اخبار الساعة
” وراء الكثير من الفوضى في الشرق الأوسط والحروب المستمرة في سوريا واليمن، والاضطرابات السياسية في العراق ولبنان والبحرين هناك صراع آخر.. فالمملكة العربية السعودية وإيران يشنون النضال من أجل الهيمنة التي حولت الكثير من الشرق الأوسط إلى ساحة معركة خاصة بهم. وبدلا من القتال مباشرة، فإنهما يمارسان القتال بالوكالة وبهذه الطريقة تزداد سوءا مشاكل المنطقة عبر الدكتاتورية وعنف الميليشيات والتطرف الديني”.
وأوضحت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير ترجمته وطن أن تاريخ مسارات الخصومة بينهما يساعد على شرح تفكك منطقة الشرق الأوسط، خاصة الطائفية بين السنة والشيعة على حد سواء, خاصة وأنها القصة التي كانت الولايات المتحدة لاعب دعم وثابت فيها، وكان آخرها من خلال دعم الحرب السعودية في اليمن، والذي يقتل مئات المدنيين.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه مع الثورة الإيرانية في عام 1979، أطاح الإيرانيون بحكومتهم السلطوية، وصعد الإسلاميين الذين يدعون أنهم يمثلون ثورة للعالم الإسلامي كله، واحتج بعض الشيعة السعوديين، الذين يشكلون نحو 10 في المئة من السكان، لإنشاء مكاتب في طهران مما ساعد على إذكاء المخاوف السعودية من الاضطرابات الداخلية والانفصالية، وكان ذلك بداية الخصومة بينهما.
وتجدد الصراع مع غزو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لإيران، حيث كانت الحرب على مدى ثماني سنوات حرب خنادق وهجمات بالأسلحة الكيماوية قتل فيها نحو مليون شخص, وهو الأمر الذي حدد نمط الصراع الإيراني السعودي من خلال وكلاء، وتحييد الولايات المتحدة، التي كانت سياستها الحفاظ على الوصول إلى احتياطيات النفط والغاز الهائلة التي تقع بين الخصمين.
واعتمدت المملكة العربية السعودية برامج حكومية تروج للتحريض المعادي للشيعة في المدارس والجامعات الإسلامية ووسائل الإعلام وهذه السياسات تزرع المخاوف الطائفية والعنف في بعض الأحيان الذي من شأنه أن يغذي في وقت لاحق أيديولوجية الدولة الإسلامية. وفي عام 1990، غزت العراق الكويت، وهي حليف للسعودية.
والولايات المتحدة بعد طرد العراقيين، أقامت قواعد عسكرية في المنطقة للدفاع عن حلفائها من العراق. كما دفعت هزيمة العراق المهينة العديد من مواطنيها إلى الانتفاض، خاصة في المجتمعات الفقيرة الشيعية. ومع الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، من خلال إسقاط الحكومة العراقية التي كانت معادية لكل من المملكة العربية السعودية وإيران، قلبت موازين القوى في المنطقة. وباتت إيران على قناعة بأن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية سوف ينصبان حكومة عراقية مطواعة، لذا تدخلت إيران لملء فراغ ما بعد الحرب واستغلت نفوذها مع الجماعات الشيعية، التي هي أكبر مجموعة سكانية في العراق، مما سمح بالتأثير على سياسة بغداد.
وتستغل إيران المليشيات الشيعية للسيطرة على الشارع العراقي، لكن العنف الطائفي تصاعد وأصبحت البلاد تنزلق نحو حرب أهلية وتسعى المملكة العربية السعودية إلى تطابق تحركات إيران، ولكن بعد سنوات من قمع السكان الشيعة في المملكة تكافح لتحقيق تقدم مع تلك الموجودة في العراق.
وكانت لبنان من أبرز ضحايا التنافس الإيراني السعودي عبر دعم الرياض للتكتل السني وتعزيز طهران لنفوذ الجماعات الشيعية في البلاد، وانتقلت المعركة من لبنان إلى سوريا، وانتهى الأمر الآن باليمن ومن قبلها البحرين.
المصدر : وكالات