يجتمع حوالي مليوني مسلم من حول العالم في مكة، وهي أكثر الأماكن قدسية في الإسلام، لتأدية فريضة الحج، ويؤمن المسلمون أن الحج فرصة لتقوية الروابط الإنسانية، ويرمز للمساواة بين الجميع أمام الله، وهي رحلة على كل مسلم بالغ قادر صحيح من كل لون وجنس القيام بها مرة في العمر، ولكل حاج قصة لرحلته إلى الديار المقدسة.
وجمعت مراسلة "بازفيد" عائشة غاني بعض هذه القصص من وكالات الأنباء والصحف المحلية في البلدان المسلمة، وضمنتها في هذا التقرير، الذي ترجمته "عربي21".
القصة الأولى من الصين: وصل شاب صيني اسمه محمد إلى الطائف على الدراجة لأداء الحج، واستقبله نادي الدراجات فيها، وقطع محمد، بحسب التقارير المحلية، 5 آلاف كيلومتر من بلدته في إقليم تشينيانغ في شمال غرب الصين، واستغرقت رحلته أربعة أشهر.
القصة الثانية من روسيا: غادر بلاط نسيب عبد الله (24 عاما) روسيا في اليوم الأول من رمضان في 6 حزيران/ يونيو، على ظهر دراجة لأداء الحج في مكة، واستقبله مسؤولون في المدينة المنورة، بحسب وسائل الإعلام السعودية.
القصة الثالثة من الهند: وهي قصة الكهربائي الذي بدأ رحلته مشيا على الأقدام من بنغالور، واسمه محمد رحمة الله خان، وأخذ على نفسه عهدا بالمشي على الأقدام إلى مكة لأداء فريضة الحج، ولأول مرة.
وتقول محطة إذاعية هندية قابلته في شباط/ فبراير إنه خطط للسفر عبر باكستان وأفغانستان والعراق، قبل وصوله إلى السعودية، وقال خان إنه كان يأمل بقطع مسافة ما بين 30 إلى 40 ميلا في اليوم، من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة السادسة والنصف مساء، ولا يعرف إن كان وصل إلى مكة أم لم يصل بعد.
القصة الرابعة من العراق: وهي قصة حجاج عراقيين سافروا عبر الصحراء، وأظهرت صور على الإنترنت قوافل من الحجاج في حافلات على الطريق الصحراوي بين السعودية والعراق، بحراسة طائرات عسكرية، وبحسب نظام الكوتا يسمح لحوالي 30 ألف عراقي بأداء الحج.
القصة الخامسة من كينيا: مريض بالسرطان حصل على أمنيته الأخيرة، عندما طلب من الذين يتمنون له الشفاء مساعدته على تحقيق أمنيته، حيث حصل عبدي عزيز أدن (23 عاما)، الذي يعاني من سرطان العظام، على أمنيته الأخيرة بالسفر إلى الحج، وفي شريط فيديو نشر على الإنترنت، قال إنه يحلم بأداء الحج بعدما أخبره الأطباء في الهند، حيث كانت يتلقى العلاج، أن المرض تمكن منه، ولم يبق أمامه سوى ثلاثة أشهر للعيش، واستطاع عبدي السفر هذا الأسبوع، بعدما جمع كينيون له عبر مواقع التواصل الاجتماعي مبلغا لتمويل حجه، ومنحت له السفارة السعودية في نيروبي تأشيرة حج.
القصة السادسة من ماليزيا: وهي قصة زوجين أصمين وأبكمين، اللذين يدخران لحجهما منذ عشرة أعوام، والتقى إسماعيل مود دوم وروزني إسماعيل في مصنع، وتزوجا قبل 40 عاما، ويدخران للحج منذ 2006، وفي أثناء مؤتمر صحافي في مكة حمل الزوجان يافطة مكتوبا عليها رسالة لأبنائهما، كتب فيها: "نحن بصحة جيدة، لا تقلقوا علينا".
القصة السابعة من مخيمات اللاجئين السوريين: بعد إنشاء لجنة الحج السورية، التي سمح بموجبها اتفاق بين الائتلاف الوطني السوري والمملكة العربية السعودية بقدوم 12 ألف حاج من مخيماتهم في تركيا ومصر ولبنان، ومع بداية الثورة كان عدد الحجاج السوريين قليلا؛ بسبب منع السعودية منح تأشيرات للسوريين.
القصة الثامنة من سيراليون: سافر مواطنو هذا البلد إلى الحج لأول مرة منذ اندلاع وباء "إيبولا" عام 2014، ويبلغ عدد الحجاج من سيراليون لهذا العام 800 شخص.
القصة التاسعة من أندونيسيا: يبلغ عدد الحجاج الأندونيسيين على قائمة الانتظار 3.2 ملايين شخص، وينتظر الأندونيسي الراغب بالحج 37 عاما، بحسب مدير جمعية الحج والعمرة جوكو أسمورو، وتعطي السعودية أندونيسيا، وهي أكبر بلد مسلم من ناحية عدد السكان، أعلى حصة، ويصل منها كل عام 200 ألف حاج.
القصة العاشرة من غزة في فلسطين: لا يستطيع سكان القطاع مغادرته، إلا أن السلطات المصرية فتحت معبر رفح هذا الشهر، حيث سافر منه ألفا حاج، وتواصل مصر إغلاق الحدود منذ ثلاث سنوات، في تشديد للحصار على القطاع، والمفروض منذ عام 2007.