اخبار الساعة - محمد داوود
لا تزال جلسات الاستماع مستمرة بعد فصل القاضي روبين كامب إثر إثارته غضبًا واسعًا، بعد أن علّق في محكمة في إحدى مقاطعات مدينة كالغاري الكندية العام 2014على إدعاءات فتاة بالاغتصاب ما مفاده أنها كان بإمكانها القيام بأمر ما يحول دون اغتصابها.
وأخبر القاضي كامب خلال المحاكمة الضحية أن الألم والجنس أحيانًا يكونان مترافقين، كما نعتها بالمتهمة، وقادت تعليقاته إلى إلغاء المحاكمة وبدء محاكمة أخرى استدعي فيها المغتصب المزعوم أليكساندر سكوت وايغار للقضاء.
وخلال جلسة الاستماع قالت الضحية البالغة من العمر 24 عامًا إن معاملة القاضي كامب جعلتها تكره نفسها، كما جعلتها تشعر أنها كان يجب عليها القيام بأمر ما كما أشعرها أنها فاسقة.
وأضافت كان يعلق قائلاً: لماذا لم تغلقي رجليكي وركبك، أو لماذا لم تضعي مؤخرتك في الحوض؟ ما الذي استفاده من طرح هذه الأسئلة؟ وما الذي توقع مني قوله بعد سماع مثل تلك التعليقات؟ شعرت عندها بالدوار وتمنيت لو يغمى علي حتى يتوقف، كنت مشوشة للغاية أثناء المحاكمة.
وأشارت إلى أنها محبطة للغاية من النظام القضائي، وأكبر همها هو أن تتراجع الضحايا عن إشهار تعرضهن للاعتداء الجنسي بسبب ما قرأته في الصحف من كلمات القاضي كامب.
تؤكّد الإدعاءات ضد القاضي كامب التي رفعها أربعة أساتذة قانون أن تعليقاته عكست معارضته لقوانين وضعت لحماية سلامة الشهود الضعفاء، وتدل على التفكير النمطي والمنحاز، وتؤكّد أن الأسئلة التي سألها للشاهدة المقدمة للشكوى تعكس اعتماده على افتراضات نمطية غير قابلة للتصديق حول الطريقة التي يجب أن تتصرف بها ضحية الاعتداء الجنسي.
وعلى الرغم من فصل القاضي كامب، إلا أنه ظل يدافع عن مكانه كقاضٍ وأشار إلى أنه سيعتذر عن تصريحاته.
لا يزال القاضي كامب يخطط للدفاع عن نفسه خلال جلسة الاستماع فقال في مذكرة الرد على الاتهامات المزجهة ضده، إنه يوافق على أن هذه التعليقات كانت غير لائقة ولا تراعي حساسية الموقف.
وأفادت المذكرة أن القاضي كامب يعتقد أن بإمكانه الإسهام إيجابياً كونه عضوًا في القضاء الكندي، وسيسعى جاهدًا لمواصلة التحسن واستمرار التعلم، هو يؤمن بأن تدريباته وجلسات الاستشارة النفسية والعملية ككل جعلته قاضيًا أكثر تسلحًا بالمعارف الضرورية للحكم في القضايا بتعاطف وحكمة ومراعاة لحساسية المحتوى اجتماعيًا كما يطمح جميع القضاة.
إضافةً إلى أنه يدرك الآن أن بعض أحكامه كانت ملوثة ببعض الاعتقادات النمطية والخرافات التي فقدت مصداقيتها.
وأشارت المتحدثة باسم المجلس القضائي الكندي جوانا لابرت لصحيفة ذي صان أن جلسات الاستماع أمام مجلس القضاء نادرة، فقالت أنشئ المجلس العام 1971 ومنذ ذلك الوقت لم يقدم سوى 11 تحقيقًا عامًا، فهذا وضع غير متكرر.
وأوضح ناشطو حقوق المرأة أن هذه القضية خير مثال على سبب خوف النساء من الإبلاغ عن الاعتداءات الجنسية.