اخبار الساعة - متابعة
تصاعدت الأعمال القتالية بين المتحاربين اليمنيين، اليوم الخميس، والغارات الجوية للتحالف بقيادة السعودية، رغم مؤشرات التفاؤل الإقليمية والدولية، باقتراب أطراف النزاع اليمني من التوصل إلى اتفاق وشيك لإنهاء الصراع الدامي الذي يمزق البلاد منذ 14 شهرا.
نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله، الذي تستضيف بلاده مشاورات السلام اليمنية، أكد أن الفرقاء اليمنيين "على بعد خطوات من بلورة أفكار تسهم في التوصل إلى حل خلال أيام"، بينما قال المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن "تقدم المشاورات مرهون بتنازلات الأطراف".
الجار الله قال في تصريحات صحفية، إن مؤشرات التفاؤل مرتفعة. وكان مصدر حكومي يمني، قال الأربعاء إن مشروع اتفاق وشيك يلوح في الأفق بضغط دولي وإقليمي، لكن مصادر مونت كارلو الدولية، قالت إن المفاوضات تراوح مكانها في المسارين العسكري والسياسي، وإن التركيز ذهب نحو تثبيت وقف إطلاق النار، والملف الإنساني المتعلق بالأسرى والمعتقلين، وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
وتوقعت مصادر دبلوماسية أن يعرض المبعوث الأممي خلال الأيام المقبلة مشروع اتفاق متكامل على أطراف الأزمة اليمنية جرت بلورته بالتنسيق مع سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، متضمنا مشروع اتفاق جديد لوقف إطلاق النار مدعوم من السعودية.
ويتمسك الحوثيون وحلفاؤهم بضرورة تشكيل حكومة توافقية بالتزامن مع اللجنة العسكرية التي ستتولى الاشراف على انسحاب الميليشيات من المدن ونزع السلاح، فيما يرى وفد الحكومة اليمنية، إن تشكيل الحكومة الانتقالية يجب أن يعقب انتهاء اللجنة العسكرية من عملها..
الوسيط الدولي، أكد في بيان صحفي الليلة الماضية أن المشاركين في المشاورات "هم وحدهم القادرون على تغير الوضع" في اليمن ، قائلا "إن تقدم المشاورات مرهون بالتنازلات المقدمة من الأطراف".
وواصل ولد الشيخ احمد، مشاورات منفصلة مع الوفد الحكومي، ووفد الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي، لبحث مسائل استعادة الدولة والانسحاب من المدن وتسليم السلاح وآلية تقريب وجهات النظر حول خارطة طريق اممية للحل السياسي في اليمن.
الوسيط الدولي شدد على أهمية الالتفات للوضع الاقتصادي الصعب، وحذر من أن الفشل في تدارك الوضع الاقتصادي سيؤدي إلى نتائج وخيمة.
مصادر إعلامية قريبة من حلفاء صنعاء، قالت إن الوفد طالب بضرورة إجراء ترتيبات سريعة لمعالجة الوضع الاقتصادي والمساهمة في دفع السياسية.
واحتج الحوثيون وحلفاؤهم على ما وصفوها ب "مماطلة الطرف الاخر" في ملف الأسرى عبر اختلاق قضايا جانبية، كما ابدوا تذمرهم من الدور الاممي على خلفية شطب اسم التحالف بقيادة السعودية من لائحة العار الاممية لمنتهكي حقوق الاطفال.
وفي السياق نفت وزارة الخارجية الأميركية ممارسة واشنطن أية ضغوط على الأمم المتحدة لحذف اسم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن من اللائحة السوداء. وأشار المتحدث باسم الوزارة مارك تونر إلى أن السعودية، قالت إنها ستشكل لجنة للنظر في الوفيات والإصابات في اليمن التي كانت سببا في وضع اسم التحالف على اللائحة السوداء.
وأكد أن الولايات المتحدة تشجع السعودية على القيام بذلك الأمر بسرعة.
وكانت الأمم المتحدة، اعلنت الاثنين، إزالة اسم التحالف من لائحة العار لمنتهكي حقوق الأطفال، في خطوة لاقت انتقادات واسعة من منظمات حقوقية دولية.
منظمة العفو الدولية اتهمت الأمم المتحدة بممارسة "مداهنة مخزية" بعد القرار الأخير، بينما قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن المنظمة الدولية "رضخت لضغوط السعودية".
وكانت الأمم المتحدة، أصدرت الخميس الماضي تقريرا بعنوان "الأطفال والصراع المسلح" اتهمت فيه التحالف، بالمسؤولية عن 60 بالمائة من الوفيات والإصابات بين الأطفال في اليمن العام الماضي، قبل أن تعلن المنظمة الاممية حذف اسم التحالف الذي تقوده المملكة السعودية في اليمن من لائحتها السوداء، في انتظار إعادة النظر في الحقائق.
على الصعيد الإنساني.. حذرت الأمم المتحدة من أن اليمن باتت على بعد خطوة واحدة من المجاعة، حسب مسوحات أولية للمنظمة الدولية. وقال مدير مكتب الأمم المتحدة، لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في صنعاء جورج خوري في بلاغ صحفي، أن اليمن وصلت إلى "التصنيف الرابع" ، وهو يسبق مرحلة واحدة قبل الوصول إلى "المجاعة". وهناك نحو 21 مليون شخص من إجمالي سكان البلاد البالغ عددهم 26 مليونا، بحاجة إلى الدعم الإنساني، فيما يعاني أكثر من 14 مليونا من انعدام الأمن الغذائي، بينهم 7 ملايين و600 الف شخص يواجهون انعداما حادا للأمن الغذائي، حسب الأمم المتحدة.
ميدانيا..استمرت المعارك على وتيرتها اليومية في مختلف جبهات القتال، تزامنا مع غارات جوية لمقاتلات التحالف على مواقع الحوثيين وقوات الرئيس السابق في محافظات لحج والجوف ومأرب وريف العاصمة صنعاء، بينما قتل عنصران مفترضان على الأقل من القاعدة بغارة دون طيار في مديرية الزاهر جنوبي غرب محافظة البيضاء وسط اليمن.
مصادر إعلامية موالية للحوثيين تحدثت عن إحباط محاولات تقدم لحلفاء الحكومة في محافظة تعز جنوبي غرب البلاد، وفي مديرية نهم عند المدخل الشرقي للعاصمة اليمنية صنعاء.
إلى ذلك قالت مصادر موالية للحكومة إن طيران التحالف شن غارتين جويتين استهدفتا تجمعات للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في مديرية المصلوب غربي محافظة الجوف الصحراوية الحدودية مع السعودية. وأغار الطيران الحربي على مواقع للحوثيين وقوات الرئيس السابق في مديريتي حريب نهم وبنى مطر شرقي وغربي العاصمة صنعاء..
كما ضربت مقاتلات التحالف هدفا عسكريا للحوثيين في مديرية القبيطة شمالي محافظة لحج عند الحدود الشطرية السابقة مع محافظة تعز، حيث أحرز الحوثيون خلال الأيام الماضية تقدما مفاجئا في هذه الجبهة بالسيطرة على مواقع استراتيجية، في محاولة لتغيير ميزان القوى واعادة دافة الحرب جنوبا، مع استمرار تعثر محادثات السلام اليمنية في الكويت.
المصدر : مونت كارلو