نفى الدكتور ياسر علي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في عهد الرئيس محمد مرسي، ما يردده البعض مؤخرا، عن قيام أحد الزعماء العرب بإرسال مسؤول دولي للرئيس مرسي ليحذره من انقلاب عسكري يحاك ضده، مؤكدا أن ما يتم تداوله في هذا الشأن يفتقر إلى المعلومات الصحيحة.
وأكد “علي” في حوار له على موقع “الجزيرة نت” أن الدكتور مرسي كسياسي وبرلماني سابق كان يملك رصيدا معقولا من التجربة ويحتاج إلى صقل من خلال الزمن، وكان ككل البشر له إيجابياته وسلبياته، ولكنه لم يكن ذلك الدرويش الساذج الذي يراه البعض من خلال نقولات من هنا أو هناك، أو المتآمر كما يراه آخرون.
وأشار إلى أنه لم يكن ليسمح لأحد أن يتحدث عن مؤسسات الدولة المصرية بشكل لا يليق، سواء كان مسؤولا عربيا أو غيره، انطلاقا من اعتباره إياها أصولا ثابتة للدولة وملكا للشعب، مشيرا في نفس الوقت إلى أن مفردات نُسبت مؤخرا لمرسي من نوعية “في بطني بطيخة صيفي” و”فلان في جيبي الصغير” هي مكذوبة عليه، ومن يعرفه يدرك أنها ليست من مفرداته ولا تصدر عنه.
وبشأن المخاوف من الانقلاب العسكري، فقد أكد ياسر علي أنه كان هناك توجس منذ البداية لدى الجميع من تشويه المشهد الديمقراطي الذي حصل في ثورة يناير، فالمخاوف لدى كل الأطراف كانت موجودة واستمرت، وبالتالي فالحديث عن أن مرسي قد تفاجأ بما حدث في 3 يوليو/تموز 2013 هو كلام ساذج يفتقر إلى الإنصاف، مؤكدا في الوقت ذاته أن الرئيس مرسي كان يرى أن مصر تحتاج إلى إعادة هندسة العلاقات المدنية العسكرية من أول يوم.
وشدد على أن الموضوعية تقتضي أن نقول إن الرئيس محمد مرسي حاول أن يمر بالسفينة قدر المستطاع وفق الإمكانيات المتاحة، وكان يملك همة شديدة جدا في هذا الإطار، لكن ما يمكن كان أقل مما ينبغي، ولا ينفي ذلك الوقوع في أخطاء كانت نتاجا طبيعيا لكونها تجربة أولى.
وحول الأسباب الحقيقية للانقلاب على الرئيس مرسي، أوضح الدكتور ياسر علي أن المسؤول العربي الذي جلس مع الرئيس مرسي أكد له أن هناك قلقا من كثير من القوى الإقليمية نتيجة إصراره على عدم التواصل المباشر بالكيان الصهيوني، وترك الاتصال للأجهزة الأمنية فقط”.
كما أطلعه (الدبلوماسي العربي) على ضرورة التراجع عن بعض قراراته التي اتخذها في نوفمبر 2012 بشأن أحداث غزة، ومنها إلغاء سحب السفير المصري من إسرائيل؛ كونه أحدث توترا إقليميا جعل من القيادة في مصر غير مرحب بها، وهو ما يشكل ضغطا أيضا على المؤسسة العسكرية وربما يؤدي إلى ما هو أسوأ.
وأشار عليه بضرورة تقليل الدعم السياسي للفلسطينيين في غزة والعودة به إلى الحد الأدنى في هذه المرحلة، لافتا إلى أن أطرافا إقليمية باتت ترى تناقضا في الرؤى بين بعض مؤسسات الدولة وبين مؤسسة الرئاسة في التعامل مع ملف العلاقات المصرية الإسرائيلية.
السبب الآخر الذي ذكره الدبلوماسي العربي هو إصرار مرسي على دعم الثورة السورية، ورؤيته المبنية على أن الرباعية المكونة من تركيا وإيران والسعودية ومصر هي السبيل لحل الأزمة السورية، وهو ما لا يرضي أطرافا إقليمية تملك رؤية مخالفة لترتيب أوضاع الإقليم، خاصة وأن الربيع العربي كان قد بدأ يحاصر بعض هذه القوى.