اخبار الساعة
هددت القوات الموالية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بحسم المعركة مع الحوثيين عسكريا واقتحام صنعاء بعد يومين على رفض الحكومة خطة السلام المقترحة من الأمم المتحدة.
ورغم العجز الواضح في حسم المعركة عسكريا بعد نحو عامين على بداية الحرب بإسناد كبير من التحالف بقيادة السعودية الا أن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات الحكومية اللواء محمد المقدشي توعد بتجريد الحوثيين من السلاح بالقوة اذا لم ينصاعوا للسلام المبني على ما قال إنها قواعد حقيقية تحفظ الدولة والشرعية وتصون الكرامة والحريّة لجميع اليمنيين.
وخلال زيارته لجبهات القتال المتقدمة في مديرية نهم شرق صنعاء تحدث اللواء المقدشي عن سعي الحكومة للسلام على أسس سليمة تضمن عدم قيام أي حرب في المستقبل.. كما اطلع على تجهيزات الوحدات التي تم إرسالها الى هناك لإسناد قوات المنطقة السابعة وفي مقدمتها اللواء 29 ميكا "العمالقة"، في خطوة يراد منها تحقيق تقدم آخر نحو العاصمة بعد أكثر من عام على وصول هذه القوات الى فرصة نهم وتوقفها هناك بفعل المقاومة الشرسة التي يظهرها المسلحون الحوثيون وقوات الرئيس السابق والطبيعة الجغرافية الصعبة للمنطقة التي توضح أن الحسم العسكري مكلف الى جانب انه أمر بعيد المنال.
ونقل عن قادة قوات الجيش المرابطة هناك تبني موقف الرئيس هادي الرافض لأي تسوية أو مبادرة لا تستند الى تطلعات الشعب في إنجاز سلام حقيقي ودائم.. مؤكدين دعمهم ومساندتهم للخطوات التي يقوم بها الرئيس وأبدوا استعدادهم التام لاستعادة ما تبقى من المحافظات ومؤسسات الدولة ممن وصوفهم بالانقلابيين مع ان القتال متواصل منذ ما يزيد على عام في مناطق المواجهات دون ان يحرز اَي طرف اَي تقدم فعلي.
ويرى مراقبون ان توازن القوة بين طرفي الصراع الى جانب الجغرافيا والتكتيك الذي يتبعه المقاتلون الحوثيون كلها عوامل لا تعطي الأفضلية لطرف من الاطراف لتحقيق انتصار يحسم المعركة بل ان ذلك يفتح الباب أمام حرب أهلية طويلة الأمد اذا ما استمر رفض مبادرات إحلال السلام والتي كان آخرها مبادرة الأمم المتحدة التي وفقت بين مطالب طرفي الحرب.
ورغم الحديث عن تفضيل خيار الحسم العسكري عاد الرئيس عبدربه منصور هادي وقال إن الحكومة تعاملت بنفس طويل من خلال مشاورات جنيف والكويت وتعاملها بإيجابية مع مخرجاتها بينما رفضها الانقلابيون لأن الشرعية تنشد السلام العادل تحت سقف المرجعيات الدولية المتوافق عليها.
وخلال ترؤسه اجتماعا لكبار مستشاريه ذكر هادي انه يعمل من أجل تحقيق تطلعات شعبه في الاستقرار والتنمية وإنهاء معاناته الكارثية جراء انتهاكات ما أسماه ب "تحالف الشر الانقلابي" وحروبه العبثية، واتهم هذا التحالف بالغطرسة وممارسة الإرهاب والإجرام الذي تعدى حدود اليمن إلى الملاحة الدولية في باب المندب وقال ان ذلك يؤكد ان شرعنة بقاء هذه "العصابة الإجرامية " والتساهل معها سيمثل خطرا دائما ليس على اليمن فحسب بل على دول الخليج والمنطقة العربية والعالم أجمع".
وبشأن خطة السلام المقترحة من الأمم المتحدة أوضح الرئيس اليمني أن تحفظ الشرعية عليها بسبب انها غير عادله وتعتبر خروجا صريحا على قرار مجلس الأمن 2216 الصادر تحت الفصل السابع والتفافا على المبادرة الخليجية ونسفا لمخرجات الحوار الوطني الذي شاركت فيها مختلف القوي السياسية اليمنية.
وشدد هادي على ان حكومته تعمل بنوايا صادقة من أجل تحقيق السلام الدائم وليس ترحيل الأزمات عبر الحلول المفخخة التي لا يمكن ان تصنع سلام في تأكيد جديد على رفضه للخطة الاممية ". وأعاد التاكيد على مطالبته بأن السلام ينبغي ان ينطلق من تنفيذ المرجعيات المتفق عليها والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الامن الدولي 2216 .
وبلغة توضح إدراك الحكومة لصعوبة الحسم العسكري عبر كبار مستشارو هادي عن ثقتهم بأن تنتصر المنظمة الدولية لإرادة الشعب اليمني خصوصا وأن المجتمع الدولي شريك فاعل في عملية التحول في اليمن منذ المبادرة الخليجية والإشراف على مخرجات الحوار واجتماع مجلس الأمن الدولي بالعاصمة صنعاء دعما لتلك المخرجات بحضور أمين عام الأمم المتحدة .
وأشاروا الى أن إرساء السلام في اليمن يتطلب بالضرورة إزالة العوامل التي أدت الى كل ذلك الدمار والخراب والقتل والمعاناة، والمتمثل في الانقلاب على الشرعية الدستورية من قبل أقلية "طائفية مليشاويه" اتخذت من السلاح وسيلة لفرض إرادتها على غالبية الشعب اليمني.
المصدر : وكالات