اجربت صحيفة الشرق الاوسط السعودية حواراً مع السفير الامريكي في اليمن "ماثيوتولر" حول الاوضاع اليمنية، واسقطت الصحيفة سؤال اخير للسفير الامريكي حول مستقبل صالح السياسي في اليمن.
وكان السؤال هو:
س : هل لدى علي عبدالله صالح مستقبل في اليمن ؟
فكان جواب السفير الامريكي بقوله: "هذا أمر يقرره الشعب اليمني".
مقابلة السفير الامريكي نشرتها صفحة السفارة الامريكية على فيسبوك كاملة وفميا يلي نصها:
مقابلة السفير ماثيو تولر مع الشرق الأوسط
26 اغسطس 2016م
البيان الأفتتاحي
أثمرت اللقاءات التي عقدها الوزير كيري في جده بتاريخ 25 أغسطس مع كلٍّ من وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ، والمملكة المتحدة ، أتمرت طريقاً جديداً للمضي قدماً نحو حل سلمي للصراع اليمني .
وكان الهدف من اللقاءات هو إنهاء العنف ، وإنهاء الحرب ، والتعامل مع الوضع المقلق جداً في اليمن والذي لم يتسبب إلى الآن بقتل مايزيد عن 6500 فحسب ، بل وأصبح يمثل أزمة إنسانية بحجم هائل وتهديد أمني متنام ، وأستطيع أن أضيف بأن الولايات المتحدة كانت أكبرمانح للمساعدات الإنسانية لليمن إلى الآن ، وفي جده ، أعلن الوزير كيري بأننا سنشارك بمبلغ 189 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة ، ونحث الدول من داخل المنطقة ومن خارجها على رفع مساهماتها أيضاً .
أتفق الطرفان على مسار أمني وسياسي بالتواز يحقق الأهداف المنشودة للحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دولياً ، وللحوثيين ، وهذا اختراق وفرصة للسلام ، ونهاية لمعاناة الشعب اليمني .
وهذا النهج يلبي مطالب الطرفين ، بما في ذلك الحوثيين ، لأنه ينص على نزع السلاح والانسحاب ، ويتفق الطرفان في ذات الوقت على تشكيل حكومة وحدة وطنية . وهذه مبادرة جديدة تحقق اتفاقاً شاملاً ، وليس هناك سبب لعدم وقف القتال والمضي نحو السلام .
لم يبق سوى عمل الأطراف على التفاصيل عبر المفاوضات ، ولكن بشكل عام ، فإن الاتفاقية ، في مرحلتها الأولى ، ستتضمن التشكيل السريع لحكومة وحدة وطنية جديدة تتقاسم الأطراف السلطة فيها ؛ وانسحاب القوات من صنعاء ومناطق أخرى مهمة ؛ وتسليم جميع الأسلحة الثقيلة ، بما في ذلك الصواريخ الباليستية ، من الحوثيين إلى طرف ثالت . ولا يتوجب على أحد الطرفين تنفيذ أيٍّ من هذه الخطوات حتى يتم التوصل إلى اتفاق على جميع الخطوات ، وأن المجتمع الدولي سيكون الضامن للاتفاق .
إعتباراً من اليوم ، سيبدأ المبعوث الخاص ، إسماعيل ولد شيخ أحمد ، فوراً بسلسلة من المشاورات مع الأطراف للعمل على التفاصيل النهائية لهذا النهج ، وإذا ماوافقت الأطراف على الإنخراط بعملية شرعية ، فإن هذا سيمكن من استئناف اتفاقية وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها بتاريخ 10 أبريل من هذا العام .
إن العنصر الجديد في هذا النهج الموصل للسلام في اليمن هو أنه لايترك شيئاً لأي تخمينات مستقبلية إذ أنه يحتوي على وضوح في كيفية بناء الثقة ، وكيف تبدو النتائج النهائية ، وكيف يمكن للأطراف الوصول إليها .
إنه نهج عادل للغاية . وإذا لايستطيع الحوثيون أن يروا حكمة هذا النهج ، فإن المجتمع الدولي سيفهم المعارضة تماماً ، ومن أين تأتي ، وما هي مشكلة تحقيق الحل السياسي العادل في اليمن .
س : لماذا تعارض الولايات المتحدة تحرير صنعاء من قِبل قوات حكومة الجمهورية اليمنية ؟
ج : ليس هناك حل عسكري للصراع اليمني سوى التسوية السياسية التي ذكرت بعاليه يتوافق بشأنها جميع الأطراف والتي يمكنها أن تحقق السلام والاستقرار .
س : لماذا فشلت الولايات المتحدة في اتخاذ موقفاً ثابتاً على الأعمال الأحادية للإنقلابيين ؟
ج : ولكننا اتخذنا موقفاً ثابتاً ، فبتاريخ 20 أغسطس أصدرنا مع شركائنا في مجموعة السفراء الثماني عشر بياناً عاماً يذكر بأن تشكيل الحوثيين وأنصار صالح لما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى كان عملاً أحادياً وغير دستورياً ، كما ذكرنا علناً بأنه يزيد من معاناة اليمنيين ويجعل البحث عن السلام أكثر صعوبة .
س : يعتقد بعض اليمنيين بأن الإعلان عن المحلس السياسي الأعلى أتى نتيجة لضوء أخضر من دولٍ مُعيّنة .
