ماذا سيحدث لو دخل طائر إلى محرك الطائرة؟!”، هذا هو السؤال الذي طالما أرق خبراء الطيران والمسافرين والمهتمين، وأجاب عنه تقرير ضمن سلسلة “قصص أغرب من الخيال” على “يوتيوب” حلّل هذه الظاهرة وأسبابها وعواقبها.
وبحسب منظمة الطيران الدولية فإن هناك حوالي 5500 حادث يقع كل سنة بين الطيور والطائرات، ولأن الطيور لا تحب مشاركة السماء مع طيور معدنية وتعتبرها غزاة للسماء قررت استهداف محركات الطائرات.
وتؤدي هذه الحوادث عادة إلى تشتت الطيار أو الطاقم المرافق له، كما قد تسبب ذعراً لدى الركاب، وقد تسبب حوادث كبيرة لا تُحمد عقباها.
ولفت التقرير الى أن أغلب الحوادث تحصل أثناء الإقلاع أو الهبوط؛ لأن الطيور تحلق على علو منخفض ولا ترغب في الوصول إلى الفضاء، وقلة منها تحلق مباشرة تحت الغيوم.
ومضى التقرير مشيراً إلى أن 75 % من الحوادث تحدث على ارتفاعات أعلاها 1000 قدم أي حوالي 330 متراً و20% تقريباً تقع على ارتفاعات بين 1000 و5000 قدم أي مابين 330 و1650 متراً و5% فقط تحصل عللى ارتفاعات شاهقة أعلى من 1650 متراً
ولا تصطدم الطيور عادة بحجرة الطيار ويقع 45 % منها في فخ مروحة المحرك ولذلك عمل مصممو المحركات على تصنيعها بشكل يقلل الخطر، ولكن التصميم الذي توصلوا إليه يقوم على إيقاف المحرك تماماً إذا حدث شي ما.
واستعاد التقرير أشهر حادثة لدخول طائر إلى المحرك وهي تلك التي وقعت في أمريكا الشمالية حين أقلعت الطائرة من مطار “لاغوديا” متجهة إلى نيويورك، وأثناء الرحلة دخلت طيور إلى المحرك، ونتيجة لذلك توقف المحرك عن العمل فنفّذ الطيارون هبوطاً ذكياً وهادئاً في نهر “هاتسون” منقذين حياة 150 شخصاً كانوا على متنها.
وتابع التقرير بحس فكاهي: “قام المصممون والمهندسون بعد ذلك بتطوير المحركات لجعلها تتحمل دخول طائر وزنه حوالي 2 كغ دون أن تتأثر مما أتاح للركاب نسيان القلق في هذه الحالة، من غراب أو غرابين أو ربما من دجاجة لكن ماذا بالنسبة لسرب من الأوز كل واحدة تزن حوالي 4 كغ”.
ولفت التقرير إلى عدم إمكانية وضع شبكات حماية كتلك الحماية التي نضعها على هواتفنا، لأن محرك الطائرة مصمم ليسمح بدخول كمية من الهواء من الأمام ووجود أي شي أمامه كالشبك مثلاً قد يعيق دخوله مما يؤدي لحدوث انفجار في المحرك بسبب الطيور أو أي قطعة معدنية أخرى تدخل.
ونوّه التقرير إلى استخدام بعض الأنظمة والتقنيات التي تبعد الطيور عن المدرجات بالقرب من المطارات كاستخدام الليزر أو بعض الأجهزة التي تُصدر أصواتاً ترهب الطيور وتبعدها أو من خلال استخدام الطلقات النارية، بينما في الماضي كان يستخدم بعض الصقور والنسور لترهيب باقي الطيور.