اخبار الساعة - متابعة
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يروي فيه احد الشيوخ قصة مؤلمة لشاب يترجى والدته مسامحته وهي ترفض .
وفي المقطع يقول الشيخ انه شاهد شاب في الحرم المكي وعند الكعبة يقول لوالدته :"يا امي سامحيني .. وهي ترد عليه "الله يغضب عليك" " وهو يبكي ويترجاها دون فائدة من استجابتها.
واضاف الشيخ انهم قرروا التدخل والمحاولة في الاصلاح بين الشاب وامه وذهبوا الى مقر سكن الام ومعهم ابنها ولكنهم صعقوا مما قالته الام وكيف تجنى الابن وتمادى في عقوقه .
وقالت الام لهم انها ربته بعد ان توفي والده في صغره وعملت في المنازل من اجل اطعامه وتوفير حياة كريمة له ولدراسته ولتزويجه ولكن ماذا كان جزائها؟
واكملت الام القصة انه بعد ان زوجته اصبح تحت سيطرة الزوجة التي سعت بالفتنة بينهم بالكذب ان الام تعتدي عليها بالكلام السيئ فما كان من الشاب الابن العاق الا ضرب امه بنعال زوجته على فمها لكي يرضي زوجته.
وبعد هذه القصة المؤلمة لا ننسى ان الله عز وجل وصى الانسانَ بأن يحسِن إلى والديه ويبرَّهما في حياتهما وبعد مماتهما ، وخصَّ الأمَّ بالكلام لأنها تقاسي في حمله مشقةً وتعباً ، وفي وضعه آلاماً كثيرة ، ثم في إرضاعه وتربيته ، فالطفلُ يقضي معظم وقتِه مع أمهِ ، وفي رعايتها وحنانها وعطفها . . لهذا كلّه تستحقّ الكرامةَ وجميل الصحبة والبر العظيم .
عقوق الأمهات سبب لحبس اللسان عن قول شهادة التوحيد ، فهذا علقمة شاب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ملأت قصته الكتب والسطور ، والدواوين والصدور ، شاب يصلي المكتوبات ويحافظ على الرواتب ، يصوم رمضان ، ويصوم غيره من الأيام ، تزوج بامرأة ، أطاعها وعق أُمه ، فغضبت عليه ، ولما حضرته الوفاة قيل له : قل : لا إله إلا الله ، فلم يستطع قولها ، وعجز عن النطق بها ، لماذا يا علقمة ؟ ماذا عملت يا علقمة حتى يُحبس لسانك عن قول : لا إله إلا الله ؟
لقد عق علقمة أُمه ، أرضى زوجته وأسخط أُمه ، أطاع زوجته وعصى أُمه ، سخطت عليه أُمه فسخط الله عليه ، غضبت عليه أُمه فغضب الله عليه ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ” رِضَى اللَّهِ فِي رِضَى الْوَالِدَيْنِ ، وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ ” [ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ ] .
فجاءوا إلى النبي فقالوا : إن لسان علقمة لم ينطق بكلمة التوحيد وهو في الموت ، فقال : قولوا لأمه : إما أن تأتيني وإما أن آتيها ، فقالت : بل أنا آتي رسول الله ، فلما جاءت إليه سألها عن خبر علقمة ، فأخبرته أنه كان يعقها ، فقال : إما أن ترضي عنه وإما أن أحرقه بالنار ، فقالت : بل أرضى ، تنظروا إلى قلب الأم ، قلب رحيم ، قلب شفيق ، قلب رفيق رقيق ، قلب حنون ، قلب عطوف ، لم ترض أن يُحرق ولدها وقد أحرق قلبها ، فلما رضيت عنه صدقاً وحقاً ، نطق علقمة بالشهادة .