اخبار الساعة
خلص تحليل نشر على مؤسسة بروجيكت سنديكيت الدولية إلى أن على السعودية الاستمرار في الحرب اليمنية لمنع تهريب أي دعم عسكري إيراني للمتمردين الحوثيين، وفي حال عدم الاعتراف الغربي بالتدخل الإيراني في اليمن فلن تمتلك أي خيار سوى الاستمرار في حملتها في اليمن لحماية نفسها.
وقالت إن الانتقادات التي توجه للمملكة العربية السعودية في اليمن يعكس سوء الفهم وراء التدخل السعودي لدعم الحكومة الشرعية في البلاد.
وأوضحت المؤسسة التي تشكل رابطة للصحف وتوزع التعليقات والمقالات للصحف الدولية: "وجهت العديد من الانتقادات في الآونة الأخيرة ضد السعودية ودورها الرائد في الحرب اليمنية ضد المتمردين الحوثيين، وقد سخر البعض من السعودية باعتبارها من أغنى الدول التي تشن حرباً على بلد من أفقر البلدان كاليمن. يزعم البعض أن التدخل السعودية في اليمن هو أول خطوة للمملكة في شن حرب شاملة ضد الشيعة. هذا كله يعكس سوء الفهم وراء التدخل السعودي في اليمن بل في الوطن العربي كله".
وفي المقال الذي كتبه علي الشهابي للمؤسسة وهو باحث في الشؤون الاستراتيجية وصاحب كتاب عن السعودية والخليج بالإنجليزية ونقلته "شبكة يمن مونيتور" للعربية قال الشهابي: "لم تقم السعودية بحملتها في اليمن لغرض محاربة الزيديين، فالمملكة في واقع الأمر كانت تدعم نشاطات العائلة الزيدية المالكة في الحرب الأهلية اليمنية في الستينات. إن الهدف وراء الحملة العربية بقيادة السعودية في اليمن هو إيقاف إيران من الاستفادة من الصراع اليمني في صناعة تحالف مع المتمردين الحوثيين الذي يؤمنون بأن المملكة هي العدو الرئيسي لهم".
وتابع بالقول: "ومع ذلك، عندما حاول مسؤولون سعوديون تحذير المجتمع الدولي من الأنشطة الإيرانية في اليمن، قوبلت هذه التحذيرات بالرفض وتجنب المعلقون الغربيون الاعتراف بالتدخل الإيراني في اليمن".
عينان مفتوحتان
يشير الشهابي في تحليله إلى اعتراض القوات البحرية الأمريكية خلال 18 شهراً الماضية أربع شحنات من الأسلحة الإيرانية كانت في طريقها إلى اليمن، وقد ادعت إيران بأنها تسيطر حتى الآن على أربع عواصم عربية منها صنعاء، وأن الحوثيين قد أصبحوا في ارتباط وثيق مع حزب الله اللبناني. لقد أدعى زعيم حزب الله اللبناني "حسن نصر الله" أن قضية الحوثيون هي قضيته الأساسية وسمح لوسائل إعلام تابعة للحوثيين للإقامة في الضاحية الجنوبية لبيروت، ورحب علناً باستضافة المقاتلين الحوثيين وتدريبهم مع قواته.
يقول الشهابي إن السعودية دخلت غمار الحرب اليمنية بعينان مفتوحتان خاصة بعد خوضها حرباً مع الحوثيين في 2009، وكانت جازمة أنها غير ذاهبة إلى نزهة. مضيفاً: "لقد تدخلت السعودية في اليمن بسبب سيطرة المتمردين الحوثيين على العاصمة صنعاء وإطاحتهم بالحكومة الشرعية والذي من شأنه ترسيخ التعاون بين جماعة التمرد وإيران. كل هذا سيؤدي إلى مقدرة إيران من تحويل شمال اليمن كجنوب لبنان مما سيؤدي إلى تهديد الأمن القومي للمملكة العربية السعودية".
هدفان للتحالف
ويشير الباحث في الشؤون الاستراتيجية إلى التحالف الذي تقوده السعودية كان له هدفين واضحين من خلال تدخله في اليمن وهما "إيقاف الدعم الإيراني وتهريب الأسلحة للمتمردين الحوثيين، وتوجيه رسالة واضحة إلى الحوثيين بأن تحالفهم مع إيران سيكلفهم كثيراً". لقد حققت دول التحالف بالفعل كلا الهدفين حيث تم إغلاق المطارات اليمنية ومحاصرة الموانئ أيضاً والذي أدى بدورة إلى منع تدفق الأسلحة الإيرانية لليمن، كما حافظت السعودية في الوقت نفسه على حملة جوية قوية ضد المتمردين الحوثيين.
ويقول الشهابي في تحليله الذي نقله إلى العربية "يمن مونيتور": "لا تأتي نجاحات الحروب بدون تضحية".
وللأسف فقد دفع المدنيون ثمناً باهظاً لهذه الحرب، حيث قتل ما يقارب من 10 آلاف مدني منذ بداية الصراع. هذا الرقم ليس مرتفعاً مقارناً بالحملة التي تقودها روسيا وإيران في سوريا، حيث يقتل 10 آلاف مدني خلال اسابيع فقط. وعلاوة على ذلك، فقد اتُهمت السعودية باستهداف المدنيين والبنية التحتية لليمن. –كما يقول الكاتب.
ويتابع بالقول: "بينما يقلل البعض من التهديدات التي تواجهها السعودية، يعرف حكام المملكة جيداً ما قامت به إيران في لبنان والعراق وسوريا ويسمعون ما تقوله وسائل الإعلام الإيرانية وحلفائها من تحريض ونوايا شريرة تجاه المملكة وحكامها. وقد عرفت السعودية تاريخياً بسماحها لتهديدات أعدائها بالوصول إلى درجة عالية جداً بل قد تكون أعلى من أي دول عظمى مثل الولايات المتحدة قبل اتخاذ أي عمل عسكري".
واختتم تحليله بالقول: "سيتوجب على السعودية الاستمرار في الحرب اليمنية لمنع تهريب أي دعم عسكري إيراني للمتمردين الحوثيين. لكن في حال نفى العالم التدخل الإيراني في اليمن وعدم تحمل الأمم المتحدة لمسؤولياتها في اليمن، فإن السعودية لن تمتلك أي خيار سوى الاستمرار في حملتها في اليمن لحماية نفسها".
المصدر : متابعات