تحدثت المراسلة الصحفية الأميركية لقناة CNN، كلاريسا وارد، عن زيارتها الأخيرة لمدينة حلب أمام مجلس الأمن الدولي.
وقالت وارد إنها اعتادت، في زيارتها الأولى، أن تسمع أصوات القصف المتكرر في المدينة، وأنها كلما اقتربت من حلب ازداد ارتفاع هذه الأصوات.
وعندما وصلت الصحافية الأميركية إلى منطقة حريتان، لم يعد الأمر مقتصرا على السماع فحسب، بل إنها رأت بعينيها قصف المدفعية للمدينة المحاصرة.
وانطلقت وارد مع الوفد المرافق لها إلى أحد المنازل، حيث مكثت رفقة عائلة سورية. ووصفت الوضع بالمكان، إذ قالت إن السيدات بهذه العائلة كُنّ يبكين في صمت "في انتظار الانفجار القادم".
وفي الساعة الخامسة فجرا، بدأت الطائرات الحربية في التحليق فوق الرؤوس، وقامت بإلقاء برميل متفجرة على الحي.
وبعدما خرجت وارد من المنزل، هالها حجم الدمار الذي رأته، إذ وصفت الوضع بأنه "لا يمكن أن يزداد سوءا".
وعندما عادت الصحافية إلى مدينة حلب مجددا في شهر شباط/ فبراير الماضي، قال لها الأطباء إن المستشفيات تعتبر "هدفا مفضلا" للطائرات الروسية.
وأكدت وارد أنه على الرغم من تغطيتها لأحداث الحروب والنزاعات طيلة 12 عاما، لم تختبر شيئا مماثلا لذلك الذي رأته في سورية، مضيفة: "لم يكن هناك شيء سوى الغبار والحصى".
وقالت إنه على الرغم من أن المشهد العام للمدينة يوحي بانعدام الحياة، وسط بقايا المباني، إلا أن هناك أشخاصا يعيشون بين الخراب.
وأوضحت مراسلة قناة CNN أن بعض ساكني المدينة رفضوا النزوح منها، "لأنهم يفضلون الموت على ترك منازلهم".
وأضافت وارد أنهم يعرفون استراتيجية القصف المتبعة من قبل النظام السوري، وهي "اقصفهم وقم بتجوعيهم لكي يغادروا"، طبقا للصحافية الأميركية.
وأشارت إلى أنه عندما يتم التحدث عن "خيار للخروج السلمي للمدنيين"، فإن معظم هؤلاء الأشخاص يتم تحميليهم في باصات ثم "لا يرون نور الشمس مجددا".
وقالت أيضا إنه "لا توجد ثقة" في النظام السوري واتفاقيات وقف إطلاق النار، ولا في قوى المجتمع الدولي أيضا.
واختتمت مقالها بالتأكيد على أنه "لا يوجد منتصرون في حلب".
المصدر: CNN