أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » من هنا وهناك

أسباب إدمان الاطفال للألعاب على الأجهزة الذكية وضررها عليه!!

- كتبه: حسين الشمراني *
دفع انشغال الأمهات عن أبنائهن لإدمان جلوسهم فترات طويلة لممارسة الألعاب المتوفرة على الأجهزة الذكية، حيث يسرقهم الزمن، وتأسرهم التقنية وتراهم حاضرين جسديا، لكنهم مشغولون بسباق الوحوش وقتال الأعداء، وإطلاق النيران من مدفع رشاش قد يكون على أرض الواقع غير قادر على تحريكه.
وأفقد الإدمان على ألعاب الأجهزة الذكية آلاف الأطفال، التواصل الاجتماعي مع محيطهم الخارجي، وحولهم إلى أجساد لا تفارق يديها تلك الأجهزة، كما أثر على تحصيلهم الدراسي.
 
خليْه ساكت
وتفرح كثير من الأمهات بانشغال أطفالهن ولهوهم بعيدا عنهن، وتسمعهن يرددن جملة «خليه ساكت»، وسكوت الطفل مرهون في مواقف كثيرة بحصوله على الأيباد الخاص بوالدته، وإن لم يتوفر فالجوالات تغنيه عنها، ورغم صغر سنه إلا أنه يلعب كمحترف ألعابا تعتمد على السرعة والتركيز، ما يسلبه الكثير من التفاعل مع محيطه الخارجي، حيث لا يتجاوب مع من يتحدثون معه.
 
أنا السبب
وقالت ليلى علي، أم لطفلة عمرها سنة ونصف: أنا سبب إدمان طفلتي على الأجهزة الذكية، حيث كنت أعيش في منطقة بعيدة عن عائلتي وعائلة زوجي، وعند انشغالي بأعمال البيت أعطيها هاتفي لتلعب به، وأصبحت الآن أواجه مشكلة كبيرة عند خروجي من المنزل، حيث لا تهتم طفلتي باللعب مع أقرانها من الأطفال، ولا بالألعاب وكل ما يشغلها الهاتف الذي أصبح جزءا من حياتها.
فيما تحاول هناء الشهري المحافظة على طفلها ذي الخمس سنوات من إدمان الألعاب على الأجهزة الذكية بمنعه منه رغم بكائه الشديد، حيث إن أول ما يطلبه عندما يستيقظ من النوم هو الأيباد، إلا أنها تمكنت من تخفيف تعلقه به ومنعه من الجلوس لساعات بصحبته.
 
أعراض التوحد
من جانبه أكد استشاري النمو والسلوك بمستشفى الملك فيصل التخصصي، ومركز أبحاث التوحد، والمختص في التوحد واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والمشاكل السلوكية والدراسية الدكتور حسين الشمراني أن إدمان الأطفال على ألعاب الأجهزة الذكية قد يعرضهم ويصيبهم بأعراض مشابهة لأعراض التوحد، بل ويؤثر في مهاراتهم اللغوية والمجتمعية، رافضا إعطاء الطفل الذي يقل عمره عن عامين أي جهاز ذكي، حيث إنه يكون في تلك المرحلة في طور النمو والتعلم، وإعطاؤه جهازا يشغله عمن حوله ويعزله عن محيطه الخارجي قد يتسبب له في الكثير من المشاكل على المدى القصير والبعيد.
 
الميل للعدوانية
وأضاف، يجب ألا يعطى الطفل جهازا ذكيا لأكثر من ساعتين يوميا، بشرط أن يكون تحت إشراف أحد البالغين لمعرفة طبيعة الألعاب التي يمارسها، حيث إن بعض الألعاب لا تناسب الأطفال وتجعلهم أكثر ميلا للعدوانية، وعند الأطفال الأكبر سنا سيعتقدون أن البطل هو من يخالف القوانين بسبب مشاهد العنف في تلك الألعاب وغيرها من الأمور السلبية.
 
فقد الهوية
ورفض الشمراني أن تكون حجة الأهالي لإسكات أطفالهم هو إعطاؤهم الأجهزة الذكية، حيث إن الطفل لا يعرف مصلحته، وشراء سكوته بإعطائه جهازا يفقده جزءا من هويته ومهاراته الاجتماعية أمر غير مقبول، وعلى الأهل إشراك أبنائهم في أنشطة اجتماعية وترفيهية وتعليمية تغنيهم عن الالتصاق بالأجهزة الذكية.
مشددا بمراقبة ما يتصفحه أبناؤهم ومعرفة من يتواصلون معهم، خاصة في ظل كثرة البرامج والمواقع التي قد تعرض أشياء لا تناسب مجتمعنا وتقاليدنا.
 
مشاكل التركيز
وكانت دراسات سابقة قد أوضحت أن كل ساعة يقضيها الطفل في مشاهدة التلفزيون يوميا تزيد احتمالية تعرضه لمشاكل في التركيز مستقبلا بنسبة %10، والأمر ينطبق كذلك على الأجهزة الذكية، فبقاؤه عليها لمدة 3 ساعات يعني إمكانية إصابته بمشاكل التركيز التي قد تصل إلى %30.
وأجرت مجموعة سوبيريور للاستشارات دراسة نشرت مؤخرا، أظهرت أن %59 من الأطفال في منطقة الشرق الأوسط لديهم نوع جديد من الرهاب يسمى نوموفوبيا، وهو شعور بالخوف من فقدان الهاتف المحمول أو السير بدونه
 
 
 
* قام بكتابته الدكتور "حسين الشمراني" استشاري النمو والسلوك بمستشفى الملك فيصل التخصصي

Total time: 0.0463