البارحة ارتفع الصوت عند الجيران وغيرت أصواتهم السكون في الحي إلى ساعة متأخرة من الليل, وفي الصباح جاءنا الجواب عن تساؤلاتنا ماذا حدث ؟ قالوا ان مشاجرة حدثت عندهم وتتطورالامر إلى عراك بين الرجل وزوجته في المطبخ . وكان الرجل يريد إثبات سلطته على زوجته فقام برمي الصحن الأول من شباك المطبخ إلى الشارع,
وقامت الزوجة بدورها برمي الصحن الثاني من نفس الشباك .. ثم قام هو برمي القدر الى الشارع , فقامت هي برمي ابريق الشاي الى نفس المكان , واستمر الحال على هذا المنوال حتى افرغوا نصف المطبخ من الأواني إلى الشارع !. وبعدها دب السكون فجأة ونام الجميع من غير عشاء .. الأطفال كانوا مرعوبين مما حصل وهم الذين جاءونا صباحا مستنجدين ومخبرين لعلهم يجدون عندنا مايسد رمقهم من الجوع والحمد لله فقد حصلوا على ما تمنّوا – فتعالت الضحكة فيما بيننا اذ قال الصغير انه التحدي الذي قوبل بالتحدي يا خاله حدث البارحة في بيتنا مثل مايحدث عندكم في اليمن !!

حقيقة صارت تترجم لك التحدي في غير محله عندما يقابل بالتحدي في غير موضعه تكون النتيجة ( تساوى دمار وجوع وتشرد ) و في حلبات المصارعة هناك حدود للتحدي لايتجاوزه (المتحديين) إلى خارجها حتى لا يلحقون الضرر في صفوف الجمهور –وفي مصارعة الثيران أيضا هناك أماكن مخصصه للمصارعة توفر السلامة أولا للبشر .. وكذلك الحال في ميادين السباق والمنافسات والمسابقات الأخرى ..

الموقف يذكرني فعلا بما يحدث في اليمن هذه الأيام تحت شعار ( مقابلة التحدي بالتحدي ) بأدوات القتل والدمار وضجيج الإعلام وآكاذيبة وكيد السياسة ومكرها – فوق رؤوس الناس الابرياء وسكونهم وأموالهم وممتلكاتهم – التنافس والتنافر والعداء غير الشرعي وغير المنطقي بين ( السلطة والنفوذ) هو الذي رفع هذا الشعار من غير حساب للعواقب ولا احترام لحقوق الناس – ولا تقديرلللمسئولية ..

كيف لنا أن نجعل حدا لما يجرى ؟ فقد شبت الحرائق في أكثر من مبنى – وتحولت الأسواق إلى أطلال وحل شبح الخوف في الأحياء وفي الحارات – ونزحت أفاضل الأسر من بيوتها هربا من الحرب ومن الجوع ومن العطش . تحدي مابعده تحدي فهل لهذا التحدي من منتهى ؟

قال ربنا ادعوني استجب لكم – واذا سالك عبادي عنى فاني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان .. وفي هذا اليوم الاول من العشر الاوئل المباركة المقدسة العظيمة من شهر الحجة الذي ذكرها الله واقسم بها قائلا والفجر وليال عشر يستجاب الدعاء – ادعو ربكم تضرعا وخيفة يااهل اليمن وعمروا مساجدكم بالاستغفار لعل الله يبدل الحال بأحسنه ويشبعكم من جوع ويؤمنكم من خوف . انه على كل شى قدير – وعيد مبارك وكل عام وانتم بخير ..