اخبار الساعة - الكويت
طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اليوم الأحد، وفود أطراف النزاع اليمني المشاركون في مشاورات الكويت، بوقف الحرب في أسرع وقت، والعودة بالبلاد إلى الوضع الطبيعي، وتطبيق مخرجات الحوار الوطني.
وششد مون على الوفدين، العمل بجدية مع مبعوثه الخاص اسماعيل ولد الشيخ، من أجل إقرار خارطة طريق للمبادئ والالتزام بوقف الأعمال القتالية.
وقال مون الذي يحضر جلسة المشاورات المباشرة بين الحكومة والحوثيين في قصر بيان، بأنه يأمل في التوصل إلى السلام، "فالانهيار الاقتصادي كبير والوقت ليس في صالح الشعب اليمني، والوضع يزداد سوءاً وعلى اليمن أن يتعافى".
وتحدث كي مون عن الوضع في كولومبيا كمثال حيث فقد عدة مئات من البشر أرواحهم، وأشار إلى أن "اليمن بلد في غاية الجمال وبلد حضارة قديمة ويجب معالجة مسببات النزاع والعمل معاً في سبيل الوصول إلى حل".
وقال بأن الوضع في اليمن بالنسبة له مقلق للغاية.
ولفت إلى النقص الحاد في المواد الغذائية، وقال "الاقتصاد في وضع خطر، وبينما يستمر سير اتفاق وقف الأعمال القتالية، تخلله عدة انتهاكات نجم عنها ضحايا من المدنيين وأدى الى تفاقم معاناتهم وهذا المعاناة شملت الأطفال أيضاً".
وذكّر الأمين العام للأمم المتحدة ممثلي الأطراف بالمسؤولية الكبيرة.
وقال إن التزام الطرفين بالمشاورات شجعه إلى الوصول لحل سلمي، وأضاف "موقف المجتمع الدولي واضح وهو أن النزاع يجب أن يقف، وأن اليمن يجب أن تعود إلى مسار الانتقال السياسي والعمل لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني".
وحث مون جميع الأطراف الافراج عن جميع السجناء، ويشمل السجناء السياسيين والصحافيين وناشطي المجتمع المدني وآخرين، كبادرة لحسن النوايا وذلك قبل حلول العيد الفطر.
من جهة، قال ولد الشيخ إنه تأكد بعد مرور شهرين على انطلاق المحادثات، اجماع الطرفين على ضرورة وقف الحرب والبدء في عملية السلام.
وأضاف "تم إطلاق عدد من الأسرى وأُفسح المجال لوصول المساعدات".
أما رئيس وفد الحكومة اليمني ووزير الخارجية عبدالملك المخلافي، قال في كلمته، إن الحكومة اليمنية ملتزمة بالسلام، وتعاطت بإيجابية مع كل المقترحات التي تمت وفق المرجعيات، عبر إنهاء السيطرة من الحوثيين واستعادة المؤسسات وصولاً إى الدستور والانتخابات.
وأضاف "طالت الفترة في الكويت، وبلدنا لم يعد يحمل، لدينا معاناة الشعب والسجناء، ومهمة إنهاء السيطرة، لنتمكن من صنع سلام شامل وفق القرارات، وليس لدينا إلا أمل السلام وسنصنع السلام الذي لم يكن طريقه بالسهل".
في السياق، دعا رئيس وفد حزب صالح عارف الزوكا، الأمم المتحدة بوقف ما أسماه "العدوان"، وقال "استمرت الغارات الجوية ومات الكثير من الناس بسبب الحصار، وندعو الأمم المتحدة إلى تحل مسؤولياتها في إنهاء العدوان".
وعرج الزوكا إلى قضايا الإرهاب، وأشار إلى أن حزبه يبحث "عن سلام يؤسس لحقبة جديدة تطوي صراع الماضي"، وفي الوقت ذاته اتهم الطرف الحكومي ببمارسة ضغوطات.
وقال "الطرف الآخر جاء يطلب منا الإستسلام، بينما نحن أوضحنا مواقفنا ورؤانا والتزامنا بالمرجعيات".
ودعا الزوكا الأمم المتحدة لمراجعة المرجعيات التي تغيرت وفقها، الوقائع على الأرض. وأشار إلى أن "الشرعية هي للملايين من ابناء اليمن، الذين خرجوا يوم 26 مارس، مؤكدين أن أي حل يجب أن يكون وفق سلطة توافقية".
بدوره قال المتحدث باسم جماعة الحوثيين ورئيس وفدها، إن جماعته حريصة على السلام، وعلى إنجاح مشاورات الكويت التي "أصبحت على مسافة قريبة من الحل الشامل".
وقال إن هدف جماعته "رفع الحصار والسماح بحرية المواطن اليمني حيث يفتش المواطنون في مطار بيشه".
وأشار إلى ان التوصل إلى سلام سيتم بعد، التوافق على مؤسسة الرئاسة وتشكيل لجنة أمنية من كل الأطراف "وتبدأ بعدها السلطة الجديدة لمواجهة التحديات وعلى رأسها مواجهة القاعدة وداعش".
وفي المقابل، قال عضو الوفد الحكومي ووزير الخدمة المدنية والتأمينات عبدالعزيز جباري، "نود التأكيد أننا جئنا إلى الكويت من أجل السلام الذي يحرص عليه اليمنيون، والذي يجب أن يكون عبر تحول هذه الجماعات إلى حزب سياسي والتخلي عن السلاح".
وأضاف "الرضوخ لتهديدات الحوثيين أمر لم يحدث من قبل، ولا يمكن شرعنة الإرهاب عبر المجتمع الدولي".
وطالب جباري الأمم المتحدة، من خلال المسؤولية القانونية والأخلاقية، فرض حلول مستدامة للأزمة اليمنية، عبر المرجعيات التي أسست لمجتمع جديد ودولة جديدة، لا حلول ترقيعية.