أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

روسيا تحرج أمريكا وتسرب بنود خطيرة من الاتفاق في سوريا

- وكالات
منذ الساعات الأولى لإعلان الاتفاق “الأمريكي الروسي” (المشبوه) في سوريا، عملت واشنطن على حجب بنود الاتفاق عن الدول الإقليمية وحلفائها وحتى المعارضة السورية، الأمر الذي أثار حفيظة باريس؛و التي طالبت بدورها يوم أمس بالكشف العلني عن بنود ذلك الاتفاق، في حين أن روسيا لم تمانع في الخروج إلى العالم وتكشف تفاصيل الاتفاق الذي كان تتويجاً لعشرات اللقاءات والمشاورات مع الجانب الأمريكي؛ بل وذهبت موسكو إلى أبعد من ذلك عبر عزمها نقل الاتفاق إلى أروقة مجلس الأمن.. لكن في الضفة الأخرى وفي مقابل الاندفاع الروسي، كان يقابله برود و تردد وحذر وحتى تخوف أمريكي.. ليتبين اليوم أن الاتفاق لا يشمل مصير الأسد أو حتى العملية الانتقالية في سوريا، الأمر الذي يؤكد تملص واشنطن من عشرات التعهدات السابقة في سوريا، ويهدد بنسف العملية السياسية في البلاد برمتها.
 
واشنطن ترضخ للمطالب الروسية: تحييد مصير بشار وترحيل العملية الانتقالية
 
فقد خرج “ميخائيل بوغدانوف” نائب وزير الخارجية الروسي، صباح اليوم الجمعة، ليعلن بشكل رسمي أن اتفاق موسكو وواشنطن حول سوريا لا يشمل مصير الأسد، أو المرحلة الانتقالية في سوريا.
 
ونقلت وكالة “نوفوستي” عن بوغدانوف قوله “إن الاتفاق الروسي الأمريكي الذي تم التوصل إليه في جنيف في 9 أيلول لا يتضمن مصير بشار الأسد أو العملية الانتقالية في البلاد لأن ذلك مسألة سورية بحتة، معتبراً أن “مجموعة دعم سوريا” قد تبنت وثائق مهمة بهذا الشأن بمشاركة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.
 
ورأى الدبلوماسي الروسي أن قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي أقر بالإجماع ينص بشكل واضح على وقف إطلاق النار ومسائل الأمن ومكافحة الإرهاب وتقديم المساعدات الإنسانية.
 
وأضاف أن ما تم الاتفاق عليه في فيينا ونيويورك ومجلس الأمن الدولي يمثل الخطة الوحيدة التي تدعمها موسكو وتدعو الآخرين لتنفيذ الالتزامات المترتبة على تلك الاتفاقات الدولية، وفق قناة “روسيا اليوم”.
 
بوغدانوف يسخر من خطة كيري البديلة
 
وشدد نائب وزير الخارجية الروسي على بلاده لا تملك أي خطط سرية بشأن حل الأزمة في سوريا، قائلاً: “على خلاف تصريحات علنية لبعض المسؤولين الغربيين والعرب حول وجود خطة “ب” لديهم، نؤكد باستمرار عدم وجود أي خطط سرية يطلق عليها “ب” أو “ج” لدينا”، وذلك في تهكم على تلويح وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” في مطلع الجاري، بأن بلاده أعدت خطة “ب” في حال عدم تطبيق موسكو التزامتها في سوريا.
 
ومطالب بضمان التهدئة من قبل الفصائل الثورية!
 
وطالب بوغدانوف الولايات المتحدة بالضغط على المعارضة السورية المسلحة من أجل الانضمام إلى نظام وقف القتال، مدعياً أن موسكو لا تتوقع أي انتهاكات لنظام الهدنة في سوريا من قبل نظام الأسد، مضيفاً :”إن ذلك سيكون اختباراً لجميع المشاركين في العملية”.
 
واتهامات للمعارضة بتعطيل المفاوضات!
وعلى الرغم من أن روسيا تصادر القرار السياسي والعسكري في سوريا، وطائراتها الحربية تواصل قصف المناطق المحررة رغم اتفاق “الهدنة”، دعا بوغدانوف إلى “عدم السماح بأن تصبح العملية السياسية في سوريا رهينة لقوى مضرة لا تريد المشاركة في المفاوضات السورية”، معتبراً أن تعثر المفاوضات حدث “بسبب انتهاك الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة مبدأ عدم طرح شروط مسبقة لإجراء اتصالات مع النظام “، وبطبيعة الحال يقصد بوغدانوف الشروط المسبقة للمعارضة هي المطالب برحيل بشار الأسد من السلطة مع بدأ العملية الانتقالية.
 
وأضاف أن “غياب ممثلي “الهيئة العليا للمفاوضات” في جولة جديدة من المفاوضات سيؤثر بشكل مباشر على فعاليتها، وكذلك غياب الأكراد وممثلي قائمتي “موسكو” و”القاهرة” وغيرها من جماعات من اعتبرها “المعارضة السورية”، مؤكداً دعم بلاده المبدئي في “حق” حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي بزعامة “صالح مسلم” بالمشاركة في عملية المفاوضات، وذلك باعتبار أن هذا الحزب من “أكبر” القوى المكافحة لتنظيم داعش.

Total time: 0.0338