قالت تقارير إعلامية تونسية إن دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بولاية بنزرت، أصدرت مؤخرا قرار ختم البحث في قضية ما عرف بـ”حلاقة ماطر”، والمتمثلة في إقدام حلاقة بجهة ماطر على ارتكاب جرائم مخلّة بالأخلاق في حق بعض حريفاتها وابتزازهنّ ماديا، حيث تقوم بإهداء أجساد حرفائها لرجل معروف بسوابقه في المنطقة بعد أن تتعمد تخديرهن.
وقالت صحيفة أخبار الجمهورية إن دائرة الاتهام وجهت للمتهم الرئيسي تهم مواقعة أنثى دون رضاها والاعتداء بفعل الفاحشة على شخص دون رضاه وجمع معطيات شخصية لأغراض غير مشروعة والإساءة للغير عبر الشبكات العمومية للاتصالات، كما تم توجيه نفس التهم إلى الحلاقة ويضاف إليها تحويل وجهة شخص باستعمال الحيلة والعنف.
وتفيد تفاصيل الواقعة بحسب الصحيفة المذكورة، أنّ إحدى الفتيات تقدمت بشكاية لدى مركز الأمن بالمنطقة، أكدت فيها تعرضها إلى اعتداء جنسي دون علمها، ثم ابتزازها بصور التقطت لها وهي في وضعيات مخلّة بالأخلاق مع رجل لا تعرفه.
وبمساءلتها عن سبب جهلها بتوقيت الاعتداء عليها، أخبرت الضحية السلطات الأمنية أنّ المتهمة الرئيسية وهي حلاقة بماطر تقوم باختيار أجمل حريفاتها اللواتي يذهبن إلى محلّها للتزيّن، ثمّ تتعمّد وضع مادة مخدرة في عصير تقدّمه لهن ليجدن أنفسهن بعد غيابهنّ عن الوعي في منزل مجهول بعد ليلة حمراء قضينها وهن غائبات عن الوعي مع وحش آدمي.
وأكدت صاحبة الشكوى أنها تعرّضت إلى ابتزاز مادي من قبل المتهمة “الحلاقة” حيث هدّدتها بنشر صور إباحية لها تم التقاطها لها أثناء الاعتداء الجنسي عليها إن لم تسلّمها مبلغا ماليا هاما، مشيرة إلى أنّ هذا التهديد سلّط كذلك على العديد من النساء والفتيات اللواتي استجبن لرغبة المتهمة خوفا على سمعتهنّ خاصة وأنّ بعضهن متزوّجات.
وحسب اعترافها لم تنكر الحلاقة ما ارتكبته من جرائم في حق حريفاتها وابتزازهنّ ماديا بواسطة مقاطع الفيديو الإباحية لكنّها في المقابل نفت أن تكون أقدمت على تخديرهنّ، قائلة إنهنّ ذهبن معها بمحض إرادتهنّ إلى منزل صديقها المتهّم الذي يبلغ من العمر 55 سنة.
وحسب ما كشفته التحقيقات الأمنية فإن هذه الحلاقة تسببت صحبة صديقها للنساء الضحايا في عديد المصائب، ومن بينها المساهمة في تحطيم مستقبل فتاة وهروبها إلى ليبيا بعد أن كانت تستعدّ لعقد قرانها بالشاب الذي أحبّته، وذلك بعد أن عمد المتهّم نكاية فيها لعدم استجابتها إلى الابتزاز، إلى تقديم مقطع فيديو إباحي يجمعهما إلى خطيبها أيّام عقد القران مما أدى إلى إبطال حفل الزفاف.
كما كشفت مقاطع الفيديو الإباحية التي تحصّلت عليها الوحدات الأمنية أن الحلاقة المتهّمة هي من تصور ضحاياها بينما يعتدي صديقها الجاني عليهن، وبيّنت تعرّض الفتيات إلى التخدير أثناء عملية الاعتداء الجنسي عليهنّ، وأكدت التسجيلات الهاتفية تعرّض الضحايا إلى التهديد والابتزاز.
