اكد مصدر في السفارة اليمنية بتركيا، أن أطرافاً دولية لا تريد خروجاً "مشرفاً" للتحالف العربي الذي تقوده السعودية من الأزمة في اليمن، معتبراً أن التحالف يسعى لإنهاء الأزمة بالحوار والدعوة لحكومة وحدة وطنية.
وتوقع طلال جمال، المستشار الإعلامي في السفارة اليمنية، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن "اللاعب الدولي يريد إشعال المنطقة أو خروج السعودية قسراً من المعركة".
وأشار إلى أن اللاعب الدولي "هم الأمريكيون والإيرانيون والروس"، مشدداً على أن الحراك الدولي تقوده إيران "ويرتبط ببعضه بدءاً من حلب والموصل إلى اليمن".
وأوضح جمال أن اعتذار واشنطن عن تصريحات وزير خارجيتها، جون كيري، بشأن إنهاء الأزمة بشكل غير مرضٍ للحكومة الشرعية، جاء "لتسرب الأمر واعتبار المشاورات (مبادرة)، حيث تسعى واشنطن بخطوات متسارعة لتقدم لإيران بعض ما وعدت به الإدارة السابقة بشأن إنهاء الملف اليمني، وهم في سباق مع الزمن لأخذ ما يمكن أخذه من الأطراف اليمنية للذهاب لطاولة الحوار مجدداً".
وكان جون كيري أعلن، الأربعاء الماضي (16 نوفمبر/تشرين الثاني)، قبول مليشيا الحوثي بخريطة طريق تتضمن التسلسل الذي قدمه مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، كأساس للتفاوض؛ وهو الأمر الذي ترفضه الحكومة اليمنية الشرعية جملة وتفصيلاً.
وقال كيري: "التقيت ممثلي الحوثيين، ووضعنا برنامجاً لمحاولة التقدم في المفاوضات، حيث وافقوا على شروط وقف النار في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، إن التزمت الأطراف الأخرى (في إشارة إلى الحكومة)"، مضيفاً: إن "الحوثيين وافقوا على العمل على إنشاء حكومة موحدة في صنعاء بحلول نهاية العام الجاري".
وردت الحكومة اليمنية على مزاعم وزير الخارجية الأمريكي بالقول إن تصريحات كيري "لا تعني الحكومة الشرعية في اليمن".
وأكد جمال أن جماعة الحوثي وصالح في اليمن، لم تعطِ الفرصة لنجاح الهدنة التي أعلنها التحالف العربي، وخرقت ظهر السبت (19 نوفمبر/تشرين الثاني)، الهدنة بـ"قصف شديد" في المنطقة الشرقية لمدينة تعز.
ونفى أن تكون الهدنة اليمنية نتاج مشاورات مسقط التي انتهت قبل أيام، برعاية أمريكية، "بل جاءت بناءً على دعوات إنسانية، لدخول القوافل الإنسانية لـ48 ساعة"، وأن المشاورات الحقيقية ستحدث إذا لبت أطراف الانقلاب الدعوة السعودية إلى مشاورات الظهران.
وتنفي الخروقات الحوثية ما أعلنته قيادة قوات التحالف في وقت سابق، عن أن الهدنة "ستمدد تلقائياً في حال التزام مليشيات الحوثي والقوات الموالية لها بهذه الهدنة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، وفي مقدمتها مدينة تعز، ورفع الحصار عنها، وحضور ممثلي الطرف الانقلابي في لجنة التهدئة والتنسيق إلى ظهران الجنوب"، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وتقود السعودية منذ 26 مارس/آذار 2015، تحالفاً عربياً في اليمن ضد الحوثيين، جاء استجابة لطلب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً لحماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية، والقوات الموالية لصالح.