نشر موقع “ناشيونال إنترست” تقريرا عن العلاقة السعودية الأمريكية مشيراً إلى أن 4 من أعضاء الكونجرس الأمريكي رعوا مؤخرا مشروع قانون بشأن منع بيع أسلحة للسعودية بقيمة 1.15 مليار دولار يتوقع أن توفر أكثر من 11 ألف وظيفة أمريكية، وبرروا مشروع القانون بالصراع في اليمن والوضع الإنساني المتدهور فضلا عن الضرر بالأمن القومي الأمريكي.
وأضاف الموقع في تقرير ترجمته وطن أن هؤلاء الأعضاء تحدثوا عن عدم وجود رصيد كاف لدى المملكة العربية السعودية في التزامها بحماية المدنيين، فضلا عن عدم تقديم المساعدات الإنسانية لليمن. أما المبرر الثاني فكان أن إتمام الصفقة يهمل السياق الاستراتيجي الذي ظهر عبر تشكيل تحالف عربي تحت قيادة الرياض وتدخله في اليمن. ثالثا، فإنه من الأهمية الأساسية للأمن القومي الأمريكي أن يكون في اليمن حكومة مركزية قوية ومستقرة وكذلك بنية دولة فاعلة.
وأوضح ناشيونال إنترست أنه من المهم أن تدعو أمريكا السعوديين إلى احترام المعايير الإنسانية، كما على المملكة العربية السعودية بذل جهود جادة للحد من الخسائر في صفوف المدنيين وتقديم المساعدات لليمن. لكن حقيقة الأمر أن الجيش الأمريكي متورط في تلك الجرائم أيضا لأنه يوجد بالمقعد الأمامي في مركز قيادة قوات التحالف العربية في الرياض.
ولفت الموقع إلى أن الولايات المتحدة تخشى انسلاخ حلفائها من تحت يدها، لذا تحاول تنفيذ رغباتهم حتى لا تخلق فراغا استراتيجيا في الشرق الأوسط، لا سيما وأن حلفاء الولايات المتحدة يشعرون بأن واشنطن لم تعد حليفا موثوقا به، وأنه ليس لديهم خيار سوى أن يأخذوا هم بأنفسهم زمام الأمور في أيديهم. وعزز هذا السياق الدولي ووجود تهديدات خطيرة في الشرق الأوسط، لا سيما التوسع الإيراني بعد عزلتها والعقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة عليها.
وأشار ناشيونال إنترست إلى أن إيران غير قادرة على الاعتماد على الأدوات المعتادة للدولة القومية صاحبة التأثير على اللاعبين في الساحة الدولية ونتيجة لذلك، طهران تلجأ إلى الجهات الفاعلة غير الحكومية، مثل جماعة عصائب أهل الحق في العراق وحزب الله في لبنان، وخلية العبدلي في الكويت، والحوثيين في اليمن، وتتجه لبناء تحالفات مع هذه الجهات الفاعلة غير الحكومية والتأثير على سلوكهم، وتعتمد إيران على الطائفية كأداة لخلق هذه التحالفات. وبالتالي، فإنه ليس من قبيل المصادفة أن كل هذه الميليشيات تنتسب مع الإسلام الشيعي.
واستطرد الموقع الذي ترجمة وطن تقريره أنه من أجل أن تكون هذه الجهات الفاعلة غير الحكومية جاذبة وناجحة في التجنيد والتعبئة، يجب أن يكون هناك تزايد حول الشعور بالهوية الطائفية، والتي يمكن تحقيقها من خلال الصراعات الطائفية. وبالإضافة إلى ذلك، الحكومات المركزية يجب أن تضعف وتغرق في منهجية الفوضى وتقويض أركان الدولة، وتعزز إيران الصراعات الطائفية وهذا يشكل تهديدا خطيرا لسلامة أراضيها وكذلك أمن العالم العربي بأسره، والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص.
وأكد ناشيونال إنترست أن السياسة الإيرانية تقلل من نفوذ وقوة الدول القومية في العالم العربي بعد تمزيقها إلى طوائف السنة والشيعة، حيث فقط عبر الطائفية يمكن لإيران أن تمارس تأثيرا كبيرا في السياسة الداخلية لكل دولة عربية، وبالتالي التأثير على السياسة الخارجية، لا سيما بعد أن أصبحت بعض الحكومات الغربية دون وعي عنصرا فاعلا في خدمة التوسع الإيراني.
وشدد الموقع على أن وصول الجيل الثالث من النخب الحاكمة في السعودية إلى صفوف القيادة، فضلا عن إنشاء لجنة للبيعة، كلاهما يرمز إلى وجود تغيير في طبيعة وهيكل السلطة، ويعتبر تغييرا في طبيعة السلطة لهذا الجيل الجديد الذي يفتقد للخبرات الأساسية التي يجب أن تمتلكها النخب الحاكمة.موضحا أن التغييرات الأخيرة أنجبت نظام معقد من التحالفات والقيم التي لم يلتزم بها الجيل الثالث من العائلة المالكة، وبالتالي هذا يتطلب تغييرا جذريا في إطار المنافسة والتعاون.
واختتم ناشيونال إنترست بأنه نظرا للفراغ الاستراتيجي في الشرق الأوسط، فإن خطر التوسع الإيراني، فإن الموقف الاستراتيجي السعودي يتطلب أن تصبح المملكة خط الدفاع الأول عن أمنها. لذا أصبح التعاون مع الولايات المتحدة على أساس تبادل قصير الأجل من الفوائد والمفاوضات المتجددة. الآن، تحول التحالف مع الولايات المتحدة من “النفط مقابل الأمن” إلى ما أسميه “صفقة واحدة في وقت واحد”.