اخبار الساعة - متابعة
أفاد تقرير مطول نشرته صحيفة سعودية أن المملكة العربية السعودية ودول عربية تعيش الآن أشد موجة حر منذ 136 عاماً.
وقالت صحيفة "الاقتصادية" اليومية إن درجات الحرارة وصلت إلى مستويات مرتفعة جداً ليس فقط على شبه الجزيرة العربية بل الكرة الأرضية كافة، خاصة مع بداية نشاط ظاهرة "لانينا"، التي غالباً ما تسهم في حجز الكتل الحارة فوق صحاري شبه الجزيرة العربية وبعض الدول المجاورة.
وأكدت الإدارة الوطنية الأمريكية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي أن صيف هذا العام سجل أعلى درجات حرارة منذ 136 عاما.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن العالم في طريقه لأن يشهد أشد الأعوام حرارة على الإطلاق، وإن غاز ثاني أكسيد الكربون بلغ مستويات مرتفعة جديدة؛ الأمر الذي يزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وذكرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن حزيران/يونيو الماضي كان الشهر الـ14 على التوالي الذي يشهد درجات حرارة قياسية في الأرض والمحيطات.
وسجلت مناطق في دول عربية مثل العراق والكويت أكثر من 50 درجة مئوية؛ ففي العراق قرر مجلس الوزراء تعطيل الدوام الرسمي نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في معظم مدن العراق.
وبحسب هيئات ومراكز مختصة بتغيرات الطقس والمناخ، فإنها تتوقع استمرار هذه الموجة عدة أسابيع، لتضرب أجزاء واسعة من كل قارات العالم.
ودعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى تنفيذ اتفاقية جرى التوصل إليها في ديسمبر/كانون الثاني الماضي للحد من تغير المناخ، عبر التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة بحلول 2100.
وتشير دراسات مؤكدة إلى استمرار ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، مع تباين في وجهات النظر حول الأسباب الحقيقة لهذا الصعود المستمر في درجة الحرارة، الذي بلغ أكثر من نصف درجة في مناطق الثبات الحراري، الذي يقابله ارتفاع متذبذب قد يصل إلى خمس درجات مئوية في مناطق عدم الثبات خارج خط الاستواء وخارج المحيطات العالمية.
وهناك وجهة نظر لبعض علماء المناخ ترمي بالتهمة على انبعاث الغازات الدفيئة الناتجة عن الاحتراق، ومنهم من يقول إن الأسباب قد تكون في باطن الأرض وما تحدثه من براكين، إضافة إلى النشاط الشمسي في بعض الفترات.
ويتوقع أن يستمر هذا الارتفاع حتى نهاية القرن الحالي، يقابله مزيد من التبخر وذوبان الجبال الجليدية في القطبين وبعض قمم الجبال العالمية، وارتفاع منسوب مياه البحار في بعض مناطق العالم.
وطرح علماء المناخ بعض الأفكار للتصدي لهذا الارتفاع، بتشجيع الزراعة وحظر قطع الأشجار، والتقليل من استخدام الوقود الأحفوري.
من جهة أخرى، تعد دول شبه الجزيرة العربية والعراق وبعض صحاري إفريقيا الأكثر تأثراً بهذا الارتفاع المستمر في درجة حرارة الأرض، خاصة أن ارتفاع نصف درجة فوق مناطق الثبات الحراري قد يعني خمس درجات في تلك الصحاري الجافة.
وتشير نماذج الطقس العددية للتنبؤات الجوية لهذا اليوم إلى استمرار وجود السحب الجبلية المنخفضة على طول مرتفعات منطقة جازان وعسير والباحة ومكة المكرمة والمدينة المنورة لتزيد من فرص هطول الأمطار الرعدية المتفرقة على أجزاء من تلك المناطق في حين تكون فرص هطول الأمطار ضعيفة في المناطق الأخرى مع استمرار ظهور بعض السحب الخفيفة فوق أجزاء من وسط وشرق المملكة وقد تمتد إلى جنوب غربي منطقة حائل.
وتستمر نسب الرطوبة منخفضة جداً في معظم المناطق الصحراوية، حيث لا تتجاوز 10 بالمئة وتكون بين الخفيفة والمتوسطة في المناطق الساحلية والمرتفعات الجبلية.
كما تستمر الحرارة عالية جداً في معظم مناطق السعودية وتكون أشد حرارة في المناطق الشرقية والوسطى وأجزاءً من الغربية، حيث تراوح بين 45 و49 درجة مئوية وقد تصل 50 درجة في الهفوف في منطقة الأحساء وفي المناطق الحدودية للمنطقة الشرقية.
وينتظر أن تكون فرص هطول الأمطار أفضل نهار غد الأحد على طول مرتفعات مناطق جازان وعسير والباحة ومكة المكرمة تمتد حتى جبال منطقة المدينة المنورة وتكون أشد غزارة في المناطق الحدودية بين منطقة جازان وحدود اليمن لذا ينصح بتوخي الحذر. في حين يستمر الطقس مستقرا في باقي المناطق مع ظهور بعض السحب الخفيفة المتفرقة فوق المناطق الوسطى والشرقية.
ويتوقع أن تخف حدة الرياح في معظم مناطق البلاد وتبقى نشطة نسبيا شمال مياه البحر الأحمر، مع ضعف في نسب الرطوبة السطحية في جميع المناطق الصحراوية وتكون بين الخفيفة والمتوسطة في المناطق الساحلية والمرتفعات، كما تخف حدة الحرارة قليلاً في المناطق الشرقية والوسطى والغربية لتراوح بين 43 و47 درجة مئوية.
وتشير خرائط الطقس إلى تحسن طفيف في نسب درجات الحرارة في معظم المناطق حتى نهاية هذا الشهر بواقع درجة إلى ثلاث درجات مئوية، كما تشير إلى تحسن كبير في نسب هطول الأمطار خاصة نواحي المناطق الجنوبية الغربية من السعودية، التي يتوقع أن تشهد هطول أمطار غزيرة واسعة بدءاً من الثلاثاء المقبل تمتد حتى مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة وقد تكون غزيرة جداً في المناطق الحدودية مع اليمن لذا ينصح بتوخي الحذر.