س : إلى أي مدى يجب أن يخشى اليمنيون من أن تعيق روسيا حلاً عسكرياً للحرب ، أو لإنها الانقلاب ؟ وهل تتوقعون تدخلاً عسكرياً روسياً في الحرب ؟
ج : إن روسيا الاتحادية عضواً في مجموعة الثمانية عشرة ، وبيناتها ، بما في ذلك البيان الذي ذكرت بعاليه ، تدعم الحل السلمي للصراع اليمني ، ولم نر أي علامات لتدخل عسكري روسي في اليمن .
س : ماهي الرؤية التي ترتئيها الولايات المتحدة لليمن على ضوء رفض الحوثيين وصالح ، وهل تعتزمون استخدام ضغطا حقيقياً ؟
ج : نحن ملتزمون بتحقيق حل سلمي للصراع ، وكما ذكرت ، فإننا ، وشركائنا في مجموعة الثمانية عشرة ، ندعم بقوة النهج العام للمضي قدماً في اليمن ، كما نص على ذلك مقترح مبعوث الأمم المتحدة .
يحب على جميع الأطراف العودة إلى وقف القتال ، والتوقف عن الهجمات العسكرية ، والعودة إلى طاولة المفاوضات ، وفي غياب هذه الأوضاع ، فإن الشعب اليمني سيستمر في حرمانه من الاسقرار ، والسلام الذي طالما استحقوه .
س : إلى أي مدى يمكن تبرير خوف المملكة العربية السعودية ، ودول الخليج الأخرى ، من ملشيات تسلحها إيران ؟
ج : لم تقم إيران بدور مساعد في اليمن . ويزعجنا كثيراً استخدام صواريخ إيرانية في الصراع اليمني ووضعها قريباً من الحدود السعودية حيث تهدد جارة اليمن ، ويجب على إيران أن تقرر ما إذا كانت تريد أن تقوم بدور بناء يحقق الأمن والسلام في المنطفة ، أو أنها تريد الاستمرار في تغذية الزعزعة .
س : ماهي اختيارات المجتمع الدولي فيما إذا استمر الحوثيون وصالح في رفضهم للانسحاب من المدن ، أو تسليم الأسلحة (الثقيلة) ؟
ج : الوسيلة الوحيدة لإنهاء الصراع هي عبر المفاوضات التي تنهي القتال ، وتشكل حكومة وحدة وطنية وينتج عن ذلك انسحاب المليشيات من المدن الرئيسية ، وتسليم الأسلحة الثقيلة ، ولدينا خارطة طريق بموجب مقترح المبعوث الخاص للأمم المتحدة مدعومة من دول مجلس التعاون الخليجي بتاريخ 25 أغسطس .
س : حقق الغرب " الهدنة الاقتصادية " إلا أن الانقلابيين أساءوا استخدام أموال البنك المركزي في دعم مجهودهم الحربي ، أليس لدى حكومة الجمهورية اليمنية الحق في السيطرة على عائداتها الخاصة ؟
ج : أود أن توجهوا هذا السؤال إلى حكومة الجمهورية اليمنية التي يجب عليها أن تتخذ قراراتها الخاصة بإدارتها لاقتصاد البلاد بطريقة تقلل من إرباك الشعب اليمني ومعاناته .
س : ماهو تقييم الولايات المتحدة للحرب ضد الارهاب في الجنوب ، وما هو دور الولايات المتحدة ؟
ج : حققت قوات الجيش اليمني تقدماً جيداً في تحرير مناطق معينة في الجنوب من الإرهابيين ، إلا أنه بقي أمامها الكثير من العمل لتنجزه ، وتواصل الولايات المتحدة مساعدتها للقوات اليمنية بحهودها لمحاربة المتطرفين ، وإعادة السلم والاستقرار الذي يستحقة كل اليمنيين .
س : بناءاً على معلوماتكم الاستخباراتية ، هل تشكل داعش تهديداً على اليمن بنفس درجة التهديد الذي تمثله في العراق وسوريا ؟
ج : بالرغم من أنني لا أستطيع التعليق على المعلومات الاستخباراتية ، إلا أننا لم نرى ذات القدر من اختراف داعش في اليمن الذي رأيناه في العراق وسوريا ؛ ولكن تبقى القاعدة في شبه الجزيرة العربية تشكل تهديداً على المواطنين اليمنيين العاديين .
س : يُعتبر جنوب اليمن موضوعاً حساساً ، ويقول الغرب بأنه يدعم بلداً موحداً ، ولكن كيف يمكنه أن يضمن وحدة اليمن ؟
ج : إن الولايات المتحدة ، مع شركائنا في مجموعة الثمانية عشرة ، ملتزمة بقوة بمساعدة اليمنيين في إنهاء الصراع عبر المفاوضات الهادفة إلى تشكيل حكومة شاملة تمثل كافة أقاليم اليمن بما في ذلك الجنوب ، وأننا نؤمن بقوة باليمن الموحد كأفضل ضمان للسلام ، والازدهار للشعب اليمني .
س : البعض يعتبر اللجنة السياسية العليا التي شكلها الحوثيون وصالح بمثابة الإعلان عن الإنفصال . هل تتوقعون انقسام البلاد ؟
ج : إننا نعتقد بأنه إذا عمل اليمنيون معاً في العملية التي اقترحتها الأمم المتحدة ، فأنه بالإمكان إيجاد حل شامل ومستقر يلبي مطالب كل اليمنيين ، ونتوقع أن يبقى اليمن موحداً .
س : هل لدى علي عبدالله صالح مستقبل في اليمن ؟
ج : هذا أمر يقرره الشعب اليمني .