أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

الطيّار الذي قصف البرلمان التركي: صرتُ خائنًا في ليلة واحدة ولم أستطع النظر بعيون أطفالي ويروي التفاصيل كاملة

قال العقيد الطيار حسن حسني باليكتشي، إنه لم يستطع النظر في عيون أبنائه ولا زوجته وأهل بيته، ليلة الـ15 من تموز بعد أن قصف مبنى البرلمان التركي، في إطار محاولة الانقلاب الفاشلة.
 
واعترف العقيد المذكور بقصف البرلمان، لافتًا إلى أنه تلقى الاحداثات، وقام بناءً عليها بتوجيه قنبلة موجهة بأشعة الليزر، ما أدى إلى إحداث أضرار بمبنى البرلمان التركي.
 
وأوضح العقيد باليكتشي أنه كان قائداً للأسطول، وسرد في معرض إفادته أمام المحققين، يقول” في الـ13 تموز-يونيو 2016 أخبرني العميد “هاكان كاراكوش” صهر “آكين أوزتوركط أنه قد تكون هنالك عملية في الأيام المقبلة، وفي يوم الانقلاب 15 تموز-يونيو وفي حوالي الساعة الخامسة عصراً طلب مني هاكان كاراكوش أن أحضر من منزلي إلى قاعدة آكنجي”.
 
وأضاف ” ذهبت إلى الأسطول رقم 143، وقابلت أوزتشين، وقال لي “ستكون العملية هذه الليلة”. وأن المحاولة الأصلية ستكون عبر القوات البرية وأن القوات الجوية ستكون داعمة لها، مضيفًا “لم أكن أعرف المهمة التي سأوكل بها. وكان الحديث حول قوائم الأهداف في الخارج”.
 
وقال العقيد ” شعرت بالخوف وترددت كثيرًا، وعندما نظرت إلى قائمة الأهداف التي أحضرها العميد أحمد أوزتشين كان هناك العديد من الأماكن التي تم تحديدها كأهداف في مستشارية منظمة الاستخبارات الوطنية، والمكان الثاني لمنظمة الاستخبارات الوطنية، وعمليات الشرطة الخاصة، ثم بدأ بعد ذلك بتحديد من سيقومون بهذه المهمات، حيث كان في كل طائرة عدّة رموز “أسد-1 أسد-2 أسد-3″.
 
ومضى الطيار يقول في معرض سرده لتفاصيل ليلة محاولة الانقلاب ” كنت أنا في الطائرة الرابعة التي ستقلع من المدرج، وكان معي في نفس الطائرة النقيب صلاح الدين يورولماز، وقمنا بالتحليق برمز أسد-3″.
 
وأضاف مدعيًا ” بعد الإقلاع قمت بتخريب حاسوب الطائرة وأصبحت الطائرة غير صالحة لتنفيذ المهمة، وانتظرت في الجو جنوب القاعدة آكنجي. وقلت للأسطول 141 أن الطائرة معطلة، وعندما تناقص الوقود هبطت في القاعدة آكنجي”.
 
وأشار العقيد إلى أنه وبعد حوالي 2-3 ساعات دعاه النقيبان أحمد توسون وميتيه كايغوسوز من أجل بدء عملية جديدة، “ركبت طيارة إف 16 أخرى، وصعد معي في الطيارة النقيب أوغور أوزون أوغلو كطيار، وانتظرنا المهمة 20 دقيقة بعد الإقلاع”.
 
وأوضح وفقاً لـ”TRT”:“من على الأرض قام النقيب أحمد توسون بإعطاء إحداثيات الطول والعرض للمكان، وعندما قام الطيار الثاني النقيب أوغور أوزون أوغلو بإدخال إحداثيات الطول والعرض أشار إلى أن الهدف هو الحديقة المقابلة للبرلمان، وتأكد من مطابقة المكان من أحمد توسون الموجود في الأسطول 141، ثم قمت بإطلاق القنبلة الموجهة ليزرية”.
 
وزعم الطيّار إلى أنه حلّق خلال تلك الليلة مرّتين بشكل منخفض لمدة 45 دقيقة، وقال” لا أعرف من قام برمي القنبلة على مديرية الأمن في أنقرة، ولا أعرف إذا ما كنت القنبلة الثانية قد أطلقت من قنبلتنا على البرلمان أم لا، ثم تم قصف المدرج في آكنجي حتى لا تتمكن طائرات الهيليكوبتر من الإقلاع”. وأشار إلى أنّه أنهى مهمته، ثمّ أقفل عائدًا إلى منزله.
 
وأعرب العقيد عن شديد ندمه لما اقترفته يداه، ” أشعر بالندم جداً بعد كل هذه الحوادث، أنا مدرك أنني أصبحت خائناً للوطن في ليلة واحدة”.
 
وقال إن ” الطيارين الذين قاموا بالطيران في قاعدة آكنجي وأن العميد أحمد أوزتشين من جماعة فتح الله غولن الإرهابية”، مشيرًا إلى أنّ قائد قاعدة آكنجي العميد أحمد أزتشين عضو جماعة غولن الإرهابية أيضًا”.
 
وادعى الطيّار أنه لم يكن منتسبًا للجماعة الإرهابية الانقلابية، ” ولكنهم كلفوني بهذه المهمة، لأنهم كانوا بحاجتي”.
 
وكشف أن زوجته أخذت أغراضها صباح اليوم التالي للمحاولة الانقلابية، ” ثم أخذت أغراضها والأبناء، وذهبت إلى قونيا، ولحقت بها، حيث مكثت وحدي في الطابق الثاني الثاني من المنزل، ولم أخبرهم أنني قصفت البرلمان، ولم أستطع النظر في وجوههم”.
 
وتابع: “بعد الحادثة قامت زوجتي يوم السبت بأخذ أغراضها والأولاد والذهاب إلى قونيا. ثم عادت إلى أنقرة يوم الأحد. أخذتني إلى قونيا ومكثت وحدي في الطابق الثاني من بيتنا هناك. لم أخبر زوجتي أنني قصفت البرلمان عندما سألتني ولم أستطع النظر في وجه أطفالي”.
 
وختم بالقول: “أنا نادم لأن تلك الليلة غيرت حياتي. ليتني أستطيع العودة بالزمن لامتنع عن فعل ما قمت به. اعتقد أنه تم خداعي واستخدامي من قبل منظمة غولن الإرهابية”.

Total time: 0.0585