اخبار الساعة
يستقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما، الجمعة 17 يونيو/حزيران 2016، في البيت الأبيض ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان، النجل النافذ للملك سلمان، في مؤشر على صعود نجمه السريع وتضاعف أهمية دوره في العلاقات الثنائية المتوترة.
المتحدث باسم البيت الأبيض إريك شولتز، أكد أن أوباما سيلتقي الجمعة الأمير البالغ 30 عاماً والذي أصبح القوة المحركة للإصلاح الاقتصادي، وسياسة خارجية سعودية أكثر ديناميكية.
في الزيارة التي تستغرق أسبوعاً التقى الأمير الذي يتولى كذلك حقيبة الدفاع، أهم اللاعبين الكبار في واشنطن. فقد عقد لقاءً مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ووزراء الخارجية والدفاع والخزانة وكبار قياديي الكونغرس.
أمرٌ نادرٌ
وأشار البيت الأبيض إلى أن اللقاء بين أوباما والأمير محمد سيعقد في المكتب البيضاوي، الأمر الذي يعتبر نادراً لغير رؤساء الدول وامتيازاً لم يمنح للدلاي لاما الزعيم الروحي لبوذيي التيبت في وقت سابق هذا الأسبوع.
سايمون هندرسون من معهد واشنطن الفكري، الذي يركز على الشرق الأوسط، أوضح "أنه الثالث على مستوى التراتبية في البلد، لكنه في الواقع الأول". وأضاف أن "الملك يفضل ويريد أن يكون ابنه ملكاً".
فيما يشكل محمد بن سلمان شخصية غير معروفة نسبياً، بالنسبة إلى البيت الأبيض، كان محمد بن نايف بصفته وزيراً للداخلية جهة الاتصال الرئيسية في العائلة المالكة بشأن مكافحة الإرهاب طوال سنوات.
رئيس قسم العلاقات الدولية في كلية الحكم والخدمة العامة في جامعة تكساس "إيه آند إم غريغوري غوز"، أفاد أن الأمير محمد يريد "أن يكون معروفاً لدى الجهة الأميركية" موضحاً أن الزيارة "تندرج في إطار جهوده للحصول على الاعتراف".
وتأتي هذه الزيارة في أجواء من التوتر بين البلدين الحليفين، خصوصاً بسبب الخلاف حول كيفية التعامل مع إيران عدوة السعودية اللدودة والحرب في اليمن والتقرير الوشيك الذي يتناول علاقات سعودية بهجمات 11 سبتمبر/أيلول.
الاقتصاد واليمن
تتصدر جدول أعمال الزيارة جهود الأمير الشاب لتنشيط الاقتصاد السعودي الخاضع للدولة والمرتبط بالنفط، وإشراك القطاع الخاص وفتح وظائف جديدة لسكان البلد الشباب.
السفير الأميركي السابق في السعودية جيمس سميث قال "نظراً إلى استثمارهم الكبير في التعليم في العقد الفائت، إذا تعذر عليهم الابتعاد عن اقتصاد موجه وتطوير قطاع خاص فلن تتوافر الوظائف التي يحتاجها الشباب ليكون لديهم أمل".
ووسط خلافات بشأن الاتفاق النووي الدولي مع إيران، يبدو الإصلاح الاقتصادي ملفاً بالغ الأهمية كفيلاً بإعادة التقارب بين الرياض وواشنطن.
كما أن البيت الأبيض كرر التأكيد على أن المهمة العاجلة الأهم للسعودية تكمن في إصلاحات داخلية تعزز استقرارها.
بعد لقاء الأمير محمد كبار صانعي السياسات الاقتصادية الأميركية الأربعاء، بينهم وزير الخزانة جاك لو، شدد البيت الأبيض على "رغبة الولايات المتحدة في لعب دور الشريك الرئيس لمساعدة السعودية على تطبيق برنامجها الطموح للإصلاح الاقتصادي".
كما سيبحث الأمير السعودي في إحدى أبرز سياساته وهي الحرب السعودية في اليمن التي شكلت نقطة خلاف عميق بين البيت الأبيض والديوان الملكي السعودي.
وقدمت واشنطن المساعدة والدعم العلني للحملة العسكرية السعودية لمواجهة المتمردين الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران وسيطروا على العاصمة اليمنية صنعاء.
هذه الحرب عكست عزم السعودية على التصدي لتوسع النفوذ الإيراني في المنطقة.
لكن إدارة أوباما تعرضت تكراراً للإحراج لمقتل مدنيين، وأعربت عن قلقها لاتساع نفوذ تنظيم القاعدة مع تواصل الحرب التي أردت أكثر من 6400 شخص أغلبهم من المدنيين في اليمن، منذ بدء التدخل السعودي قبل 15 شهراً.
كما أن الحوثيين ما زالوا يسيطرون على الجزء الأكبر من مرتفعات وسط البلاد وشمالها إلى جانب ساحل البحر الأحمر.
من جهتها وضعت الأمم المتحدة التحالف العربي بقيادة السعودية على لائحة سوداء بعد تقرير خلص إلى مسؤوليته عن مقتل 60% من الأطفال الذين سقطوا العام الفائت في اليمن.
لكنها شطبته لاحقاً فيما تحدث الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون عن "ضغوط لا مبرر لها" من السعودية وحلفائها وتهديدهم بقطع تمويلهم لبرامج المساعدة الأممية بسبب قضية اللائحة السوداء.
حالياً تبرز مؤشرات حول احتمالات تراجع حدة الحرب وبدء السعودية وحلفائها تحويل الاهتمام إلى التصدي للقاعدة.
وأعلن وزير إماراتي الأربعاء، أن "الحرب انتهت" بالنسبة إلى قوات بلاده التي تشارك في العملية العسكرية في اليمن، مع الإبقاء على احتمالات مواصلة لعب دور في جهود مكافحة الإرهاب.
المصدر : وكالات