أيام قليلة ولكن التفاصيل والضغوطات كانت كثيرة وكبيرة حول تصريحات الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي إياد مدني على خلفية إهانته لثلاجة السيسي “المقدسة” التي لا يمكن نقدها ولا الضحك على ما فيها.
72 ساعة كانت كافية لإقالة وزير الحج السعودي الأسبق وإخراجه من الباب الصغير والضيق، زاده ضيقا، بيان منظمة التعاون الإسلامي الهزيل والإنبطاحي والذي لم يخل من التقية والموارية، بعد أن ادعت المنظمة الإسلامية أن إياد مدني قد استقال ولم يُقل لأسباب صحية لا أكثر.
لا نعلم ما مدى مطابقة هذا الإدعاء بأن صحة “مدني” “تعبانة” لصريح المنقول والمعقول، لكننا متأكدون أن الرجل ارتكب من “المكفّرات السيساوية” ما لا يمكن أن يغفره له أحد، فالذات “السيسية” المقدسة خط أحمر لا يمكن تجاوزه مهما حدث.
إن انبطاح السعودية لمصر بلغ القاع ولا يعلم أحد ما هي القرابين التي ستقدمها قيادة المملكة مستقبلا للسيسي رغم كل ما قاله مهرجو الإعلام المصري في حقهم وفي حق شعب لا ناقة له ولا جمل في صراع مصالح ونفوذ وهيمنة وشراء ذمم في المنطقة، فمن يصف السعوديين بجرذان الصحراء و”أولاد العاهرات”، ويهددهم بابراهيم باشا، ولا تحرك السلطات ساكنا لمحاسبته، بل ويواصل تهريجه وسبه وثلبه رغم تحقيق أهدافه، لا يمكن إلا أن يكون مدعوما من أعلى الهرم الآيل للسقوط في أي لحظة.
صراع السعودية ومصر يبقى سياسيا بالدرجة الأولى ولا دخل لشعبين كريمين طيبين فيه، كما أن إقالة مدني جاءت على شكل قربان لترضية الآلهة الفرعونية التي عجزت عن حل مشاكل شعبها الداخلية والتجأت للشحاذة من الدول الخليجية والغربية لشراء السكر وأبسط مقومات العيش الكريم.
الموضوع الأبرز اليوم ليس إقالة أو استقالة مدني، ولكنه أساسا ماذا تخفي القيادة المصرية التي وصفت بالأسوأ في التاريخ، عن العالمين بخصوص السعودية، فمن يشاهد أحمد موسى وعنرو أديب وإبراهيم عيسى ويوسف الحسيني وخالد صلاح وغيرهم كثيرون، كيف يهاجمون المملكة بدون رقيب ولا حسيب يستشعر أن سياسة الرقص على الحبلين التي تنتهجها دولة السيسي بدأت تنكشف وهو ما ينذر بوقوع الكارثة التي لا تحمد عقباها ولا أحد يتمناها.