقلالها”.

ويذكر البند الرابع أن إسرائيل ومصر قررتا إقامة “علاقات صداقة”، وقال مؤلفو الكتاب أنه يترتب على ذلك إقامة علاقات “سياسية، اقتصادية، ثقافية”.

أما البندان الأخيران فيضيفان أن الأطراف اتفقت على الاستمرار بمواصلة المفاوضات بشأن إيجاد حل للقضية الفلسطينية بحسب ما نسبته الصحيفتان لراديو إسرائيل.

وكان قد بدأ تنفيذ بنود المعاهدة في حقبة الثمانينات في عهد وزير التعليم فتحي سرور الذي أصبح رئيسا لأخر برلمانات عهد مبارك، ونفذها حسين كامل بهاء الدين في حقبة التسعينات، وأشرف عليها خبراء أمريكان هم من كانوا يقومون بمراجعة مناهجنا بما فيها التربية الإسلامية لحذف كل ما يغضب اسرائيل.

والمناهج الدراسية التي شملها التعديل هي: التاريخ والجغرافيا والتربية القومية فضلا عن موضوعات القراءة والنصوص في اللغة العربية، وأيضا التربية الدينية الإسلامية.

رفض فصل الدين اليهودي عن الدولة
مقابل دعوة الصهاينة للدول العربية بـ “غربلة” مناهجها الدراسية، يرفض الصهاينة التخلي عن دينهم، وفصله عن السياسة، أو عن “بطولاتهم”، حيث أكد الرئيس الصهيوني السابق شمعون بيرس أن: “من المستحيل فصل الدين عن الدولة في إسرائيل.

رغم أن صحيفة “هارتس” كشفت أن: “مقرر التربية المدنية الجديد في إسرائيل يعمق القيم الدينية ويعزز العنصرية تجاه العرب”.

وقالت إن “جامعات في إسرائيل تمنع نساء من الغناء مراعاة لمشاعر المتدينين، والحاخامات يحرمون سماع الرجل لأغاني النساء”!

Total time: 0.036