اخبار الساعة - متابعة
مضيفٌ جوي سابق كشف أهم النقاط لضمان الراحة والأمان والخدمة الجيدة في الرحلات الجوية، حيث يقول “قطعت مقاعد الطائرة شوطاً كبيراً: فكانت تُصنع من الخوص في البداية. ومع ذلك اسأل أي مضيف جوي وسيخبرك أنه يسمع شكاوى باستمرار. فهل بعض المقاعد أفضل من الأخرى؟ والسؤال الأهم، كيف تتصيد هذه المقاعد لنفسك؟”
كل تفصيلة من تفاصيل مقصورة طائرة الركاب مقصودة، فاللونان الأزرق والأخضر المائل إلى الزرقة مُختاران بعناية لأسباب نفسية؛ لأن درجات هذه الألوان لها شهرة عالمياً ومن المعروف أنها محببة للنفس ومريحة، وإنْ كان الأمر لا ينطلي على الركاب ذوي الطباع الحادة!
وباعتباري أعمل مضيفاً جوياً، فعلي إخبار المسافرين الممتعضين “دفعت مقابل هذا المقعد، وليس مقابل المساحة التي أمامه ولا مساحة الصندوق التي بالأعلى”.ووصل الأمر إلى أن بعضنا يأخذ رشوة على شكل شوكولاتة أو مخبوزات، فيقول المسافر غامزاً بعينه وهو يمد يده بالهدية “سأكون ممتناً لو استطعت إيجاد مقعد أفضل لي”.
ومن الشائع سماع تذمرات بشأن راحة المقعد، والمكان المخصص لوضع القدم أمام المقعد، وبشأن انحناء بعض المسافرين بمقاعدهم. هناك أقاويل بأن بعض المقاعد أفضل من الأخرى، هل هذا صحيح؟ الإجابة باختصار هي: نعم.
أين أكثر المقاعد راحة؟
إن كنت محظوظاً فبإمكانك الحصول على مقعد اقتصادي يسمح لك بالتمدد لمسافة بوصات قليلة، أو يعطيك مكاناً مخصصاً لوضع قدميك أمام المقعد، إن كنت جالساً في المقاعد الأمامية التي يتواجد أمامها حائط أو ممر خروج للطوارئ. أما في مقاعد الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال، فالقصة تختلف تماماً، إذ غامرت الخطوط الجوية وطورت المقاعد على غير المألوف، فأصبح هناك مقاعد أوسع وأكثر راحة، تُمَكِّن المُسافِر من الاستلقاء بشكل تام، 180 درجة ليهنأ الراكب بنوم مريح، في حين أن المقاعد التي تُسمى بالمقاعد ذات الزاوية، الموجودة في بعض الدرجات الأخرى تُمَكِّن الراكب من تغيير زاويته ولكنها غير مريحة. يقول كريس لوبينتو، المؤسس المُشارِك ومدير موقع ExpertFlyer.com المهتم بشئون السفر”بالنسبة للدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال، فالميزة الأساسية، هي مقاعد الاستلقاء، وليس تلك التي تتخذ زوايا مختلفة”. ويقول إن المسافرين الدائمين يصفون تلك المقاعد بأنها غير مريحة وينعتونها باسم ‘مقاعد وتدية’، والسبب هو ما خطر إلى أذهانكم.
أما أندرو شلتون، مدير موقع Cheapflights للبحث عن الرحلات والسفر، فحذّر المسافرين وحثهم على أخذ احتياطاتهم؛ “لأن المقاعد الموجودة أمام صفوف الخروج والمقاعد الخلفية لا تنحني أبداً، وغالباً ما تكون نوافذ المقاعد الموجودة خلف المخرج على أشكال غريبة. أما بخصوص الجلوس بالقرب من المكان المخصص للطبخ فقد يسبب الإزعاج الشديد بسبب إعداد أفراد الطاقم للأطعمة والمشروبات وتقابلهم هناك في الفترات الهادئة خلال الرحلة”.
كيف أختار المقعد الذي يضمن لي الحصول على مساحة في صندوق الأمتعة بالأعلى؟
يقول شلتون “على الرغم من أن الجزء الخلفي من الطائرة يجعلك تشعر بالمطبات الهوائية وتنتظر طويلاً من أجل النزول من الطائرة، إلا أنه يُعد أقل ازدحاماً”.
