أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

صنعاء تعيش كوابيس الحرب والمخاوف من فقدان الحل السياسي

- وكالات

بدأت العاصمة اليمنية صنعاء تستشعر كوابيس الحرب، بعد أن غادر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر البلاد حاملاً خيبة أمل بعدم التوصل إلى حل سياسي للأزمة القائمة في البلاد منذ نحو ثمانية أشهر، وأظهرتها تصريحاته قبيل مغادرته مطار صنعاء الدولي، والتي كشفت “خيبة أمل عربية ودولية” بعدم قدرة الأطراف السياسية على الوصول إلى اتفاق يتم بموجبه التوقيع على المبادرة الخليجية من قبل الرئيس علي عبدالله صالح الذي لا يزال يتعامل مع المبادرة بنوع من التذاكي أملاً بكسب مزيد من الوقت .

وخيم التوتر على منطقة الحصبة وبقية مناطق العاصمة صنعاء، التي شهدت مؤخراً اشتباكات عنيفة بين قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي من جهة والقوات الموالية للثوار من جهة أخرى، مثل جسر الزبيري وقاع العلفي وشاعر هايل وشارع ،16 إضافة إلى ساحة التغيير ومنطقة مذبح، التي تقع في نطاقها قيادة الفرقة الأولى مدرع، وغيرها من المناطق، بعد أنباء تشير إلى قيام قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس صالح بإخلاء المباني الحكومية في الحصبة من الموظفين وحشد قواتها إليها تمهيداً لاندلاع مواجهات جديدة مع مسلحي الشيخ صادق الأحمر .

وبحسب سكان محليين يعيشون في هذه المناطق؛ فإن قوات الحرس الجمهوري انتشرت أمس في عدد من الأحياء المجاورة لمنطقة الحصبة، وأمهلت السكان ساعات عدة لمغادرة منازلهم، مشيرين إلى أنهم شاهدوا عدداً من القناصة يعتلون المباني المرتفعة .

وأكد السكان أنهم تلقوا بلاغات من قوات الحرس بمغادرة منازلهم وإلا فإنهم يتحملون مسؤولية أية عواقب عما سيحدث، وهو ما يشير إلى وجود نية للنظام بإعادة قصف منطقة الحصبة، حيث يقع منزل الشيخ صادق الأحمر .

كما فوجئ الموظفون العاملون في المباني الحكومية والوزارات القريبة من الحصبة، بوصول قوات موالية لصالح طلبت منهم مغادرة مكاتبهم من دون ممارسة مهامهم، وعدم العودة إليها حتى إشعار آخر . ونسب إلى موظف في مكتب الإدارة العامة للبريد الواقع بالحصبة قوله إن قوات من الحرس الجمهوري نشرت قواتها في المبنى الرئيس للبريد، وطلبت منهم عدم مزاولة عملهم أو العودة إليه في الوقت الراهن .

وأضاف: “وصل العشرات من الجنود وطلبوا منا مغادرة المبنى على الفور، وأخبرونا أنهم يخشون أن يحتل مسلحو بيت الأحمر المبنى بعدما سيطروا على حديقة الثورة القريبة منا، وطلبوا منا عدم العودة إلى العمل في الوقت الحالي لأن الوضع متوتر” .

وكانت السلطات قد بدأت منذ يوم أمس الأول بتجهيز عدد من المدافع الثقيلة ونصبها في مقر وزارة الداخلية القريبة من منزل الشيخ صادق الأحمر، تحسباً لمغادرة بن عمر وانفجار الوضع على نطاق أوسع .

تزامن ذلك مع قيام تظاهرات حاشدة شهدتها العاصمة صنعاء أمس ومدن يمنية عدة تؤكد مطالبها برحيل ومحاكمة الرئيس صالح ورموز نظامه .

وانطلقت التظاهرات التي ضمت عشرات الآلاف من الشباب من ساحة التغيير بالقرب من جامعة صنعاء باتجاه شارع الزبيري، إلا أن قوات الأمن المركزي كانت توجد بكثافة في المنطقة، ما جعل التظاهرة تعود مجدداً إلى الساحة، تجنباً لوقوع مجزرة شبيهة بالمجزرة التي شهدتها المنطقة ذاتها في الثامن عشر من شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، وذهب ضحيتها ما يقرب من 100 شهيد .

وأوضحت مصادر رافقت التظاهرة أن قوات الأمن رفعت من جاهزيتها لمواجهة أي تطور، من خلال نشر دبابات وصواريخ محمولة بالقرب من المباني الرئيسة في المنطقة، مثل منزل ومكتب النجل الأكبر للرئيس صالح في شارع الجزائر، ومبنى الأمن السياسي في الحي السياسي ودار الرئاسة في منطقة السبعين .

Total time: 0.04