فرض التصاعد المضطرد لمشاهد الصدام المسلح بين القوات الحكومية الموالية لنظام الرئيس علي عبدالله صالح والقوات الموالية للثوار، الذي شهده العديد من الشوارع والأحياء الرئيسة في العاصمة صنعاء، أجواء من التوجسات والقلق العام التي تجاوزت الأوساط الشعبية المحايدة إلى صفوف مكونات الثورة الشبابية والشعبية اليمنية ذاتها إزاء طبيعة تداعيات التصعيد العسكري على مسار المشهد الثوري ذي الطابع السلمي القائم في البلاد وإمكانية نجاح النظام في جر الشباب إلى صدام مسلح .
واعتبر الناشط السياسي بساحة التغيير بصنعاء عبدالكريم أحمد المضواحي، أن ثمة توافقاً بين كافة المكونات الشبابية الثورية في ساحة التغيير والساحات الأخرى على رفض “عسكرة الثورة” وتحقيق الحسم الثوري على الطريقة الليبية، كون مثل هذا التغيير في المسار الثوري اليمني القائم، سيفضي إلى نتائج كارثية على الصعيد الإنساني وسيخلق ذرائع وجيهة للنظام الحاكم بالتمادي في استخدام العنف المفرط لقمع الثورة الناشئة التي حصدت الكثير من الزخم الشعبي والإنساني جراء التزام مكوناتها بالنهج والطابع السلمي للثورة .
من جهته، عبر الناشط البارز في ساحة التغيير بصنعاء توفيق علي أحمد رسام عن تنامي القلق في أوساط معظم المكونات الشبابية للثورة جراء تصاعد المواجهات المسلحة بين القوات الموالية للرئيس صالح وبين قوات اللواء الأول مدرع الموالية للثورة، معتبرا أن ما تشهده العاصمة صنعاء من مظاهر التصعيد العسكري المسلح وخشية جر القوات الموالية للثورة إلى الدخول في مواجهات مسلحة مع القوات الحكومية في أحياء وشوارع شعبية مكتظة بالسكان خارج محيط ساحة التغيير، قد يفضي فى حال استمرار هذا التصعيد إلى عسكرة الثورة، وهو ما سيسهم في إطالة بقاء النظام الحاكم وتشويه المشهد الثوري القائم في البلاد .
وقال رسام: “هناك مساع حثيثة يبذلها النظام الحاكم لفرض خيار الحسم المسلح كون هذا الخيار كفيلاً بإطالة أمد بقائه، ومن أجل تحقيق هذه الغاية، بادرت القوات الحكومية الموالية للرئيس صالح إلى افتعال التحرشات تارة بالقبائل وتارة بالقوات العسكرية الموالية للثورة بهدف الدفع بالأزمة القائمة في البلاد إلى مربع الحرب والمواجهات المسلحة” .
ويضيف قائلاً: “ما يقلقنا كشباب للثورة هو نجاح النظام في استدراج القوات الموالية للثوار إلى الدخول في مواجهات مسلحة متعددة كما حدث ويحدث في الوقت الراهن بشوارع هائل سعيد والخمسين، فتصاعد هذه المواجهات المسلحة واتساع نطاقها سيفضي بالضرورة إلى عسكرة الثورة، وهو ما سيخدم مخطط النظام الحاكم الذي يسعى إلى تغيير المشهد الثوري وإدخال البلاد في أتون حلقة مفرغة من المراوحة، لكن هذه المرة عبر صدام مسلح وتصعيد عسكري .
من ناحيته، اعتبر محمد عبدالله راجح الزريقي، أحد الناشطين البارزين في ساحة الحرية بتعز في تصريح ل”الخليج” أن تصاعد المواجهات المسلحة بين القوات الموالية للثورة والموالية للرئيس صالح في العاصمة صنعاء، لا يعني عسكرة الثورة أو أنها بصدد الخروج عن مسارها السلمي، بل يعد تطورا مساعدا للتعجيل بالحسم الثوري ليس عبر صدام مسلح، لكن عبر برنامج تصعيد الفعاليات الثورية ذي الطابع السلمي .
وأضاف الزريقي: “ما يحدث في صنعاء من مواجهات مسلحة بين قوات الحرس الجمهوري، التي يقودها نجل الرئيس صالح وبين القوات العسكرية الموالية للثوار، التي تمثل جزءاً من مكونات الثورة الشبابية والشعبية، لا يمثل في اعتقادي واعتقاد الكثير من شباب الثورة بساحة الحرية بتعز بداية خروج للثورة من المسار السلمي إلى مسار الصدام المسلح، لكن على العكس فإنه تطور سيسهم في التسريع بتحقيق الحسم الثوري كونه سيشتت تركيز القوات الموالية للنظام وسيتيح مساحة أفضل لتحركات الشباب في تصعيد الفعاليات الثورية .