وذكرت إحدى المتضررات أنها تعرفت على المتهمة منتصف شهر ديسمبر 2015 حين تحولت إلى محل حلاقة المتهمة قصد تصفيف شعرها، وأكدت أن المتهمة عرضت عليها إمكانية العمل معها في بعض المناسبات عندما تحتاجها بمقابل مادي، فوافقت الشاهدة على ذلك وأصبحت المتهمة المذكورة تتصل بها هاتفيا وتطلب منها المجيء إلى محل الحلاقة لتقوم بمساعدتها وتسلمها أجرتها نهاية كل يوم.
وأضافت الشاهدة أنه في يوم الأحد 10 جانفي/يناير 2016، وحوالي الساعة الخامسة مساء اتصلت بالحلاقة، وأخبرتها أنها ستأتي إلى محلها لتصفيف شعرها وهو ما تم، مشيرة إلى أنها عرضت على الحلاقة الذهاب معها إلى منزل والديها لاحتساء كأس شاي ومواصلة الحديث، لكن الحلاقة امتنعت وعرضت عليها في المقابل الذهاب معها إلى حفل عيد ميلاد إحدى صديقاتها، لكنها رفضت هي الأخرى بتعلة خوفها من لوم والديها.
وذكرت الشاهدة أن الحلاقة تركتها وغادرت قبل أن تعود أدراجها وبيدها كأس من العصير، لكن وبعد 5 دقائق بدأت تشعر بالتعب والإغماء وأكدت أن كل ما تذكره بعد ذلك أن المتهمة كان تجرها عبر زقاق لتفقد الوعي مجددا وتستفيق على وجودها داخل قاعة جلوس وإلى جانب رجل وهو المتهم الثاني، بصدد حرق قطعة بنية اللون في حين كانت الحلاقة بالقرب منها بصدد تناول المشروبات الكحولية.
وتابعت الشاهدة أنها فقدت من جديد وعيها لتستفيق في اليوم الموالي حوالي التاسعة صباحا حيث وجدت نفسها ممددة على حاشية بمحل سكن المتهم وعارية تماما وتفطنت إلى أنه تم اغتصابها لتستفيق مذعورة وبمحاولتها العثور على الحلاقة لم تجدها.
وأكدت الشاهدة أنها غادرت ذلك المحل وعادت إلى منزلها حيث قامت بتغيير ملابسها وتوجهت إلى مركز الأمن بماطر للإعلام عن الواقعة لكنها تراجعت في اللحظات الأخيرة خوفا من الفضيحة، وفي الطريق اتصل بها رقم مجهول يعود للرجل الذي أمضت الليلة معه.
وقال المتصل إن الحلاقة قامت بهذا المخطط وقامت بتصويرها وعرض عليها مبلغا ماليا وطلب منها أن تصبح عشيقته فسايرته للحصول على معلومات أخرى، وعادت إلى محل سكناه.
وأضافت أن المتهم قام بالاتصال بها مرة أخرى وأعلمها أنه لا يخشى الشكوى وأنه سينشر صورها ومقاطع الفيديو عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إن لم تقبل بمعاشرته فأوهمته أنها تقبل بذلك شرط أن يقص عليها ما حدث فروى على مسامعها تفاصيل الواقعة لتقوم بتسجيله وطلبت منه أن يرسل لها نسخة من صور لتصدق أقواله، وبالفعل قام الأخير بإرسال صور مخلة لها وفي وضعيات لا أخلاقية، لتقوم على إثر ذلك بإبلاغ الأمن.
وأكدت الشاكية كل تفاصيل الواقعة مضيفة أنها لا تتذكر سوى ملامح سائق سيارة الأجرة الذي نقلها صحبة المتهمة من محل الحلاقة إلى مكان الواقعة.
هذا ما قاله المتهم الرئيسي
وجاء في تقرير ختم البحث أن المتهم نفى ما نسب إليه، مؤكدا أن صديقته الحلاقة اتصلت به في مرة أولى وعرضت عليه التحول إلى منزله صحبة صديقتها لعقد جلسة خمرية، وأنه رفض الأمر.
