اخبار الساعة - وكالات
تساءلت مجلة نيوزويك عن السبب في إصرار إيران على تصعيد الخلافات مع المملكة العربية السعودية، متسائلة عن سر الرغبة في تسريع المواجهة بين البلدين، وأشارت إلى أن تدخلات إيران في شؤون العراق وسورية، واليمن، وأفغانستان، ولبنان، ومحاولاتها التدخل في شؤون مملكة البحرين، هي السبب الرئيسي في تزايد الخلاف بين الرياض وطهران، إضافة إلى تشجيع الأخيرة للخلافات المجتمعية والطائفية، وهو ما تؤكد المجلة أنه السبب في إعاقة أي جهود لهزيمة تنظيم داعش، وإنهاء الأزمة في سورية واستقرار العراق، ووقف القتال في اليمن، وحل الأزمة السياسية في لبنان.
وتوضح نيوزويك أن هناك خمسة اتجاهات استراتيجية تساعد على تفسير سبب التصعيد الذي تمر به العلاقات بين البلدين:
1- بؤر التوتر
هناك المزيد من بؤر التوتر، التي تقود إلى تصعيد المواجهة، فمنذ ما يسمى بثورات الربيع العربي في عام 2011، زادت إيران رغبتها التوسع في سورية، والعراق، ولبنان، والبحرين، والأراضي الفلسطينية، من خلال دعم حلفائها. ففي سورية، تتمسك الرياض بحتمية الإطاحة ببشار الأسد، الحليف المقرب من إيران، وألمحت إلى استعدادها إرسال قوات للمشاركة ضمن تحالف دولي لتحقيق هذا الهدف. أما طهران فقد أرسلت ولا تزال ميليشيات طائفية إلى سورية لدعم النظام، وفي مقدمتها حزب الله وعدد من الميليشيات العراقية.
2- القيادة السياسية الجديدة
أعلنت القيادة السعودية عزمها تبني سياسة خارجية أكثر حزما، واتباع نهج أكثر حسما للتهديد الإيراني.، بعد السلبية التي أظهرتها الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتجاوزات الإيرانية في المنطقة، فحرصوا على تولي زمام الأمور بأيديهم.
3- سياسة أميركا المتقلبة
لم تهتم إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالانتقادات التي طالتها بسبب برودة علاقاتها مع دول الشرق الأوسط. واقتنع شركاؤها الإقليميون بأن سياسات واشنطن قد تؤدي إلى تقوية عدوهم الإيراني. والنتيجة هي أن دول المنطقة باتت أكثر اعتمادا على نفسها لمواجهة التحديات التي تواجهها. وهو ما أدى إلى تغيير الافتراضات حول الالتزامات الأمنية لواشنطن في دول الخليج.
4- روسيا
تلعب روسيا حاليا دورا متزايدا في الشرق الأوسط، وهو ما تحاول إيران الاستفادة منه لتعزيز نفوذها، رغم أن موسكو لم تبد أي سياسة عدوانية أو مطامع توسعية، تجاه دول الشرق الأوسط.
5- 5 قدرات إيران الهجومية
دأبت إيران خلال الفترة الماضية على تطوير قدراتها الصاروخية بشكل كبير، وظلت جهودها مركزة خلال السنوات الماضية لزيادة دقة صواريخ وتحويلها من دفاعية إلى هجومية. وهذا لا يعني أن قدرات إيران العسكرية المعززة سوف تشجعها على التصرف بطريقة غير منطقية أو تجاهل وجود واشنطن العسكري الهائل في المنطقة.
وتخلص المجلة إلى أنه رغم أن هناك فجوة بين علاقات البلدين قبل مجيء الرئيس أوباما إلى البيت الأبيض، إلا أن فترة رئاسته شهدت تزايد نفوذ إيران وتوسع سياستها العدائية، لاسيما بعد توقيع الاتفاق النووي، لذلك فإن تخفيض التوتر بين البلدين، عبر كبح سياسات إيران الخارجية، سيكون أول تحد أمام الرئيس الأميركي الجديد.