“ويمكنك الركوب باكراً في معظم الخطوط الجوية إن ركبت في مقعد خلفي، وهذامكسب لك أيضاً إذا أردت الحصول على مكان لحقائبك اليدوية”. وهو أمر يجب أخذه في الاعتبار عند حجز المقاعد من خلال الإنترنت.
هل توجد مقاعد أكثر أماناً؟
وفقاً للدراسة التي قامت بها مجلة Time Magazine عن سجلات الحوادث في إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية (FAA) على مدار 35 عاماً، فقد تبيّن أن المقاعد الموجودة في المنتصف والمنطقة الخلفية من الطائرة، تكون عواقبها أخف والإصابات أقل عند التعرض لحادث. ولكن هذا ليس ضماناً.
وفي توضيح قام به أليسون دوكويت، المسؤول الإعلامي في الإدارة، أخبرنا أنه واقعياً، لا يوجد مكان أمثل للجلوس فيما يتعلق بضمان الوقاية من التعرض لإصابات أو النجاة من الحوادث، وأضاف قائلاً “كل حادثة لها ظروف مختلفة عن الأخرى والحوادث نادرة الحدوث”.
أما إن كان هناك مخرج للطوارئ، يقول كريس لوبينتو “كلما كنت قريباً من الصف المخصص للطوارئ، كنت أقرب للخروج من الطائرة”. وإن كنت في الصف المخصص للطوارئ فهذه قصة مختلفة تماماً.
أحب الغرفة الإضافية المخصصة لصفوف الطوارئ، لكن ما الذي ينبغي علي فعله في حالات الطوارئ؟
يساعد القرب من مخرج الطوارئ بعض المسافرين على إخلاء الطائرة أسرع، أما أولئك الذين يجلسون بجانب النافذة المخصصة لخروج الطوارئ، فمن المُفتَرَض أنهم أصحاب بنية قوية، مما يعني أن عليهم مساعدة الآخرين للإخلاء في حالة حدوث حالة الطوارئ وطلب الكابتن إخلاء الطائرة،.
ووفقاً لنوع الطائرة وحالة الطوارئ واحتياجات مضيفي الطائرة، قد يُطلب من بعض المسافرين فتح نوافذ الطوارئ ومساعدة المُسافرين الآخرين للخروج منها. ومن يجلس بالقرب من مخرج للطوارئ قد يُطلب منه المساعدة في فتح باب أثناء الإخلاء، أو الانزلاق للأسفل ومساعدة الآخرين على النزول والخروج من الطائرة، ما إن يتم فتح الباب.
كيف أحصل على مقعد خالٍ بجانبي؟
يقول شلتون: “عادة ما يفضل الناس الجلوس في المقدمة قدر المستطاع، ولذا ليس غريباً أن تكون المقاعد الخلفية والوسطى من الطائرة هي آخر ما يُحجز، فالمقعد الموجود في منتصف الصف الخلفي، دائماً ما يكون آخر اختيار” بمعنى آخر، إن استطعت التأقلُم مع مشكلات الجزء الخلفي، وتسافر في المواسم المنخفضة (مثل وقت بدء المدارس في الخريف) فبإمكانك الحصول على ما يرغبه الجميع بشدة وهو مقعد خالٍ بجانبك.
أريد أن أوصل رحلتين يفصلهما وقت قصير جداً. كيف أستطيع الخروج من الطائرة بسرعة؟
الإجابة الواضحة التي تأتي على ذهنك، هي أن تجلس في أول الطائرة. ويقول شلتون “إن كنت على علم بأن لديك موعد طيران آخر بعد هبوط طائرتك، فعليك اختيار مكان تستطيع الخروج منه أسرع من غيره”. لكن بعض المسافرين يقايضون تلك المقاعد مقابل مقاعد في مقدمة الطائرة لتغيير أماكنهم.