وأضاف المتهم أنها عاودت الاتصال به بعد يومين، وأنه قبل هذه المرة، مؤكدا أن المتهمة والشاكية قدمتا بمحض إرادتهما إلى منزله وأنهما احتستا الخمر حد الثمالة، في حين اكتفى هو بالحديث معهما دون احتساء المشروبات الكحولية، مؤكدا أن الشاكية قامت بنزع ملابسها حيث أصبحت غير قادرة على التحكم في تصرفاتها، مضيفا أن الشاكية حاولت بعد أن تمددت على الحاشية التحرش به جنسيا عبر إتيان تصرفات غير أخلاقية، مؤكدا أن الحلاقة غادرت منزله ليلا، كما أكد أنه ترك الشاكية بمفردها بمنزله نظرا لسوء وضعها، وأنه وجدها صباحا بمفردها في حالة عادية.
وتابع المتهم أنه في اليوم الموالي اتصلت به الشاكية وطلبت منه أموالا للعودة إلى منزلها وأنه سلمها الأموال، ونفى المتهم أن تكون الشاكية تعرضت إلى التخدير أو أن يكون واقعها دون رضاها مؤكدا أن مقاطع الفيديو التي تظهر الشاكية في حالة غيبوبة نتيجة تناولها كميات كبيرة من الكحول ليس نتيجة مواد مخدرة، مبينا أنه أرسل لها الصورة بطلب منها وليس لابتزازها، مؤكدا أن الشاكية طلبت منه في الاتصال الهاتفي الأخير مساعدتها على تخدير الحلاقة لتصويرها مثلما فعلت معه، موضحا أنه سايرها في كلامها وأعلمها أنه سيساعدها في ذلك.
اعترافات الحلاقة
من جهتها اعترفت الحلاقة أنها تعاشر المتهم الرئيسي منذ سنوات معاشرة الأزواج، وأنها تعرفت إلى الشاكية بحكم ترددها على محل الحلاقة، وأن هذه الأخيرة اقترحت عليها اصطحابها إلى منزل عشيقها وقضاء سهرة معا، وهو ما تم فعلا بعد أن تردد عشيقها في مرحلة أولى، وأكدت أن المتهم جهز جلسة خمرية لهما، وأن الشاكية فقدت إدراكها بعد تناول كميات كبيرة من الكحول وقامت بنزع ملابسها وأنها قامت بتصويرها كما قامت الشاكية بالتقاط صور لها أيضا، وذكرت في اعترافاتها أنها اتصلت بسائق سيارة أجرة لنقلها إلى منزلها في حين خيرت الشاكية البقاء، وأنكرت الحلاقة أن تكون خدرت الشاكية وأن هذه الأخيرة تحولت معها بإرادتها، كما سبق لها أن رافقتها في زيارات أخرى.
من جهة أخرى اعترف سائق سيارة الأجرة ومرافق له أن الشاكية كانت في حالة غير طبيعية أثناء إيصالها صحبة الحلاقة إلى منزل المتهم.
يذكر أنه تم حجز أقراص مضغوطة بها تسجيلات وأقراص دواء نوع “تينستا”، وهي أقراص مخدرة، مع العلم أنه تم استخلاص من جملة الأبحاث والاستقراءات أن الحلاقة أوهمت الشاكية بأنها ستذهب إلى حفل عيد ميلاد وعندما لاحظت ترددها ناولتها كأسا من العصير به مادة مخدرة، ونقلتها إثر ذلك إلى منزل المتهم وهناك عمد المتهم إلى مواقعتها والاعتداء عليها بفعل الفاحشة في الأثناء صورت الحلاقة الواقعة، ليبتزها المتهم في مرحلة لاحقة لربط علاقة جنسية معها مقابل عدم نشر صورها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي تم توجيه التهم المذكورة أعلاه إلى الحلاقة والمتهم الآخر.