البارحة كان في الاحداث سقوط طائرة العند العسكرية وفيها طيارين سوريين ويمنيين - وتضاربت الانباء عن سبب سقوط هذه الطائرة المنكوبة وكونه حدث مؤسف يتالم منه كل انسان لاسباب عده ( لعل اولها الحسرة على اموال وارواح يمنية تذهب هدرا ) الا ان الصراع السياسي على السلطة قسّم الروايه الى نصفين النصف الاول يرى ما حدث انه خلل فنى طبيعي يرجع الى مهام الصيانه في الطائرة - والجانب الثاني يرى انه عمل انتحارى بطولي يرجع الى استشهاد الطيار في سبيل القضاء على طيارين آخرين .!!. الحقيقية هنا حائرة ولاتزال حائرة ..لانه لايوجد طرف محايد يخبر الناس بما جرى .

كذلك الامر في بقية شئون البلاد وما يجرى فيها من احداث ماسوية تتطلب اعطاء الصدق لان الجميع يهمهم معرفة كل حدث يصير على الارض - لانهم بذلك يربطون قراراتهم على سماع الحقيقية . فهل ننتظر من مجلس الامن الدولي اصدار قرار يرغم اليمنيون على قول الحقيقية ؟

وفي الصباح علقت في راسي فكرة كيف نتفق اولا على قول الحقيقية - لنصرة انفسنا ربما يضن البعض ان الصراع القائم يتطلب الانتصار على الطرف الثاني بالتخلي عن الحقيقية الى درجة قول الزّور .. والله سبحانه وتعالى قال عكس هذا الشى تماما اذا اردنا اصلاح امورنا قال ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ))

القول السديد هو النصيحة و تحرى الصدق - اسلوب جميل وبسيط من شانه جمع القلوب على الرحمة ويؤلف بين النفوس بالمودة وتصغي الآذان والاذهان لقول النصيحة والعمل بالمعروف ونبذ الفرقة و الامتناع عن صناعة المظالم والقتل وتاجيج العداوة بين الناس ..

العالم اليوم يراقب مايجرى على ارض اليمن بحسرة وندم ومنهم افراد مهتمين ومراقبين لديهم اقارب ومصالح - ومنهم منظمات انسانية يقلقها ما يحصل للناس من متاعب - ومنها مؤسسات حكومية ورسمية مهامها راب الصدع وانقاذ الناس من هلاك محقق - كل هولاء يريدون سماع الحقيقية اولا ليحددون اولويات مهامهم - وحين تقراء الصحف اليمنية والمواقع الالكترونية اليمنية تشعر وبسرعه بالغثيان والتقزز - لانك لا تقدر على الوصول الى الحقيقية هناك تطاير مخيف للجمل وللكلمات من الصعب ان تشكل منها موضوع قابل للتصديق .. و حين نتمنى نجاح الثورة فالثورة هي الحقيقية اولا ..