في حين أن البعض الآخر ممن ليسوا على عجلة من أمرهم، سيسعدهم التبديل مع مقعد آخر مقبول (مثل تبديل مقعد في الممر بآخر في الممر أيضاً)، ويأخذ البعض الآخر رشوة في صورة مال أو عصير كوكتيل مجاني. وفي أسوأ الظروف، تستطيع سؤال مسافر قريب من المقدمة ليبادلك مقعده وقت الهبوط، لكن لا ينفع هذا الأمر إذا كانت الحقائب المحمولة المُحَمَّلة على الطائرة مُخزنة في الصندوق في الخلف.
هل أستطيع تجنب آلام الضغط في أذني؟
للأسف، لا يوجد جزء في المقصورة يخفف من المضايقة التي يتعرض لها المسافرين الذين يعانون من آلام الأذن الناتجة عن الضغط، ومسماها العلمي: رضْخ الأذن الضغطي. يقول دكتور كواي سنايدر، صاحب مؤسسة Aviation Medicine Advisory Service “الإجابة باختصار هي: كل أجزاء الطائرة واحدة فيما تسببه من طقطقة الأذن؛ لأن الضغط الجوي واحد في كل الأجزاء”.
وماذا عن الاضطرابات الجوية؟ هل يقل الشعور بها في بعض المقاعد؟
يمكنك في البداية اختيار طائرات كبيرة الحجم تطير على مستويات مرتفعة، فهناك أخبار جيدة للمسافرين الذين يودون تجنب المطبات الهوائية وهو: الجلوس بالقرب من أجنحة الطائرة أكثر سلاسة من مقدمتها أو ذيلها، كما يقول دكتور سنايدر.
كيف أحصل على الخدمة في وقت مبكر؟
يقول لوبنتو “خدمات تقديم الطعام تبدأ عادة من مقدمة المقصورة. ومع ذلك، فإن بعض الخطوط الجوية يقوم بالتنويع في تقديم هذه الخدمة وفقاً لاتجاه طيران الرحلة؛ هل هي متجهة شرقاً أم غرباً، جنوباً أم شمالاً. وبالنسبة للمقصورات الفاخرة فإن بعض الخطوط الجوية تتيح لك اختيار وجبة مسبقاً عن طريق موقعهم على الإنترنت”. وقد تكون تلك الوجبات نباتية أو مطابقة للحمية التي تتبعها مثل (دهن قليل، خالٍ من الغلوتين) أو أطعمة دينية مثل (الطعام الحلال للمسلمين أو الكوشير لأصحاب الديانة اليهودية)، ووجبات معدة للأطفال.
الخدمة التي تبدأ من الأمام وتنتهي في الخلف قد تضيف عيباً جديداً إلى الجلوس في المقاعد الخلفية. يقول شلتون “هذا قد يعني أن بعض الأطعمة المطلوبة قد تنفد من الطاقم قبل أن تصلك في الخلف، على الرغم من أن هذه الحالة تحدث عادة في الرحلات الطويلة مع الوجبات الساخنة”. في مثل هذه الحالات قد يأتيك طعام نباتي أو وجبة كوشير لم تطلبها.
بعض الخطوط الجوية مثل تلك الموجودة في جنوبي غرب أميركا، تقدم خدمة المشروبات في صينية، فلا تجد عربات تقديم في الممرات. وخطوط جوية أخرى يقدم أفراد طاقمها خدمة أخرى اسمها “الانتشار”: يأتي مضيفان جويان بعربتي تقديم إلى الوسط ثم يتجه كل منهما إلى المطبخ. وعلى الرغم من أن الخدمة ستأتي سريعاً للمسافرين في المقاعد الوسطى، إلا أن هناك عيباً في هذه الطريقة، وهي أنك لا تستطيع الذهاب إلى المرحاض لأن العربات تعيق الممر.
كنت أعمل على طائرة بوينج 727، والتي تتبع تلك الطريقة، عندما جاء رجل ودفعني جانباً، فقلب العربة وانسكبت المشروبات. كان يريد الذهاب للمرحاض في أسرع وقت.
درس لتتعلمه: استخدم المرحاض في المطار أو قبل بدء خدمة تقديم الطعام.
