الحدث البارز سياسيا في اليمن هو سفر النائب عبدربه منصور هادي إلى أمريكا لتلقي العلاج وبهذا المصاب فقد دخل نائب الرئيس في مجموعة (المعلولين من كبار رجال الدولة )الذين يطلبون العافية ويتمنون الشفاء من أمراضهم التي ابتلوا بها بعد انفجار مسجد النهدين في 6يونيوا من هذا العام , وبهذا يكون الرئيس شبه وحيدا في كرسي السلطة مع ابنه احمد .. واحمد هو الآن بعد سفر النائب البارحة يعتبر قاب قوسين أو أدنى من استلام مهامه الرسمية في قيادة البلاد بعد أبيه و ضمن الحياكة السياسية المتقنة للرئيس سيكون من السهل جدا إصدار قرار بإعفاء النائب عبدر ربه منصورهادي من مهامه لدواعي صحية – ليحل محله احمد على عبدالله صالح . ( نائب الرئيس ورئيس الوزراء)
المعطف السياسي الذي يحيكه الرئيس هذه الأيام بالتأكيد هوعملا صعبا ودقيقا يراد منه مواجهة حقيقية وصعبة لموجة شتاء ساخن في صنعاء لاحت بوادره ظاهرة للعيان بعد عودة الرئيس وحيدا من مشفاه يوم الجمعة 23سبتمبر من هذا العام !!
الرئيس سيتغاضى عن سفر النائب وغيابه عن المشهد السياسي طالما ان هذا الغياب سيخدم اقتراب احمد إلى سدة الحكم . رغم أن النائب هوالذي كان يمثل (الحبل السر) بين الام وجنينها فيما يخص ارتباط الشمال بالجنوب عن طريق التوظيف لأشخاص في السلطة .. والجنوب بسفر النائب قد تخلص من عبئ ثقيل عن كاهله كان النائب يمارس به غطاءا مخمليا يحجب الرؤية عن تجاوزات السلطة وتسويفاتها فيما يخص قضية الجنوب الداعيين للانفصال من الشمال اصلا ..
النائب عبدربه منصور هادي الكثير من الناس داخل اليمن وخارجها لايعّولون على قدراته الذاتية شيئا يذكر فيما لو قدر ليكون رئيسا للبلاد لأنه يفتقر للكثير من المؤهلات حتى يكون قائدا لبلد غير مستقر تتلاطم به الأمواج المرعبة من كل جانب – وفي أوصاف كثيرة هو اقرب ليكون مثال المتصوف السياسي – الذي يمارس طقوس التصوف في المعترك السياسي غير النزيه .
الأيام القليلة القادمة ستكون مليئة بالأحداث العجيبة والغريبة وأهمها الإحساس و الشعور بخيبة الأمل عند أولائك الذين يتمسكون بقرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية على اعتبار أن الحلول الاتيه من الخارج هي في الأصل حيلة العاجز . ووقود الإعلام ليس الا .