عاش سكان الأحياء السكنية الكائنة بمديرية الحصبة بشمال العاصمة اليمنية صنعاء يوم أمس الأول ليلة عصيبة تخللها تبادل مفرط لقصف صاروخي ومدفعي هو الأعنف من نوعه بين القوات الحكومية الموالية للنظام من جهة وأتباع الشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة حاشد، كبرى قبائل اليمن ومجاميع عسكرية موالية للثوار .
أجواء الحرب الشاملة تلمس في كل الأحياء والشوارع الرئيسة والفرعية المحيطة بمقر قصر الشيخ الأحمر والمعسكر الرئيس لقوات اللواء الأول مدرع، حيث يسمع دوي انفجارات متقطعة عنيفة، وتبادل مكثف لإطلاق النار نتيجة اشتداد وتيرة القصف المتبادل الذي استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة كقذائف أر بي جي وصواريخ “الهاوز واللو” المحمولة على الأكتاف ونيران الرشاشات المعدلة .
وتسبب ذلك في تعرض العديد من العائلات، خاصة القاطنة في حي “سنهوب”، الذي يتوسط موقعي تمركز قوات سلاح الصيانة الموالية للنظام وقوات اللواء الأول مدرع لإصابات متفاوتة في أوساط أفرادها نتيجة اختراق قذائف ورصاصات طائشة نوافذ عدد من المنازل المأهولة .
وتسبب انتشار مجاميع عسكرية وقبلية في الأزقة والشوارع الفرعية بأحياء النصر وسنهوب وحي سوق الرشيد والنهضة وقيام العديد من هؤلاء باطلاق الرصاص الحي والقذائف الصاروخية باتجاه معسكر الصيانة وقوات الحماية الخاصة بالمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون ومبادرة الأخيرة بالرد على مصادر النيران المكثفة في مضاعفة أجواء الترويع وزيادة سقف المخاوف والتوجسات في أوساط الأهالي من احتمالات التعرض لمخاطر الإصابة بالنيران المنهمرة والمتبادلة بين الأطراف المتقاتلة .
واتهم علي محمد نصر الأكوع، أحد الوجاهات الاجتماعية بحي “سنهوب” في تصريح ل”الخليج” القوات الحكومية والمنشقة وأتباع الشيخ الأحمر بتعمد إلحاق الأذى بسكان الأحياء الشعبية المجاورة لمعسكري قوات سلاح الصيانة ومعسكر اللواء الأول مدرع من خلال تحويل هذه الأحياء إلى ساحات للمواجهات المسلحة والتراشق بالنيران .
وقال: “لقد كابدنا ليلة عصيبة سقط خلالها في حي سنهوب وحده أكثر من عشرة جرحى ما يزيد عن نصفهم من الأطفال، وذلك بسبب القصف المتبادل والعنيف بين قوات سلاح الصيانة وقوات فرقة اللواء الأول مدرع المعززة بمجاميع من أتباع الشيخ صادق الأحمر، هؤلاء كلهم مارسوا ليلة أمس الإرهاب على سكان الأحياء الآمنة وتسببوا في ترويع الأطفال والنساء والعائلات نتيجة تحويلهم أحياء سكنية إلى ساحات للمعارك والتراشق بالرصاص والصواريخ” .