أين أجد أهدأ مكان في الطائرة؟
قبل أن تحسب العوامل المُحيطة مثل بكاء الأطفال والأشخاص الثرثارة المزعجة، فإن مقصورة الطائرة يمكن أن تكون مكاناً عازلاً للصوت. فالضجيج المعتاد يبلغ نحو 105 ديسبل أثناء إقلاع الطائرة، ويصل إلى 85 ديسبل في الطيران على ارتفاع، وهذا الصوت يشبه صوت جزاز العشب الذي يعمل بالبنزين. وعلى الرغم من أن بعض المسافرين أخبروني أنهم يكرهون الجلوس قرب الصالة الأمامية، لأنهم يسمعون أفراد الطاقم يتحدثون إلى بعضهم البعض، إلا أن أندرو وونج مسئول SeatGuru، يوصي بالجلوس في المقاعد الأمامية قدر الإمكان لتجنُّب أصوات مولدات الطائرة.
حتى إن الجلوس في الداخل يساعدك: فمقاعد الممرات أهدأ من المقاعد الموجودة بجوار النوافذ.
هل بعض مقاعد الخطوط الجوية أرخص من الأخرى؟
عملية حجز مقاعد في الطائرة عملية صعبة، فهي ليست مقارنة ما بين متجر يحمل علامة تجارية مقابل منتج يحمل علامة تجارية. يقول أندرو شلتون “العملية الحسابية الخاصة باختيار مقاعد الطائرة تغيرت تغيراً كبيراً في السنوات الأخيرة. فمعظم الخطوط الجوية أضافت ضرائب إضافية لأفضل المقاعد، أو خلقت أسماء جديدة لمقاعد الدرجات الفخمة مثل: اقتصادية فاخرة، أو مكان إضافي مخصص لوضع القدم. وبالإضافة إلى ذلك، يزداد عدد الخطوط الجوية التي تجبرك على اختيار مقعدك وقت الحجز”.
هذا يجعل عملية تخصيص مقعد محدد في الطائرة أمراً صعباً، إن لم يكن مستحيلاً. وأفضل ما بوسعك فعله هو أن تخطط للسفر في وقت مبكر، إلا إن أردت أن تعْلَق في مقاعد خلفية قريبة من المرحاض.
ويضيف شلتون “ثمن التذكرة يعتمد في التكلفة على درجة الخدمة أكثر من اعتماده على تكلفة مقاعد محددة. والخطوط الجوية لديها استراتيجيات دفع صعبة وغير محددة. والقاعدة الأساسية هي: إذا لم تدفع مبلغاً إضافياً لمقعد فاخر، ولست من المسافرين الدائمين، أو لم تتعثر في الدفع مقابل مقعد خلفي مرتفع الثمن، فإنك ستنافس على المقاعد الاقتصادية في وسط الطائرة ومؤخرتها”.
ما الذي يمكن فعله لتغيير المقعد قبل الرحلة؟
بإمكان شركات السياحة سريعة الحركة (نعم يوجد شركات كهذه) أن تساعد المسافر الماكر الذي لا يرغب أن يعلق في وسط الطائرة، على تغيير مقعده قبل الرحلة بوقت قصير. كما يمكنك أن تخدم نفسك عبر الإنترنت: فقط ادخل على النظام عندما يبدأ الحجز المبكر، وانتظر لترى إن كان هناك تغيير في المقاعد في آخر لحظة قبل تسجيل الدخول.
لديك خيار آخر وهو التحدث إلى مسؤول الحجوزات في الخطوط الجوية بالتليفون أو التحدث مع عميل شباك التذاكر عند مكان تسجيل الدخول، أما الملجأ الأخير فهو عميل البوابة الذي لديه صلاحية لتبديل المقاعد حتى موعد الصعود إلى الطائرة.
نصيحة: عندما تطلب تغيير مكانك اطلبه دائماً بابتسامة وسلوك لطيف. لأنه كما تقول الحكمة: تستطيع كسب الناس بالمعاملة الحسنة لا بالمشاجرة.
وعلى الرغم من أن الأسلوب الرقيق وتقديم الشوكولاتة لن يضمنا لك تغيير مقعدك، إلا أنهما لن يضرا بك. واحضر معك بعض حلوى لتقدمها للمسافرين معك في المقاعد المجاورة. إذا إنك لن تستطيع معرفة الوقت الذي سيشتد فيه الصراع على مسند المقعد.